Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علاج سرطان البنكرياس لدى فئران عبر حقنها بـ"الكزاز"

من شأنه أن يشكل علاجاً مناعياً ناجعاً للسرطان بحسب ما يقول العلماء في التقرير التالي الذي أعدّه توماس كينغسلي

معظم الأشخاص البالغين تلقوا في مرحلة الطفولة التطعيم المضاد للكزاز (رايتشل بالمر، منظمة أنقذوا الأطفال)

أفادت دراسة حديثة بأن المناعة التي تتولد لدى الإنسان من طريق التطعيم المضاد لداء الكزاز (التيتانوس) tetanus في مرحلة الطفولة، من شأنها أن تساعد الجسم في محاربة سرطان البنكرياس.

في وقتنا هذا، لا يُكتب لمعظم مرضى سرطان البنكرياس أن يعيشوا أكثر من بضعة أشهر بعد تشخيص الإصابة لديهم، في حين يبقى 10 في المئة فقط ممن يكابدونه على قيد الحياة بعد مرور خمس سنوات على اكتشاف الأورام لديهم.

وفي تطور لافت، أصدر فريق من العلماء في "كلية ألبرت أينشتاين للطب" في نيويورك، نتائج جديدة تظهر أن نوعاً من البكتيريا يسمى "الليستريا" listeria، معروفة بأنها تنجذب بطبيعتها إلى الأورام، يمكنها نقل أشكال غير نشطة من "ذيفان الكزاز" أو "السموم التشنجية" tetanus toxins بشكل انتقائي إلى أورام سرطان البنكرياس لدى الفئران، ما يؤدي لاحقاً إلى تنشيط استجابة الخلايا التائية T-cells المناعية القاتلة للسرطان داخل الورم.

نظراً إلى أن معظم البالغين سبق أن أخذوا خلال سنوات الطفولة لقاحاتهم المطلوبة المضادة لـ"الكزاز"، في مقدور الجهاز المناعي أن يرصد هذا المرض عند دخوله إلى الجسم. ذلك مفاده، وفق الباحثين، أن الخلايا المصابة بسرطان البنكرياس، إنما المحملة بالكزاز لا بد أن تكون مرئية بالنسبة إلى جهاز المناعة، من ثم تكون عرضة لهجومه المضاد.

الدكتورة كلوديا غريفكامب، وهي أستاذة مساعدة في علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة في "كلية ألبرت أينشتاين للطب" شرحت هذه العملية، موضحة أن "المثبطات المعتمدة حالياً لإعاقة الحواجر الموجودة على سطح الخلايا السرطانية تعمل بشكل جيد ضد بعض أنواع السرطان، ولكنها نادراً ما تساعد المصابين بسرطان البنكرياس. تكمن المشكلة في أن أورام البنكرياس لا تعتبر "دخيلة" بما يكفي لجذب انتباه الجهاز المناعي، وفي مقدورها عادةً قمع أي استجابات مناعية [والحؤول دونها]. بشكل أساس، يعمل علاجنا الجديد على جعل الأورام "الباردة" التي لم تستحث استجابة مناعية قوية، "ساخنة" بما يكفي، أي تظهر عليها علامات الالتهاب، كي يتمكن الجهاز المناعي من مهاجمتها وتدميرها".

كي يختبروا العلاج، حقن الباحثون مجموعة من الفئران الصغيرة المعدلة وراثياً لتطوير سرطان البنكرياس مع تقدمها في العمر بلقاحات مضادة لـ"الكزاز".

وعندما طورت الفئران شكلاً متقدماً من سرطان البنكرياس، حقن العلماء كمية من بكتيريا "الليستريا" التي تحمل الكزاز في بطون الفئران.

قالت الدكتورة غريفكامب إن بكتيريا الليستريا ضعيفة جداً، وتقضي أجهزة المناعة لدى البشر والحيوانات عليها بسهولة، أينما كانت، باستثناء مناطق الورم. في الواقع، تستفيد استراتيجيتنا العلاجية من حقيقة مفادها أن أورام البنكرياس بارعة جداً في قمع جهاز المناعة كي تحمي نفسها. يعني ذلك أن بكتيريا الليستريا الموجودة في منطقة الورم هي التي تعيش لفترة كافية تمكنها من إصابة الخلايا السرطانية في البنكرياس، وأن الخلايا السليمة تبقى بمنأى عن العدوى".

وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة "علوم الطب الانتقالي" Science Translational Medicine أن الفئران التي عولجت بلقاحات الكزاز قلصت حجم الورم وانتشار السرطان بنسبة 80 و87 في المئة على التوالي، ما أدى إلى نجاة 40 في المئة من الفئران مقارنة مع نظيرتها التي لم تتلقَّ العلاج.

تخطط غريفكامب وزملاؤها الآن للنهوض بتجارب سريرية لتحديد ما إذا كان من الممكن حقن الناس ببكتيريا ضعيفة من نوع الليستريا من دون أن يشكل ذلك خطورة عليهم، وذلك كخيار علاجي محتمل سينطوي على ليستيريات تحوي الكزاز في المصابين بسرطان البنكرياس.

وقالت غريفكامب، إن النتائج تشير إلى أن هذا النهج العلاجي من شأنه أن يكون علاجاً مناعياً ناجعاً لسرطان البنكرياس، إضافة إلى أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان المبيض، التي ما زال علاجها عسيراً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة