قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، الاثنين 28 مارس (آذار)، إن الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية أصبح قريباً على الرغم من أن بعض البنود لم تتم تسويتها بعد. وأضاف في مؤتمر صحافي من الدوحة، "نحن نقترب من التوصل لاتفاق".
وتتناقض تصريحات لو دريان مع تقييم أكثر تشاؤماً قدمته الولايات المتحدة، الأحد، للوضع، وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي إنه غير واثق من أن الاتفاق النووي بين القوى العالمية وإيران أصبح وشيكاً في تثبيط للتوقعات بعد 11 شهراً من المحادثات في فيينا، والتي تعثرت أخيراً.
اجتماع عربي - إسرائيلي
وفي محاولة لطمأنة الحلفاء في الشرق الأوسط بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي يلوح في الأفق وحشد دعم أقوى لأوكرانيا، سينضم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى اجتماع عربي - إسرائيلي نادر يعقد في إسرائيل اليوم. والتقى بلينكن، الذي يقوم بجولة تشمل ثلاث دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أمس، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي ثبتت إصابته بفيروس كورونا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن بلينكن يعتبر على اتصال وثيق وسيخضع لفحص كورونا.
وأوشكت المحادثات النووية على التوصل إلى اتفاق قبل أسابيع عدة إلى أن قدمت روسيا مطالب للولايات المتحدة في اللحظة الأخيرة أصرت خلالها على عدم تأثر تجارتها مع طهران بالعقوبات المفروضة عليها بسبب حربها على أوكرانيا.
وبعد محادثات مع بلينكن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، الذي حذر من أن الاتفاق النووي مع إيران لن يكون ملزماً لإسرائيل، إنه يأمل في أن تكون واشنطن مهتمة بالمخاوف الإقليمية. وقال جيل هاسكل المسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية لهيئة البث الإسرائيلية، "المعتدلون يجتمعون من أجل الحديث وتشكيل جبهة ضد المتطرفين، هناك فروق دقيقة ووجهات نظر مختلفة تتم مناقشتها، وهناك اتفاق حول بعض القضايا وأقل من ذلك بشأن قضايا أخرى، لكن لا شك في أن كل من في هذه القاعة متفقون على أن إيران يجب ألا تمتلك سلاحاً نووياً".
"ملتزمتان"
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أكد أن بلاده وإسرائيل "ملتزمتان" بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي على الرغم من خلافهما بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي مع طهران، وذلك قبل ساعات من عقده قمة غير مسبوقة في الدولة العبرية مع وزراء خارجية دول عربية عدة.
وقبل ساعات من انعقاد القمة، قُتل شرطيان إسرائيليان، وأصيب آخرون، الأحد، في هجوم بإطلاق نار وقع في مدينة الخضيرة، شمال إسرائيل، وفق ما أكدت السلطات، وأعلن تنظيم "داعش"، اليوم الاثنين، مسؤوليته عنه.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد في القدس، "عندما يتعلق الأمر بما هو أهم، فنحن على توافق تام، كلانا ملتزم ومصمم على ضمان عدم امتلاك إيران أبداً سلاحاً نووياً".
"الحرس الثوري"
وتعد إسرائيل من أبرز المعارضين للاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، كما أبدت معارضتها لإحيائه، خصوصاً أن ذلك قد يترافق مع موافقة واشنطن على طلب طهران إزالة اسم الحرس الثوري من اللائحة الأميركية "للمنظمات الإرهابية" الأجنبية.
وأضاف بلينكن أن إدارة الرئيس الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن "العودة إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل هي أفضل طريقة لإعادة تقييد برنامج إيران النووي"، ليعود إلى ما كان عليه قبل انسحاب واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018.
وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية، لا عسكرية.
من جهته، أشار لبيد إلى "خلاف حول البرنامج النووي ونتائجه" مع واشنطن "غير أن بيننا حواراً منفتحاً وصادقاً".
وتابع، "ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة معاً لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن إسرائيل ستفعل ما تراه ضرورياً لوقف البرنامج النووي الإيراني". ووفقاً للبيد فإن "التهديد الإيراني ليس نظرياً، الإيرانيون يريدون تدمير إسرائيل، لن ينجحوا، ولن نسمح لهم بذلك".
