Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يرفع راية النصر في الحرب الأوكرانية؟

يرى مراقبون أن فرضية "حرب مواجهة طويلة الأمد" من دون تصعيد كبير أحد السيناريوهات المحتملة

جنود أوكرانيون في شرق أوكرانيا حيث تركز روسيا هجومها (أ ف ب)

مع تكثيف عدد من دول حلف شمال الأطلسي المساعدات العسكرية لكييف، يعود الحديث عن احتمال "انتصار أوكراني" على موسكو إلى الخطاب الغربي، بينما لم يكُن من الممكن تصوره في بداية الصراع، لكن معالمه متعددة الأوجه.

بين الوضع القائم على طول الجبهة الحالية والعودة المُفترضة لشبه جزيرة القرم تحت العلم الأوكراني، شكلت طبيعة انتصار جيش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محور توقعات عدة من محللين غربيين اتصلت بهم وكالة الصحافة الفرنسية.

مواجهة طويلة الأمد

ويستند السيناريو البسيط إلى الوضع على الأرض حيث تبدو الجبهة مجمّدة. تزامناً مع شن هجومها، قالت روسيا إنها تريد "اجتثاث النازية" و"نزع سلاح" أوكرانيا. لكن بعد فشلها في السيطرة على منطقة كييف، اضطرت إلى تقليص أهدافها.

ويركز الجيش الروسي حالياً على الشرق، حيث يحاول "تحرير" كل منطقة دونباس، التي تسيطر عليها موسكو جزئياً عن طريق انفصاليين موالين لها منذ عام 2014. ومنذ ذلك الحين، لم تشهد خطوط المواجهة سوى تحركات قليلة.

في هذا السياق، ترى ماري دومولين من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن فرضية "حرب مواجهة طويلة الأمد من دون تصعيد كبير" من بين السيناريوهات المحتملة.

وأشار الكولونيل الفرنسي السابق ميشال غويا إلى أنه يمكن اعتبار مثل هذا السيناريو "انتصاراً افتراضياً للأوكرانيين"، سيسمح لهم بإنقاذ كييف بشكل دائم مع الحفاظ على منفذ إلى البحر.

وقال إنه إذا اقترح الجيش الروسي "وقف إطلاق النار، يمكن اعتبار ذلك شكلاً من أشكال الانتصار لكييف". ويمكن للروس "إعلان نصر، سيكون نسبياً، لكنه نصر على الرغم من كل شيء".

سيطرة الروس على دونباس

ويمكن لموسكو أن تؤكد مع سكان إقليم دونباس استقلاله المعلن من جانب واحد، والاستيلاء على عدد من المدن الرئيسة على بحر آزوف، حتى لو كان ذلك غير مرجح في هذه المرحلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غويا، "لم نبلغ هذه المرحلة بعد". وأضاف، "يواصل الروس هجومهم، وباستطاعة الأوكرانيين الذين تمكنوا من طردهم من كييف أن يقولوا لأنفسهم إن بإمكانهم طردهم من دونباس أيضاً. في هذه الحالة، يبدو من الصعب تخيّل اتفاق".

وليس هناك ما يشير إلى أن الأوكرانيين سيقبلون خيار التخلي عن دونباس. "بالنسبة إليهم، هذا يعني أنهم يفقدون جزءاً من أراضيهم"، وفق السفير الفرنسي السابق والمستشار الخاص في معهد مونتان، ميشال دوكلو.

وقالت مارغريتا أسينوفا، من مؤسسة "جيمس تاون" في واشنطن، "بعد الفظائع الكثيرة وخطف مدنيين أوكرانيين، لم يعُد أمام كييف خيار آخر سوى القتال لاستعادة كل أراضيها".

العودة إلى ما قبل 24 فبراير

السيناريو الأقل بساطة، يحاكي أحد مطالب كييف المتكررة بانسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة منذ 24 فبراير (شباط).

وأعلن مستشار وزارة الخارجية الأميركية، ديريك شوليت، في عطلة نهاية الأسبوع لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الأوكرانيين "يريدون استعادة سيادتهم، وطرد القوات الروسية، وأن يكونوا قادرين على تأمين أنفسهم ضد احتمال حدوث شيء مماثل مرة أخرى. وسيكون عليهم تقرير إلى أين يريدون الوصول".

وقال دوكلو، "سيكون شكلاً من أشكال الانتصار، لكنه يفترض تقدماً عسكرياً، وأن تجد الدبلوماسية طريقة لإنقاذ صورة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وترى مؤسسة "جيمس تاون" أن الانسحاب الروسي سيكون بلا معنى إذا لم ترافقه ضمانات بأن موسكو لن تتدخل في السياسة الخارجية لأوكرانيا.

دونيتسك ولوغانسك وشبه جزيرة القرم

أخيراً، ماذا عن دونيتسك ولوغانسك المحتلتين منذ عام 2014؟ قال المؤرخ الأميركي إدوارد لوتواك إن كييف "لا تستطيع" التخلي عنهما، ولا يمكن لموسكو "مغادرة الطاولة" من دونهما. وأضاف أن روسيا يمكن أن تقدم على أنه "انتصار"، تصويتاً في المنطقتين يحدد فيه السكان إذا ما كانت مقاطعتهم "يجب أن تظل أوكرانية أو تنضم إلى روسيا".

والسيناريو الأكثر تطرفاً الذي يعتبره عدد من المراقبين غير واقعي، عودة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، إلى السيطرة الأوكرانية.

وقال السفير الأميركي السابق في أوكرانيا جون هيربست، إنه من غير المستبعد أن تنجح كييف في "استعادة سيادتها" في لوغانسك ودونيتسك، لكن "لن يكون هناك على المدى القصير حل تفاوضي بشأن شبه جزيرة القرم".

ورأى دوكلو أن عودة شبه جزيرة القرم "تبدو مستحيلة". وأضاف، "من شأنها أن تقوّض نظام بوتين الذي شكلت بالنسبة إليه عامل شرعية هائل في بلاده".

أما غويا، فاعتبر الاحتمال "صعباً"، ما لم يكُن هناك "انهيار مفاجئ" للروس. لكن "ميزان القوى متوازن جداً بحيث لا يمكن تخيّل انتصار باهر دفعة واحدة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير