Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا: قصف مدينة لفيف بصواريخ كروز

بايدن يصف مقاومة أوكرانيا بأنها جزء من "معركة عظيمة من أجل الحرية"

قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها قصفت أهدافاً عسكرية في مدينة لفيف في غرب أوكرانيا بصواريخ كروز عالية الدقة. أضافت الوزارة أنها قصفت مستودع وقود تستخدمه القوات الأوكرانية قرب لفيف بصواريخ بعيدة المدى، واستخدمت صواريخ كروز في ضرب منشأة بالمدينة تستخدم في إصلاح النظم المضادة للطائرات ومحطات رادارات ودبابات.

وتابعت الوزارة في بيان، "القوات المسلحة في روسيا الاتحادية تواصل أعمالها الهجومية في إطار العملية العسكرية الخاصة"، وقالت إن روسيا استخدمت صواريخ بعيدة المدى منشورة في البحر في تدمير ترسانة تضم صواريخ "أس-300" وأنظمة صواريخ "بي يو كيه" المضادة للطائرات، كما دمرت عدداً من الطائرات المسيّرة.

"جزار"

في هذا الوقت، وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن سهامه باتجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذ وصفه بأنه "جزار"، وقال إنه "لا يمكنه البقاء في السلطة"، وذلك في خطاب ألقاه في العاصمة البولندية وارسو، السبت 26 مارس (آذار)، تناول فيه النزاع في أوكرانيا، معتبراً أن الحرب الجارية هي بمثابة "فشل استراتيجي" لروسيا. إلا أن مسؤولاً في البيت الأبيض أوضح في وقت لاحق أن بايدن لم يدع في كلامه هذا إلى "تغيير النظام" في روسيا.

وقال المسؤول "ما أراد الرئيس قوله إنه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة سلطة على جيرانه أو على المنطقة. لم يكن يتحدث عن حكم بوتين في روسيا ولا عن تغيير للنظام".

"معركة من أجل الحرية"

ووصف بايدن في وارسو، مقاومة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية بأنها جزء من "معركة عظيمة من أجل الحرية"، داعياً العالم إلى الاستعداد "لمعركة طويلة".

وقال للأوكرانيين، "نحن إلى جانبكم"، مؤكداً في الوقت نفسه أن الشعب الروسي "ليس عدوّنا"، داعياً إياه إلى تحميل رئيسه مسؤولية تعرض البلاد لعقوبات اقتصادية غربية شديدة.

وحذر موسكو قائلاً، "لا تفكروا حتى في التقدم إنشاً واحداً داخل أراضي حلف شمال الأطلسي"، مشدداً على أن الولايات المتحدة تعتبر البند الخامس من معاهدة الحلف الخاصة بالدفاع المشترك "واجباً مقدساً".

وأضاف في إشارة إلى نظيره الروسي، "بحق الله، لا يمكن لهذا الرجل البقاء في السلطة". وختم خطابه قائلاً، "سيكون لنا مستقبل مختلف، مستقبل أكثر إشراقاً متجذر في الديمقراطية والمبدأ والأمل والنور".

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على تصريحات بايدن بعد ظهر السبت، لوكالة "تاس" للأنباء، إن "على أي رئيس دولة أن يبقى حذراً"، مضيفاً، "وطبعاً، كل مرة، تضيق الإهانات الشخصية من هذا النوع نطاق علاقاتنا الثنائية مع الحكومة الأميركية الحالية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورداً على سؤال عن إعلان القيادة الروسية نيّتها "تركيز معظم جهودها على الهدف الرئيس: تحرير دونباس"، قال الرئيس الأميركي إنه "غير متأكد" من أن ذلك يعني تغييراً حقيقياً في استراتيجية الحرب الروسية.

وشارك بايدن في لقاء مع وزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين، دميترو كوليبا وأوليسكي ريزنيكوف، ووزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن.

كما التقى بايدن، الخميس، لاجئين أوكرانيين تستضيفهم بولندا، وبدا متأثراً بما رآه، ووصف بوتين بأنه "جزار".

وقال الرئيس الأميركي لنظيره البولندي، أندري دودا، إن الولايات المتحدة تعتبر البند الخامس من معاهدة حلف شمال الأطلسي الخاصة بالدفاع المشترك "واجباً مقدساً".

وقال، "يمكنكم الاعتماد على ذلك... من أجل حريتكم وحريتنا"، فيما قال الرئيس البولندي إن مواطنيه يشعرون "بتهديد كبير" من جراء النزاع الدائر في أوكرانيا.

روسيا لن تستدعي الاحتياط

أما وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فأكد السبت، أن موسكو لا تخطط لاستدعاء جنود احتياط للقتال في أوكرانيا، مستنكراً "الدعوات المزيفة" التي يتلقاها الروس، والتي تنسب الدولة مصدرها للاستخبارات الأوكرانية.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتهم من جهته، السبت، روسيا، بتأجيج سباق تسلح خطير بتلويحها باستخدام السلاح النووي، خلال مداخلة عبر الفيديو أمام مؤتمر سياسي في الدوحة.

وطالب الرئيس الأوكراني قطر بزيادة إنتاج مواردها من الطاقة، وخصوصاً الغاز، للتعويض عن إمدادات الطاقة الروسية، والتصدي للتهديدات الروسية باستخدام الطاقة "لابتزاز العالم".


رفع العقوبات

في سياق آخر، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس السبت، لصحيفة "صنداي تلغراف"، أن "العقوبات التي فرضتها لندن على روسيا بعد غزوها أوكرانيا قد تُرفع إذا وافقت موسكو على وقف كامل لإطلاق النار وسحبت قواتها".
وقالت تراس في مقابلة طويلة، إن "على الكرملين أن يتعهد أيضاً بعدم ارتكاب أي عدوان آخر ضد أوكرانيا حتى يتم رفع العقوبات المفروضة على مئات الشخصيات والكيانات الروسية".
وأوضحت تراس أن "العقوبات لا يمكن رفعها إلا بوقف كامل لإطلاق النار وانسحاب (القوات)، ولكن أيضاً مع الالتزام بعدم ارتكاب مزيد من العدوان" ضد أوكرانيا، مشيرةً إلى أنه يمكن إعادة فرض هذه العقوبات في حال شن هجوم جديد.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أشار إلى أن العقوبات على روسيا "ليست مصممة لتكون دائمة"، وقال إنها يمكن أن تزول إذا غيّرت موسكو موقفها.
كما أشارت الوزيرة البريطانية إلى أنها أنشأت وحدة متخصصة في المفاوضات داخل وزارتها لمساعدة أوكرانيا في محادثاتها مع روسيا. لكنها حذرت من أنها لن تكون مفيدة إلا إذا كان "الروس جادين" في استعدادهم للتفاوض.
وتابعت تراس "لا أعتقد أنهم جادون الآن ولهذا قلتُ إننا في حاجة إلى أن نكون حازمين لتحقيق السلام". وأكدت أنه من الضروري بالتالي "مضاعفة العقوبات" و"مضاعفة الأسلحة التي نرسلها إلى أوكرانيا".

قصف "لفيف" والمعارك في دونباس

ميدانياً، أعلن حاكم منطقة لفيف في غرب أوكرانيا، أن المنطقة قصفت مرتين من قبل القوات الروسية، ما أسفر عن إصابة خمسة على الأقل بجروح، بعد ظهر السبت. ورأى مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية دخاناً أسود وألسنة نار تتصاعد فوق حي سكني في لفيف.

وكانت رئاسة أركان الجيش الأوكراني قد أكدت، فجر السبت، "إلحاق خسائر جسيمة بالمحتل الروسي" في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، أكبر مدينتين في دونباس، حيث أعلنت موسكو تركيز هجومها من الآن، فصاعداً. وأعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية إسقاط ثلاث طائرات وتدمير ثماني دبابات ومقتل نحو 170 جندياً من الجانب الروسي.

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية عن معركة للسيطرة على قريتي نوفوباخموتيفكا ونوفوميخايليفكا، قرب دونيتسك.

كما ذكرت الوزارة أن صواريخ من طراز "كاليبر" دمرت مستودع أسلحة وذخائر في منطقة جيتومير قرب قرية فيليكي كوروفينتسي إلى غرب كييف في 25 مارس، كما أصيب مستودع وقود قرب مدينة ميكولاييف جنوب البلاد.

وينبغي مقاربة هذه الأرقام بحذر في ظل حرب المعلومات الشديدة الجارية بين الطرفين، وسط صعوبات كبرى في التثبت مما يجري على الأرض من مصدر مستقل، بعد أكثر من شهر على بدء الهجوم الروسي.

مصير الجنرالات الروس

ويُخيّم غموض على مصير الجنرالات الروس الذين قُتلوا في أوكرانيا، وعددهم سبعة، بحسب كييف، وآخرهم الجنرال ياكوف ريزانتسيف، وفق مسؤولين غربيين طلبوا عدم كشف أسمائهم، فيما أقرت موسكو بمقتل جنرال واحد.

كما ذكرت المصادر أن جنرالاً آخر هو فلاديسلاف يرشوف أقيل من مهامه بقرار من الكرملين بسبب الخسائر الفادحة في صفوف القوات الروسية، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام أوكرانية عن "حملة تطهير" على ارتباط بالخسائر الروسية، لكن هذه المسألة أيضاً تبقى غامضة.

وفي هذا السياق، ظهر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لأول مرة منذ أسبوعين، في مشاهد تم بثها السبت في روسيا، بعد أن أثار غيابه تساؤلات عمل الكرملين على تبديدها. كما نفت موسكو تكهنات حول وضعه الصحي.

وأعلنت وزارة الدفاع، السبت، أن المعلومات عن "تعرض سيرغي شويغو لنوبة قلبية اضطرته إلى عدم الظهور علناً خاطئة تماماً".

خاركيف وكييف ومحيطهما

وخارج منطقة دونباس، يتواصل الهجوم الروسي. وفي محيط كييف، حيث أعلن رئيس البلدية حظر تجول يومياً من الثامنة مساءً حتى السابعة صباحاً (18:00 حتى 05:00 بتوقيت غرينتش)، أعلنت رئاسة الأركان الأوكرانية أن المعارك متواصلة "لصد هجوم العدو"، مشيرةً إلى أن خط الجبهة لم يتحرك.

وتؤكد قوات كييف مواصلة هجومها المضاد على خيرسون بجنوب البلاد، المدينة الكبرى الوحيدة التي احتلتها القوات الروسية بالكامل.

كما استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على مدينة تروستيانيتس في شمال شرقي البلاد حيث كانت المواجهة مع القوات الروسية محتدمة، حسبما أكّدت وزارة الدفاع الأوكرانية السبت. وبحسب كييف، احتلّت فرقة المدرّعات الروسية "كانتيميروفسكايا" مدينة تروستيانيتس. وأشار بيان وزارة الدفاع الأوكرانية إلى أن "الجيش الروسي فرّ من تروستيانيتس تاركاً أسلحة ومعدّات وذخائر". ونشرت الوزارة صوراً تُظهر جنوداً أوكرانيين ومدنيين بين مبانٍ مدمّرة. وتعذر التحقق من صحة هذه المعلومات بشكل مستقل.

وفي خاركيف، ثاني أبرز مدينة في أوكرانيا، يبدو أن السكان قد استسلموا للقصف المتواصل.

وقالت أنا كولينيشينكو، "أنا من خاركيف، وليس لديّ أي مكان آخر أذهب إليه. لذا، ما الفائدة من المغادرة؟". وأضافت، "إذا سقطت قنبلة، سنموت على كل حال".

وسيطرت القوات الروسية على مدينة سلافوتيتش التي يقطنها أفراد طاقم منشأة تشيرنوبل النووية، واحتجزت رئيس بلديتها، ما أثار احتجاجات، وفق ما أعلن مسؤولون أوكرانيون، السبت.

تشيرنيغيف وماريوبول

وعلى مسافة 120 كيلو متراً شمال شرقي كييف، حاصرت القوات الروسية مدينة تشيرنيغيف، فيما أصبح إجلاء المدنيين والجرحى مستحيلاً، بحسب ما أعلن رئيس بلديتها فلاديسلاف أتروتشينكو.

وأفرج عن رئيس البلدية يوري فوميتشيف في وقت لاحق، السبت، قائلاً لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف، إن "كل شيء على ما يرام".

وعلى تطبيق "إنستغرام"، أعلنت الإدارة العسكرية لمنطقة كييف التي تدخل المدينة ضمن نطاقها، أن "قوات الاحتلال الروسية غزت سلافوتيتش واحتلت المستشفى البلدي".

وأعلنت المسؤولة عن شؤون حقوق الإنسان لدى البرلمان الأوكراني ليودميلا دينيسوفا، عن منع عبور قافلة إنسانية من مدينة ماريوبول المحاصرة وعلى متنها سيارات إسعاف تحمل أطفالاً جرحى، عند نقطة تفتيش روسية، ما أدى إلى زحمة على طول عدة كيلو مترات.

وقتل أكثر من ألفي مدني، بحسب بلدية المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف. وقال زيلينسكي في وقت سابق، إن نحو 100 ألف من سكان ماريوبول ما زالوا محاصرين فيها وسط انقطاع كل احتياجاتهم.

انخفاض كبير في عدد الفارّين

في غضون ذلك، فرّ أكثر من 3 ملايين و800 ألف شخص من أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة السبت، مؤكدةً انخفاض عدد عابري الحدود منذ الأسبوع الماضي بشكل كبير.

وفي المجموع، يُعتقد أن أكثر من 10 ملايين شخص، أي ما يزيد على ربع عدد السكان في مناطق كانت تحت سيطرة الحكومة قبل الهجوم، فرّوا من ديارهم، من بينهم 6.5 مليون نزحوا في الداخل.

ومنذ 22 مارس (آذار)، انخفض عدد الفارّين من المعارك وظروف الحياة الصعبة في أوكرانيا إلى ما دون 100 ألف شخص يومياً. ولم تشهد أوروبا مثل هذا التدفق السريع للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.

وأبدى نحو نصف الأوكرانيين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و55 عاماً، استعدادهم للمشاركة بشكل مباشر في القتال ضد الهجوم الروسي، وفق استطلاع أجراه معهد أوسلو لأبحاث السلام (بريو) بدعم من شركة "إنفو سابيانس" المحلية لاستطلاعات الرأي أثناء الحرب.

تصدير أول شحنة حبوب بالقطار إلى أوروبا

وسط هذه الأجواء، قالت شركة الاستشارات الزراعية "أي بي كيه - إنفورم"، إن تجاراً صدّروا أولى شحنات من الذرة الأوكرانية لأوروبا بالقطار مع استمرار إغلاق موانئ البلاد. وقالت الشركة في تقرير، "الدفعات الأولى، وتشمل آلاف الأطنان من الذرة، تم تصديرها بالفعل عبر الحدود الغربية البرية لأوكرانيا".

وأضافت، "هناك مشكلات لوجيستية، والمعروض ما زال أكبر من الطلب، لكن الأسعار توقفت عن الهبوط".

المزيد من دوليات