والتقى بلينكن بعد ظهر الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت. وقال بينيت عقب اللقاء إن إسرائيل "قلقة بخاصة حيال نية إزالة" الحرس الثوري الإيراني من اللائحة الأميركية للإرهاب، وهو أحد الشروط الذي وضعتها إيران للموافقة على إعادة إحياء الاتفاق.
ومن الدوحة، أكد المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي في مؤتمر، أن "الحرس الثوري الإيراني سيظل خاضعاً للعقوبات بموجب القانون الأميركي".
العلاقات العربية - الإسرائيلية
ووصل بلينكن، السبت، إلى تل أبيب، ويجتمع مع وزراء خارجية إسرائيل والمغرب ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة في صحراء النقب يومي الأحد والاثنين في لقاء سيكون شاهداً على التحول في العلاقات العربية - الإسرائيلية الذي بدأ أواخر 2020.
والإمارات العربية المتحدة والبحرين هما أول دولتين خليجيتين وقّعتا اتفاق سلام مع إسرائيل في سبتمبر (أيلول) 2020 في إطار اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ثم تبعهما المغرب والسودان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووضعت هذه الاتفاقات حداً لعقود من الإجماع العربي على استبعاد أي سلام مع اسرائيل في غياب حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وندد الفلسطينيون بها واعتبروها "طعنة في الظهر".
وقال مدير مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية في تل أبيب، عوزي رابي، إن قمة النقب تهدف في جزء منها إلى توجيه رسائل إلى طهران وواشنطن مع اقتراب محتمل لتوقيع اتفاق نووي. وأضاف، "أهم شيء أن تفهم إيران أن هناك جبهة موحدة ضدها"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
بلينكن يلتقي عباس
ومساء الأحد، التقى بلينكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله ضمن جهود إدارة بايدن لإعادة بناء العلاقات مع السلطة الفلسطينية التي انهارت في عهد ترمب.
وأشار عباس إلى أن الهجوم الروسي على أوكرانيا أظهر "ازدواجية المعايير بشكل صارخ على الرغم من جرائم الاحتلال الإسرائيلي التي وصلت إلى حد التطهير العرقي والتمييز العنصري".
وأضاف، "لا نجد من يحاسب إسرائيل التي تتصرف كدولة فوق القانون". وكانت إدارة ترمب قد قلصت دعمها للفلسطينيين، وأغلقت القسم القنصلي الأميركي في القدس، والخاص بمعالجة ملفات الفلسطينيين.
وتسود حالة من التوجس أوساط الفلسطينيين بسبب تجاهل قضيتهم. ومنذ تنصيبه، وعد بايدن بإعادة فتح القنصلية، لكن عاماً كاملاً مر على ذلك الوعد الذي لم يرَ النور.
وعن موقع القضية الفلسطينية في القمة، رأى المحلل السياسي يوئيل غوزانسكي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن استعراض القوة الحاصل يشير إلى أن "القضية الفلسطينية في أسفل سلّم الأولويات على جدول الأعمال"، وأن "المنطقة فيها قضايا أكثر إلحاحاً مثل إيران".
من جانبها، أعلنت حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة رفضها القمة الخماسية. واعتبرت أن اللقاء "يشرع جرائم الاحتلال، ويشكل دعماً له".
جولة في الجزائر والمغرب
ويواصل بلينكن جولته، الاثنين، في الجزائر، ثم المغرب، حيث يلتقي ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وقال بلينكن إنه ناقش وبينيت خطة الحفاظ على الهدوء هذا العام خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل وعيد الفصح اليهودي الذي يتزامن معه.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة قيام "جميع الأطراف بمنع إثارة التوترات، بما في ذلك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ورفعت إسرائيل، الأحد، من حصة عمال قطاع غزة من التصاريح إلى 20 ألفاً بواقع 8 آلاف تصريح جديد، وأعلنت عن استثمار نحو 12,4 مليون دولار لتحسين المعابر بين القطاع وإسرائيل.
إليكم تغطيتنا لتطورات قمة النقب عندما حدثت.