Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدراما السورية تنافس مجدداً بين الحرب والكوميديا والبيئة الشامية

منتجون سوريون استعادوا حضورهم  داخل البلاد وأزمة التسويق أبرز العقبات

لقطة من المسلسل السوري "الكندوش" (الخدمة الإعلامية)

يشهد الموسم الدرامي الرمضاني الحالي حضور 20 عملاً تلفزيونياً سورياً، وتتوزع خريطة الإنتاج الدرامي بين الأعمال الاجتماعية والبوليسية والتاريخية والكوميديا، بحيث تعود الدراما التلفزيونية السورية للمنافسة عربياً بعد سنوات على تقهقرها، وهجرة معظم العاملين فيها من كتّاب ومخرجين وممثلين للعمل خارج البلاد بفعل ظروف الحرب، ومقاطعة معظم القنوات العربية الرئيسية لعرض الأعمال السورية.

وتتصدر الأعمال الاجتماعية رأس القائمة لإنتاج هذا الموسم، وتضم مسلسل "على قيد الحب" للكاتب فادي قوشقجي، والمخرج باسم السلكا، وإنتاج شركة إيمار الشام، وفيه نتابع قصة عائلتين من الطبقة المتوسطة تجمع بينهما أواصر القربى والصداقة، إلا أن أزمة عابرة تضع أفراد كل من العائلتين في اختبار لقيم المحبة والألفة التي عاشا عليها لعقود. العمل يسعى إلى استعادة بريق الإنتاج الذي كان سائداً فترة التسعينيات في سورية، وهو محاكاة معاصرة لمسلسل "الفصول الأربعة" لكاتبته دلع الرحبي ومخرجه الراحل حاتم علي، ويجمع في بطولته النجمين دريد لحام وأسامة الروماني بعد سنوات من تباعد رفيقي الدرب عن العمل معاً، وجنباً إلى جنب مع سمر سامي ووفاء موصللي وآخرين.

العائلة والحرب

"مع وقف التنفيذ" ثاني الأعمال الاجتماعية السورية. كتبه كل من علي وجيه ويامن الحجلي، وأخرجه الفنان سيف سبيعي، وهو من إنتاج إيبلا الدولية. والعمل يلقي الضوء على عائلات فقدت ملاذها بفعل الحرب، ويعالج مسألة المساكن العشوائية في المدن السورية عبر خطوط درامية لاهثة ومشوّقة لا تخلو من الانتقاد السياسي، والغوص في عالم الساحات الخلفية للحرب. ويضم في بطولته غسان مسعود وعباس النوري وسلاف فواخرجي وفادي صبيح ونادين خوري وشكران مرتجى.

وتعود المخرجة رشا شربتجي هذا العام إلى العمل في البلاد في عملها الاجتماعي الجديد "كسر عضم" وهو من تأليف علي معين صالح وبطولة فايز قزق وكاريس بشار وسامر إسماعيل وخالد القيش، ومن إنتاج شركة كلاكيت ميديا. ينبش "كسر عضم" في فساد جهاز الجمارك السورية، ويلقي الضوء على طغمة أمراء الحرب عبر قالب بوليسي مشوق يتبادل الجميع فيه لعبة القاتل والقتيل، وصولاً إلى تشريح عميق لأسباب الأزمة السياسية في البلاد، والواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه معظم السوريين في الداخل.

ويطل مسلسل "لو بعد حين" على قصة جريمة تقع في أثناء حفل زفاف، لا تلبث أن تتشعب خيوطها وتتعقد، بحثاً عن المجرم الغامض، وصولاً إلى ملابسات عديدة تقود شخصيات العمل إلى حافة الجنون. والعمل من تأليف فهد مرعي، وإخراج عمار تميم، وهو من إنتاج "شركة شامينا" ومن بطولة رواد عليو وحسين عباس وجيني إسبر.

