Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الروائي اليمني علي المقري من التكفير إلى التكريم

اعتبر حصوله على أرفع وسام فرنسي حافزاً للمزيد من الإبداع

الروائي اليمني علي المقري (اندبندنت عربية)

تتعدد محطات الرحلة الإبداعية في حياة الكاتب، لتمنحه فرصة لمواصلة الطريق نحو الإبداع، وعندما تصبح إحدى هذه المحطات تكريماً رفيعاً عرفاناً بالعطاء الفذ في منتصف الطريق، يغدو المسير أكثر التصاقاً وحميمية بحالة التجلي الذي يدفع نحو المزيد من النتاج السردي والبذل الأدبي المتفرد.

هذا ما يؤكده الكاتب والروائي اليمني، علي المقري، الذي نال تكريماً فرنسياً رفيعاً بمنحه وسام الفنون والآداب بدرجة فارس بحسب رسالة تلقاها من وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو تكريماً لعطائه الأدبي في مجال الكتابة السردية والقصصية.

الوسام الذي سبق وحصل عليه عدد من الأدباء والفنانين مثل نجيب محفوظ وأنطونيو تابوكي وألف شفق وباولو كويلو وجاكي شان وجورج كلوني وفيروز وأمين معلوف وغيرهم، تحدث عنه المقري لـ"اندبندنت عربية" باعتزاز كبير قائلاً "أنا أعتز بهذا التقدير وأعتبره حافزاً لي على مواصلة الكتابة".

تحية فرنسية

التكريم الذي سيجرى قريباً في احتفالية خاصة، يمثل للمقري "تحيّة من الثقافة الفرنسية لإسهاماتي الأدبية بخاصة وقد ترجمت ثلاثاً من رواياتي إلى اللغة الفرنسية".

و"وسام فارس" في الفنون والآداب هو أرفع أوسمة الجائزة الفرنسية المؤلفة من 3 درجات هي "فارس" و"ضابط" و"قائد"، وتمنح كمكافأة للمبدعين والمميزين أدبياً وفنياً نظير مساهمتهم في فرنسا وفي العالم أجمع.

‏الروائي اليمني الذي بدأ كتابة الأدب بعمر ثماني عشر سنة، ويقيم في فرنسا منذ بداية الحرب في اليمن قبل ثماني سنوات، يأمل في أن "يلقى الكُتّاب في العالم العربي الكثير من التشجيع والجوائز والأوسمة التقديرية لكي يواصلوا منجزهم الإبداعي".

سيرة بالبخور العدني

وولد المقري في 30 أغسطس (آب) 1966، وعمل محرّراً ثقافياً لعدد من المطبوعات الثقافية، له أكثر من عشرة كتب، منها: "طعم أسود... رائحة سوداء" رواية، دار الساقي، بيروت 2008، "اليهودي الحالي" رواية، دار الساقي، بيروت 2009، "حُرمة" رواية، دار الساقي، بيروت 2012، "بخور عدني"، رواية، دار الساقي بيروت  2014، "بلاد القائد"، منشورات المتوسط، ميلانو 2019.

وقد ترجمت أعماله إلى الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والكردية والفارسية وغيرها.

من التكفير إلى التكريم

هذا الكم السردي مكنه من حصد جائزة "التنويه الخاص" التي يمنحها معهد العالم العربي في باريس ومؤسسة جان لوك لاغاردير، عن رواية "حرمة" بعد ترجمتها إلى اللغة الفرنسية، فيما تم اختيار روايتيه "طعم أسود رائحة سوداء" و "اليهودي الحالي" ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتي الجائزة 2009 و2010.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما حازت رواية "حرمة" بترجمتها الفرنسية على جائزة التنويه الخاص من جائزة معهد العالم العربي للرواية ومؤسسة جان لوك لاغاردير في باريس 2015 واختيرت رواية "بخور عدني" في القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد 2015.

وأثناء وجوده في اليمن، تعرض المقري لحملات تكفير من رجال الدين المتشددين بسبب كتاباته الجريئة، الأمر الذي دفعه للجوء إلى الهجرة، وتحديداً إلى باريس للإقامة فيها منذ انقلاب ميليشيات الحوثي عام 2014.

احتفاء واسع

وفور إعلانه خبر التكريم، تداولت الأوساط الأدبية والثقافية والرسمية اليمنية عبارات التهاني للكاتب احتفاءً بالجائزة واعتبروه "تكريماً للأدب اليمني".

وأعربوا عن أحقية الروائي المقري بهذا الإنجاز بعد أن اختط لنفسه مجالاً إبداعياً خالصاً وسجل حضوره الإبداعي الفاعل الذي توجه إلى العالمية بعيد سنوات من التشرد والنزوح ومعاناته في بلده جراء حملات التكفير التي أطلقها متشددون بسبب كتاباته.

رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، بعث ببرقية تهنئة للروائي المقري بمنحه وسام الفنون والآداب بدرجة فارس من الحكومة الفرنسية الصديقة ووصفه بـ"الأديب المبدع".

وأعرب عبد الملك في تدوينة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عن فخره بالفارس اليمني، قائلاً "فخورون برموزنا ونجومنا اليمانية المشرقة في عالم الإبداع وما تصنعه من بصمات تميز حول العالم".

اقرأ المزيد

المزيد من كتب