Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موجة جفاف تجتاح إسبانيا والبرتغال وتضرب المحاصيل

تعاني مناطق واسعة من إسبانيا من قحط شديد أو مطول جراء تراجع معدل هطول الأمطار في الشتاء إلى ثلث متوسط المتساقطات المسجل في السنوات الأخيرة

الجفاف في أيبيريا  (حقوق النشر 2022 وكالة أسوشيتد برس. جميع الحقوق محفوظة)

أعرب المزارعون في البرتغال وإسبانيا عن قلقهم من تلف محاصيلهم لهذا الموسم جراء انخفاض معدّل هطول الأمطار إلى مستويات قياسية أو انعدامها، علماً أنهم يزرعون المحاصيل لأوروبا كلّها.

وعلى مدار الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2021، سجلت إسبانيا 35 في المئة فقط من متوسط هطول الأمطار الذي تشهده عادةً وذلك منذ عام 1981 إلى عام 2010. ولكن لم تهطل أي أمطار تقريباً منذ ذلك الحين.

ووفقاً لوكالة الطقس الوطنية (AEMET)، فإن الشهر الوحيد الذي لم تهطل به الأمطار على مدار القرن الحالي هو شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2005. وقالت الجهات المعنية إنه إذا لم تهطل أمطار قوية خلال الأسبوعين المقبلين، سيتوجب تقديم إعانات طارئة للمزارعين.

غير أن روبن ديل كامبو، المتحدث باسم مصلحة الأرصاد، أفاد بأن انخفاض معدل هطول الأمطار على مدى الأشهر الستة الأخيرة إلى ما دون المتوسط من المرجح أن يستمر لعدة أسابيع أخرى، معرباً عن أمله في أن يوفر الربيع للمزارعين الإغاثة التي هم في أمس الحاجة إليها.

وفي حين أن 10 في المئة فقط من إسبانيا أعلنت رسمياً عن تسجيل فترات "جفاف مطولة"، ثمة مناطق واسعة تواجه نقصاً حاداً يمكن أن يؤثر في ري المحاصيل. لقد أصبح منظر الأسطح البارزة من الماء شائعاً في كل صيف في موقع خزان ليندوسو شمال غربي إسبانيا. وخلال السنوات الجافة بشكل خاص، تظهر أجزاء من القرية القديمة، التي غمرتها المياه قبل ثلاثة عقود عندما أغرق سد الطاقة الكهرمائية الوادي. ولكن لم يسبق أن ظهرت القرية بأكملها من قبل في منتصف موسم الشتاء الذي عادةً ما يكون ماطراً. وفي حين شهدت المناطق القاحلة في شبه الجزيرة الأيبيرية فترات جفاف عبر التاريخ، يرى الخبراء أن تغير المناخ قد فاقم من الوضع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

علاوةً على ذلك، أعلن الوادي المحيط بنهر غوادالكيفير في جنوب غربي إسبانيا بأنه يمر بفترات جفاف مطولة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهو الآن محور نزاع بيئي عنيف حول حقوق المياه بالقرب من حديقة دونانا الوطنية، وهي عبارة عن أراضي رطبة مصنفة كأحد المواقع الأثرية ضمن التراث العالمي. تريد حكومة منطقة أندلوسيا منح حقوق المياه للمزارعين على الأراضي القريبة من الحديقة، ولكن النقاد يقولون إن هذه الخطوة سوف تشكل خطراً إضافياً على محمية الحياة البرية التي بدأت بالفعل تعاني من الجفاف.

وقال أندريس غونغورا، الذي يزرع طماطم في جنوب ألميريا ويبلغ من العمر 46 سنة: "كانت السنوات الثلاث الماضية جافة وشهدت انخفاضاً متواصلاً في نسبة هطول الأمطار". ولكن السيد غونغورا، الذي يتوقع أن يتم ترشيد المياه التي يستخدمها من محطة تحلية، لا يزال أفضل حالاً من المزارعين الآخرين المتخصصين في زراعة القمح والحبوب من أجل علف الماشية. وقال غونغورا، "لقد فقدت محاصيل الحبوب لهذا العام".

وتحذر الرابطة الإسبانية لكبار المزارعين والثروة الحيوانية (COAG)، من أن نصف مزارعي أسبانيا مهددون بالجفاف هذا العام. وأوضحت الرابطة أنه إذا لم تهطل الأمطار بغزارة خلال الشهر المقبل، فإن المحاصيل التي تتغذى بمياه الأمطار مثل الحبوب والزيتون والجوز والكروم، قد تفقد 60 إلى 80 في المئة من إنتاجها.

غير أن الرابطة تشعر بالقلق أيضاً إزاء المحاصيل التي تعتمد على الري حيث أن سعة الخزانات في معظم مناطق الجنوب تقل عن 40 في المئة.


وتخطط حكومة إسبانيا لتخصيص ما يزيد على 570 مليون يورو (477 مليون جنيه استرليني) من صندوق التعافي من الجائحة في الاتحاد الأوروبي لتعزيز فعالية أنظمة الري، بما في ذلك دمج أنظمة الطاقة المتجددة.

وقال وزير الزراعة الأسباني لويس بلاناس هذا الأسبوع أن الحكومة ستتخذ تدابير الطوارئ إذا لم تمطر السماء في غضون أسبوعين.

ومن المرجح أن تقتصر التدابير على المعونات الاقتصادية لتخفيف حدة فقدان المزارعين لمحاصيلهم وإيراداتهم.

كما شهدت البرتغال المجاورة أمطاراً خفيفة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وبحلول نهاية يناير (كانون الثاني)، بلغت نسبة المناطق التي تعاني من ظروف وفترات جفاف مطولة في البلاد 45 في المئة، وفقاً لما ذكرته وكالة الطقس الوطنية (IPMA). وكان معدل هطول الأمطار خلال الفترة من 1 أكتوبر إلى يناير أقل من نصف المتوسط السنوي لفترة الأربعة أشهر تلك، مما أثار القلق لدى المزارعين الذين لا يملكون العشب لماشيتهم.

وخلافاً للعادة، حتى مناطق شمال البرتغال أصبحت جافة واندلعت حرائق في الغابات هذا الشتاء بينما في الجنوب بدأت الصراصير تصدر أصواتاً في الليل وظهر البعوض - وجميعها علامات تقليدية على اقتراب الصيف. ولا تتوقع وكالة الطقس الوطنية أي إغاثة قبل نهاية الشهر.

وشهدت البرتغال زيادة في تواتر فترات الجفاف خلال 20-30 عاماً الماضية، وفقاً لما ذكره فاندا بيريس، عالم المناخ في وكالة الطقس الوطنية (IPMA) مع انخفاض معدل هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

وقال بيريس لوكالة "أسوشيتد برس": "إن ذلك يأتي في سياق تغير المناخ". والواقع أن التوقعات قاتمة: فالعلماء يقدّرون أن البرتغال ستشهد انخفاضاً في متوسط هطول الأمطار السنوي بنسبة تتراوح بين 20 و40 في المئة بحلول نهاية القرن.

نشرت اندبندنت هذا المقال في 13 فبراير 2022

المزيد من بيئة