البيئة الشامية

ويزخر الموسم الدرامي السوري بأعمال البيئة الشامية، ويضم لهذا العام ستة مسلسلات، ويأتي على رأسها مسلسل "جوقة عزيزة" من تأليف الكاتب خلدون قتلان، وإخراج تامر إسحاق، وإنتاج شركة غولدن لاين، والعمل يحكي قصة المغنية والراقصة الحسناء عزيزة (نسرين طافش) نجمة مرحلة الثلاثينيات من القرن الماضي، والتي تختصر قصتها مرحلة من مراحل نضال السوريين ضد المستعمر الفرنسي، وما اكتنف تلك الحقبة من أحداث سياسية واجتماعية يقدمها هذا العمل ضمن قالب فني استعراضي ويضم في بطولته سلوم حداد وهبة نور ووسام حنا.

بدوره يقدم مسلسل "ولاد البلد" فترة انسحاب الجيش العثماني من سورية بداية القرن الفائت، وهو من تأليف عثمان جحا ومؤيد النابلسي ومن إخراج أحمد إبراهيم أحمد وإنتاج شركة آرت ميكر. العمل الذي حظي بالمتابعة على منصات المشاهدة يعود للعرض على شاشات عربية لهذا الموسم، ويروي عبر خطوط درامية متشابكة زوال حلم الدولة العربية الأولى بعد الثورة العربية الكبرى عام 1916، والتغيرات السياسية التي طاولت منطقة بلاد الشام في الربع الأول من القرن الـ 20، وما أصابها من مجاعات وفقر وتهجير أرخت بظلاله على حارات الشام وأحيائها العريقة.

ويتابع الجمهور الأجزاء الثانية من مسلسلات "الكندوش" لمؤلفه حسام تحسين بك ومخرجه سمير حسين ومسلسل "حارة القبة" لمؤلفه أسامة كوكش ومخرجته رشا شربتجي ومسلسل "بروكار" لمؤلفه سمير هزيم ومخرجه محمد زهير رجب و"باب الحارة" في جزئه الـ 12 لمؤلفه مروان قاووق ومخرجه محمد زهير رجب. تواصل هذه الأعمال تقديم حكاياتها الشعبية عن فروسية أهالي دمشق القديمة ووقوفهم في وجه المستعمرين الفرنسي والعثماني ضمن قالب درامي لا يخلو من الإطالة وتكرار بعض المواضيع التي لطالما تناولتها مثل هذه النوعية من الأعمال ذات الطابع الفلكلوري.    

جو بوليسي

ويقدم المخرج والكاتب فادي سليم الجزء الثاني من مسلسله البوليسي "مقابلة مع السيد آدم" وهو من إنتاج شركة (فينيكس آرت) وبطولة غسان مسعود وفاديا خطاب ويزن خليل وترف التقي، وفيه نتابع قصة السيد آدم الطبيب الشرعي الذي يواصل سلسلة انتقاماته ممن قتلوا ابنته الصغيرة ضمن قالب تشويقي وإثارة، إذ كان الجزء الأول من هذا العمل قد حظي بمتابعة عالية من الجمهور المحلي والعربي.

الكاتب الفلسطيني هاني السعدي يعود هذا الموسم بعد انقطاع طويل بمسلسل فانتازيا بعنوان "ذئاب الليل"، وهو من إخراج سامي جنادي وإنتاج شركة آرت ميكر وبطولة سلوم حداد ورشا إبراهيم ومهيار خضور وهناء نصور ونادين خوري. ويروي العمل حكاية مجموعة من قطاع الطرق الذين يقتحمون مدينة متخيلة ويقع زعيمهم في غرام إحدى فتيات هذه المدينة، وصولاً إلى قصة حب تجمعه معها ضمن قالب غرائبي على مستوى تصميم الأزياء والمكياج والأقنعة والديكور، بما يذكر بأجواء أعمال كتبها السعدي ولاقت استحسان الجمهور العربي مطلع التسعينيات من مثل "الجوارح" و"الكواسر" وسواها.

