Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات تهز طرابلس وإجبار باشاغا على المغادرة

غرقت ليبيا في فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام القذافي عقب انتفاضة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011

اندلعت اشتباكات في العاصمة الليبية، اليوم الثلاثاء 17 مايو (أيار)، مع محاولة رئيس الوزراء المعين من قبل البرلمان فتحي باشاغا السيطرة على الحكومة لكن إدارة منافسة ترفض التنازل عن السلطة أجبرته على التراجع ومغادرة المدينة.

اندلاع قتال

ودخل باشاغا طرابلس، الليلة الماضية، بعد شهرين من الجمود بين الإدارتين المتنافستين في ليبيا، لكن مكتبه قال إنه انسحب بعد ساعات مع اندلاع القتال في المدينة.

ودوت أصوات أعيرة نارية من أسلحة ثقيلة وأسلحة رشاشة في أنحاء العاصمة طرابلس، صباح اليوم، وأُغلقت المدارس وخفت حركة المرور في ساعات الذروة التي عادة ما تكون مزدحمة، واستمر إطلاق نار متقطع بعد مغادرة باشاغا، لكن الهدوء عاد في وقت لاحق في الصباح.

مزيد من الضغط

وقال جلال حرشاوي، الخبير في الشأن الليبي، "لا أعتقد أن الأمور ستعود هادئة ساكنة"، موضحاً أن الدبيبة سيحاول على الأرجح ممارسة مزيد من الضغط على الفصائل المتحالفة مع باشاغا في طرابلس، لكنه أضاف أن من غير المرجح على ما يبدو حدوث تصعيد على نطاق واسع، في ضوء انسحاب باشاغا سريعاً من طرابلس في أعقاب اندلاع الاقتتال.

وفي المناطق الوسطى، بعيداً من الاشتباكات على الجانب الشمالي الشرقي من طرابلس، لم يكن هناك ما يشير إلى وجود نشاط عسكري، مع استمرار سيطرة حكومة الدبيبة على ما يبدو.

اشتباكات

وكانت الحكومة الموازية برئاسة باشاغا المعينة من مجلس النواب أعلنت مغادرتها العاصمة طرابلس، اليوم الثلاثاء، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة رافقت دخولها.
وقالت حكومة باشاغا في بيان صحافي "رئيس الحكومة فتحي باشاغا وعدد من أعضاء الحكومة قد غادروا العاصمة طرابلس، بعد وصولهم يوم أمس، حرصاً على سلامة المواطنين وأمنهم وحقناً للدماء". المواجهات بدأت هذا الصباح، بعدما أعلنت الحكومة الليبية المعيّنة من البرلمان والمدعومة من المشير خليفة حفتر دخولها إلى العاصمة، مقر حكومة منافسة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ترفض التخلي عن السلطة.

وأعلن المكتب الإعلامي للحكومة الموازية "وصول رئيس وزراء الحكومة الليبية السيد فتحي باشاغا برفقة عدد من الوزراء إلى العاصمة طرابلس استعداداً لمباشرة أعمال حكومته منها".

وفي فبراير (شباط)، عيّن البرلمان في شرق ليبيا وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيساً للوزراء، ويحظى البرلمان بدعم المشير خليفة حفتر الذي حاولت قواته السيطرة على العاصمة الليبية عام 2019، لكن الأخير فشل حتى الآن في إطاحة الحكومة التي تتخّذ من طرابلس مقراً برئاسة رجل الأعمال عبد الحميد الدبيبة، الذي شدد مراراً على أنه لن يسلّم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حكومة الدبيبة

وتشكّلت حكومة الدبيبة مطلع 2020 نتيجة عملية سياسية رعتها الأمم المتحدة، واعتُبرت مهمتها الأساسية تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي قبل أن يتم تأجيلها من دون تحديد موعد جديد.

ويرى خصومه السياسيون بأن ولايته انتهت مع هذا التأجيل.

فوضى سياسية وأمنية

وغرقت ليبيا في فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي في أعقاب انتفاضة شعبية دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011، وباتت تعيش انقساماً بين حكومتين موازيتين في الشرق والغرب، وأصبح إنتاج النفط، المصدر الرئيسي للعائدات في البلاد، رهينة للانقسامات السياسية عبر سلسلة عمليات إغلاق قسري لمواقع نفطية ليبية.

فترة جمود

ومع عدم قدرة أي من الجانبين، في ما يبدو، على تحقيق تفوق عسكري حاسم في أنحاء البلاد، يبدو أن ليبيا الآن مهيأة لفترة أطول من الجمود مع تحصن الدبيبة بقوة في طرابلس وعدم قدرة خصومه على السيطرة عليها.

المزيد من متابعات