Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رذاذ أنف جديد أعطى "فاعلية" في الحماية من كورونا

يحتوي على مركب قد يكون ناجعاً أيضاً في صد عدوى "أوميكرون" والمتحورة المتفرعة منها

مثال على رذاذ للأنف (جامعة لانكستر)

قريباً، ربما يبدأ علاج جديد في شكل رذاذ يعطى في بخاخ للأنف بتوفير الحماية ضد "كوفيد" بعد أن تبينت فاعليته في الحيلولة دون إصابة عدد من الفئران بمعظم المتحورات الجينية المثيرة للقلق لهذا الداء، التي تعرف بـ في أو سي أس VOCs" اختصاراً لـvariants of concern.

أعطى الرذاذ، الذي تولت تطويره مجموعة من العلماء، بعضهم من "جامعة كولومبيا" البريطانية ("يو بي سي" UBC) في كندا، "فاعلية كبيرة" في صد وعلاج المرض الذي تتسببت به متحورة "دلتا" من فيروس كورونا، وذلك لدى مجموعة من الفئران خضعت للدراسة.

كذلك أشار الباحثون إلى أن الرذاذ يعتبر العلاج الأول من نوعه الذي أثبت فاعليته في الفئران ضد المتحورات الجينية المثيرة للقلق "ألفا" و"بيتا" و"غاما".

وقالوا أيضاً إن العلاج يحتوي على مركب يسمى علمياً "أن-0385" (N-0385)، من شأنه أن يكون ناجعاً في صد حالات عدوى متحورة "أوميكرون"، وذلك بعد أن خضع لاختبارات في أنسجة رئوية بشرية مستزرعة في المختبر.

الاثنين الماضي، نشرت مجلة "نيتشر"Nature العلمية نسخة غير منقحة من الدراسة التي خضعت لمراجعة علماء نظراء إنما لم تصدر بعد، حيث ذكر العلماء إن النتائج ربما تقود قريباً إلى ابتكار علاج على شكل رذاذ يستخدمه الناس.

معلوم أن متحورات جينية مقلقة عدة من كورونا قد ظهرت منذ المراحل المبكرة لجائحة "كوفيد" في ديسمبر (كانون الأول) 2019، وقد أعطت اللقاحات المضادة التي طورها العلماء في الحرب ضد الفيروس فاعلية أقل أمام المتحورتين "دلتا" و"أوميكرون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"إننا إزاء [العلاج] الأول من نوعه. تتبدى إحدى مزاياه في أنه يعطي مفعوله في وقت مبكر من التقاط العدوى، حتى بعد أن يكون شخص ما قد أصيب بالفيروس"، على ما صرح الباحث المشارك في الدراسة هيكتور أغيلار كارينو من "جامعة كورنيل" الأميركية.

وفق العلماء، يعمل المركب الذي يحتوي عليه الرذاذ من طريق وقف نشاط إنزيم بشري معين يستخدمه فيروس كورونا كي يصيب خلية مضيفة.

لما كان هذا الإنزيم موجوداً في الخلايا الأنفية، التي ينحو الفيروس إلى دخولها، قال العلماء إن صنع رذاذ للأنف من شأنه أن يكون أفضل الطرق لإعطاء المركب من الناحية العملية وأكثرها فاعلية.

في الدراسة عندما اختبر الباحثون المركب على أربع متحورات جينية من "كوفيد"، من بينها "دلتا"، موجودة في خلايا رئوية بشرية ونسخ مصغرة من أعضاء بشرية مستزرعة في المختبر، وكذلك أنسجة مستنبتة. وجدوا في النتيجة أن الرذاذ يمنع العدوى "من دون ترك أي علامات دالة على السمية".

لحسن الحظ، "تبدو النتائج غير المنشورة بعد التي توصلنا إليها مشجعة في ظل التفشي المتسارع الذي يشهده العالم لـ"بي أي. 2" BA.2، السلالة المتفرعة من متحورة "أوميكرون"، قال الباحث المشارك في الدراسة فرانسوا جان من "جامعة كولومبيا" البريطانية.

"بشكل عام، طورنا مركب "أن-0385"، ووحددنا خصائصه، وهو مثبط جديد قوي لـ"البروتياز" proteases (أو الببتيداز) [إنزيم] شبيه بـ"سيرين البروتياز 2 عبر الغشاء" TMPRSS2 (Transmembrane protease, serine 2)، يصد "سارس- كوف- 2" Sars-CoV-2 (الاسم العلمي لفيروس كورونا المستجد الذي يسبب كوفيد) والمتحورات المقلقة، ويوفر حماية واسعة من العدوى والوفاة لدى الفئران"، كما كتب العلماء في الدراسة.

يمكن استخدام المركب، الذي أثبت سابقاً فاعليته لدى البشر، إلى جانب الأدوية المعتمدة أصلاً التي تحول دون تكاثر الفيروس، وذلك لتوفير دفاع أقوى ضد المتحورات الجينية المثيرة للقلق، وفق الباحثين.

ولكن اللافت أن "المركب فريد من نوعه لأنه يؤدي دوره، أي منع الدخول إلى الخلية، وهو موجود على سطحها من دون أن يحتاج إلى الولوج إليها، ما يمنعه من التسبب بأي تلف يمكن رصده في الخلية. علاوة على ذلك، المركب قوي جداً، لذا فإن قدراً ضئيلاً جداً منه يعمل بكفاءة كبيرة"، بحسب ما قالت الباحثة المشاركة في الدراسة أندريا أولمستيد.

تبين أيضاً أن مركب "أن-0385" لم يساعد فقط في الوقاية من "كوفيد" لدى الفئران، إنما أيضاً في علاجها بعد مرور 12 ساعة على العدوى، التي اشتملت على فقدان الوزن المرتبط بها ووجود مستويات من الفيروس في رئات الفئران، وذلك مقارنةً مع مجموعة الضبط.

وقال الباحثون إنه حتى الآن لم يعثر على أي طفرات جينية في فيروس كورونا متصلة بآلية هذا الإنزيم، خلافاً لما شهدته إنزيمات ومتحورات "كوفيد" أخرى، مضيفين أن هذه الحقيقة تجعله هدفاً مجدياً للدفاع ضد سلالات الفيروس المستقبلية.

وذكر الباحثون أنه في حال وافقت السلطات المعنية على اعتماد المركب، لا بد من استخدامه باعتباره واحداً من "مثبطات الدخول [الولوج]" entry inhibitors، ذلك أنه يمنع دخول الفيروس إلى الخلايا، في حين تعمل أدوية "كوفيد" الموصوفة الأخرى على الحد من تكاثر الفيروس.

"الصورة الأشمل أن دورة حياة الفيروس تشتمل على أكثر من مرحلة. في المرحلة الأولى، يدخل الخلية لتمرير المادة الجينية، ثم يأخذ في التكاثر. بناءً عليه، في المستطاع استخدام الشكلين [المذكورين] من الأدوية: "أن-0385" الذي يعوق معظم عملية دخول الفيروس إلى الخلايا، ثم يبقى أمام الدواء المانع لتكاثر الفيروس عمل لا يذكر"، كما أوضح الدكتور فرانسوا جان.

© The Independent

المزيد من صحة