ويعود الفنان أيمن زيدان هذا الموسم إلى بطولة الأعمال الكوميدية عبر مسلسل "الفرسان الثلاثة"، وهو من تأليف محمود الجعفوري وإخراج علي المؤذن وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ويشارك زيدان في البطولة كل من فادي صبيح وجمال العلي وجريس جبارة وجيانا عيد وشكران مرتجى. وتدور أحداث العمل حول ثلاثة من الموظفين الذين يحاولون الاقتصاص من مديريهم بعد وصولهم إلى سن التقاعد، وذلك ضمن قالب مرح ومفارقات توحدها كوميديا الموقف واللعب على سلوك الشخصيات النمطية (الكاركترز) في إطار من الفرجة التلفزيونية التي تحاول استعادة أعمال الكوميديا السورية مطلع التسعينيات مثل "يوميات مدير عام" و"بطل من هذا الزمان" وسواها من الأعمال التي انتزع عبرها النجم أيمن زيدان إعجاب جمهوره.

كوميديا محلية

وينافس مسلسل "حوازيق" لمؤلفه زياد ساري ومخرجه رشاد كوكش ومن إنتاج "شركة أفاميا" في مجال الأعمال الكوميدية التي تدور أحداثها داخل فندق في دمشق القديمة. تتجدد حكايات النزلاء مع كل مقيم جديد فيه ضمن قالب استعراضي يلعب بطولته أيمن رضا ووائل رمضان وعلا باشا وفاتح سلمان وزينة براغي. في حين يعود الجزء 15 من سلسلة "بقعة ضوء" ومن إنتاج شركة سما الفن إلى تقديم لوحاته الانتقادية الساخرة، وهو من تأليف مجموعة من الكتّاب والمخرجين الجدد وأبرزهم مجيد الخطيب وورد حيدر وعمرو علي. تتواصل في هذا الجزء الإطلالة على حياة السوريين ضمن لوحات قصيرة لا تخلو من الكوميديا السياسية التي اعتادها الجمهور منذ انطلاقة هذا المسلسل عام 2001.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وضمن الأعمال المشتركة السورية -اللبنانية يتابع الجمهور عملين، الأول بعنوان "ظل" لمؤلفيه سيف حامد ومحمود إدريس، ومخرجه محمود كامل، وبطولة كل من جمال سليمان وعبد المنعم عمايري، ويوسف الخال، وكندة حنا. يدور مسلسل "ظل" حول العوالم الخفية للإنسان عبر قصص حب متشابكة، وضمن قالب اجتماعي رومانسي. أما العمل المشترك الثاني فهو الجزء الثاني من مسلسل "للموت" وهو من تأليف نادين جابر وإخراج فيليب أسمر وبطولة كل من ماغي أبو غصن ودانييلا رحمة ومحمد الأحمد، ويروي ضمن قالب درامي مشوق حكاية فتاتين عاشتا في الميتم والظروف الصعبة التي تعرضتا لها بعد بلوغهما عمر الشباب، وقيامهما بعمليات نصب على رجال من طبقة الأثرياء.

وتقوم قنوات لبنانية وخليجية بعرض معظم هذه الأعمال بعد غياب للدراما السورية على خريطة البث العربي، وذلك في إشارة لفك حصار جزئي عن المسلسل السوري وتقديمه جنباً إلى جنب مع أعمال مصرية وسعودية ولبنانية وكويتية. ويراهن القائمون على الدراما السورية اليوم بآفاق جديدة لتسويق أعمالهم والعودة بقوة للجمهور العربي الواسع، مما سيتيح توطين رأسمال وطني يسهم في نهضة الدراما السورية وتخليصها من سلطة بعض شركات تجارية وإعادتها كصناعة مرموقة إلى واجهة الإنتاج الدرامي العربي.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة