مواقف طريفة وسخرية لم يسلم منها اليوم الانتخابي في لبنان

بعيداً من الأجواء السياسية المشحونة في الانتخابات النيابية اللبنانية التي تحتدم فيها المنافسة بين مختلف الأطراف والأحزاب، تتعدّد المشاهد والمواقف التي لا يخلو بعضها من الطرافة. فيستغل اللبناني كل استحقاق بطريقة فكاهية، ومهما كانت الظروف المرافقة صعبة، لسبب أو لآخر، يأخذها إلى منحى مختلف تماماً. أما التعليقات الساخرة فيبدو واضحاً أن اللبناني بات خبيراً فيها، ولم تعد المشاهد الساخرة غريبة عليه، إذ لم يخلُ منها اليوم الانتخابي الطويل. 

مشاورات خلف العازل

في انتخابات المغتربين التي أجريت في الأسبوع الماضي، تحوّلت هتافات ناخبي "حركة أمل" إلى "الترند" الأبرز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقلها الجميع بطريقة ساخرة عندما انتشر فيديو لمناصري الحركة يهتفون فيه، "يا بري ارتاح ارتاح، برلين صارت شيّاح". وخلال النهار الانتخابي في لبنان، وكما جرت العادة، برزت التعليقات الساخرة التي يطلقها اللبنانيون، وتحقق انتشاراً واسعاً. 

من الصور التي انتشرت بكثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وترافقت معها تعليقات ساخرة، تلك التي تم التقاطها للإشارة إلى إحدى المخالفات الواضحة التي تخللها اليوم الانتخابي الذي طغت عليه أجواء الفوضى في عديد من أقلام الاقتراع، وسُجّلت مخالفات كثيرة. وتظهر في اللقطة ناخبة في دائرة صور بجنوب لبنان تقف وراء العازل أثناء قيامها بعملية الاقتراع، وتتشاور مع مندوبة إلى جانبها تشرف من خلف العازل على التصويت. وحصدت هذه الصورة تفاعلاً كبيراً عبر وسائل التواصل، فعلّق عليها أحد المواطنين بطريقة ساخرة في تغريدة قال فيها، "غمّيضة انتخابية وتشاور مع الناخبين خلف العازل في دائرة صور"، فيما أتى في تغريدة أخرى حول اللقطة نفسها، "على عينك يا تاجر... المندوب عم يدل المقترع على مصلحتو"، وفي تعليق آخر أشارت مواطنة إلى الناخبة في الصورة بكلمة "حرة" وإلى المندوبة قُربها بكلمة "نزيهة" على سبيل السخرية من الصفة التي تُطلق على الانتخابات بكونها "حرة ونزيهة".

مخالفات واضحة تخللها اليوم الانتخابي (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - مواقع التواصل الاجتماعي)

مقاطعة وترفيه

من المشاهد الطريفة التي برزت ما قام به مناصرو رئيس "تيار المستقبل"، سعد الحريري، عندما أرادوا مقاطعة الانتخابات النيابية على طريقتهم. فقد أعلنوا عن يوم ترفيهي في منطقة بطريق الجديدة في بيروت، حيث جهزوا بركة ضخمة للسباحة. وتم تداول هذه اللقطة بكثرة، ويظهر فيها أهالي المنطقة وهم يستمتعون مُعلنين عن المقاطعة لليوم الانتخابي، وعن رفضهم له بطريقة سلمية وساخرة في الوقت نفسه.

بين التسويق والانتخاب

أرادت شركات ومؤسسات كثيرة أن تستغل اليوم الانتخابي لأغراض تسويقية من جهة، ولتشجيع اللبنانيين على الاقتراع من جهة أخرى. فمن هذه المؤسسات، ومنها مطاعم ومحال تجارية متنوعة، من تقدَّم بعروض مميزة أو حسومات لمن يقصدها بعد الاقتراع في رسائل إعلانية طريفة ومشجعة، ومنها من استغلَّ ظروف الانتخابات أيضاً على سبيل الإعلان والتسويق لمنتجاتها.

ناخب يدعم الكل

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عدة صور لناخب من بلدة السويسة في عكار، ظهر يعتمر في كل منها قُبَّعة للائحة مختلفة، ما أثار موجة من التعليقات الساخرة منه، لاعتباره يظهر تضامناً مع كل من الجهات على سبيل الدعم، والاستفادة في الوقت نفسه من دون أن ينتمي فعلياً إلى أي منها، علماً بأنه قام بذلك على سبيل الممازحة، لا أكثر، إلا أن صوره هذه حققت انتشاراً غير متوقع.

الفنانة سيرين عبد النور تدعو للمشاركة في الانتخابات (الصورة تخضع لحقوق الملكية الفكرية - مواقع التواصل الاجتماعي)

مشاهير يدعون إلى التصويت

على هامش هذه الأجواء المُسيطرة على الانتخابات، وإضافة إلى صور المواطنين المتداولة بكثرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي بعد قيامهم بواجبهم الوطني بالاقتراع بهدف تشجيع الآخرين على القيام بالمثل، برزت أيضاً صور المشاهير الذين نشروا صورهم بعد الاقتراع وهم يشجعون باقي المواطنين على القيام بهذا الواجب أيضاً. ومن المشاهير الذين نشروا صورهم نوال الزغبي، وإليسا، ونادين لبكي، وريتا لمع، وماجدة الرومي، وسيرين عبد النور، وطوني بارود، وستيفاني صليبا، وغيرهم.