Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تقلص أهداف الحرب والقوات الأوكرانية تتقدم قرب كييف

تقرير: الولايات المتحدة بصدد فرض عقوبات على شركات توفر السلع والخدمات لأجهزة الاستخبارات والجيش في موسكو

رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قال إن الجيش الروسي سيواجه حرب عصابات مستمرة من جانب الأوكرانيين (رويترز)

أعطت موسكو إشارات الجمعة تدل على أنها خفضت سقف طموحاتها في أوكرانيا مركزة على الأراضي التي يطالب بها الانفصاليون المدعومون من روسيا، في الوقت الذي واصلت فيه القوات الأوكرانية هجوماً لاستعادة بلدات على مشارف العاصمة كييف.

وفي أول إشارة قوية إلى تأثير العقوبات الغربية المفروضة على موسكو في الاستثمار الصيني، قالت مصادر إن مجموعة "سينوبك" الصينية التي تديرها الدولة، أكبر شركة لتكرير النفط في آسيا، علقت المحادثات بشأن استثمار كبير في البتروكيماويات ومشروع لتسويق الغاز الروسي.

وعلى مدى شهر منذ بدأ الروس هجومهم، فشلت قواتهم في السيطرة على أي مدينة كبرى. وواجه هجومهم مقاومة شديدة من القوات الأوكرانية وتوقفوا عند بوابات كييف.

هجوم أوكراني مضاد

وتجمدت خطوط القتال بالقرب من كييف منذ أسابيع مع وجود رتلين كبيرين من المدرعات الروسية عالقين إلى الشمال الغربي وإلى الشرق من العاصمة. وتحدث تقرير للاستخبارات البريطانية عن هجوم أوكراني مضاد دفع الروس إلى التراجع في الشرق.

وأشار التقرير إلى أن "الهجمات المضادة الأوكرانية وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد المنهكة أتاحا لأوكرانيا إعادة السيطرة على البلدات والمواقع الدفاعية حتى 35 كيلومتراً شرق كييف". وأمدت بريطانيا أوكرانيا بأسلحة وتدريبات عسكرية.

وفي إعلان يشير في ما يبدو إلى تقليص الأهداف، قالت وزارة الدفاع الروسية إن المرحلة الأولى من عمليتها اكتملت تقريباً وإنها ستركز الآن على "تحرير" منطقة دونباس الشرقية الانفصالية.

وقال سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات الرئيسة في هيئة الأركان العامة الروسية "تم تقليص القدرات القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية بشكل كبير، مما يجعل من الممكن تركيز جهودنا الأساسية على تحقيق الهدف الرئيس وهو تحرير دونباس".

خيرسون "متنازع عليها"

قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة إن القوات الأوكرانية أطلقت هجوماً مضاداً في خيرسون جنوب البلاد، المدينة الكبيرة الوحيدة التي نجحت قوات موسكو في احتلالها بالكامل قبل أن تصبح الآن "متنازعاً عليها".

وصرح المسؤول للصحافيين طالباً عدم ذكر اسمه "يحاول الأوكرانيون استعادة خيرسون... لا يمكننا أن نقول بالضبط من الذي يسيطر على خيرسون، لكن الحقيقة هي أنها لم تعد تحت السيطرة الروسية الكاملة كما كانت من قبل".

وأضاف أن هذه المدينة الاستراتيجية "أصبحت من جديد منطقة متنازعاً عليها". وأكد أنه إذا تمكن الأوكرانيون من استعادة السيطرة على المدينة، فإن المواقع الروسية حول ميكولايف ستصبح "مطوقة" بالقوات الأوكرانية التي تدافع عن ميكولايف وتلك الموجودة في خيرسون.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الروس سيواجهون "الكثير من الصعوبات في إحراز تقدم نحو أوديسا"، وسيمثل ذلك "تطوراً مهماً" على الجبهة الجنوبية.

 حرب عصابات

من جانبه، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف إن الروس سيعيشون "جحيماً حقيقياً" في أوكرانيا، مشدداً على أن الجيش الروسي "القروسطي" سيواجه حرب عصابات مستمرة من جانب الأوكرانيين.

وصرح الجنرال بودانوف الذي كان يتحدث باللغة الأوكرانية من كييف، للأسبوعية الأميركية "ذا نيشن"، "لقد ارتكبت القيادة الروسية الكثير من الأخطاء، ونحن نستخدم هذه الأخطاء".

وأضاف الجنرال الشاب البالغ 36 سنة الذي انضم إلى الجيش بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتم تدريبه على أساليب حلف شمال الأطلسي، "الجيش الأوكراني أظهر أن الجيش الروسي، ثاني جيش في العالم، لم يكن سوى مجرد أسطورة. إنه يقوم على تركيز للقوة على شاكلة العصور الوسطى وعلى أساليب قتالية قديمة". وأكد خلال المقابلة "لدينا الكثير من المخبرين داخل الجيش الروسي، ليس في صفوفه فحسب ولكن أيضاً في دائرته السياسية وداخل قيادته".

قوات غير جاهزة

ووصف مصدر دبلوماسي كبير في موسكو الإعلان بأنه تمهيد محتمل للتراجع، وفقاً لوكالة "رويترز". وقال "أهدافهم من الحرب أكبر بكثير من دونباس، الأمر الذي جعل قوتهم مقسمة في هجمات تشنها قوات غير مستعدة ويشوبها سوء التنسيق".

وقالت الأمم المتحدة إنها تأكدت من مقتل 1081 مدنياً وإصابة 1707 بجروح في أوكرانيا منذ بدء الهجوم، مضيفة أن الحصيلة الحقيقية أكبر على الأرجح. وأفادت وكالة إنترفاكس للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن 1351 جندياً روسياً قتلوا و3825 أصيبوا بجروح. وتقول أوكرانيا إن عدد القتلى من الجنود الروس يبلغ 15 ألفاً.

كشف أسماء 7 جنرالات روس قتِلوا في أوكرانيا

وأعلن مسؤول غربي الجمعة أسماء سبعة جنرالات روس قال إنهم قتِلوا حتى الآن وآخر تم عزله خلال الحرب في أوكرانيا. وقال مسؤول إن اللفتنانت جنرال ياكوف ريزانستيف هو آخر من لقي حتفه، وقد كان قائداً لجيش السلاح المشترك التاسع والأربعين في المنطقة العسكرية الروسية الجنوبية، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

في غضون ذلك، أُعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع إقالة الجنرال فلايسلاف يرشوف من جيش السلاح المشترك السادس. وأفادت تقارير بأن إقالته المفاجئة سببها الخسائر الفادحة والإخفاقات الاستراتيجية التي شوهدت خلال الهجوم الروسي.

ومن بين القتلى الجنرال ماغوميد توشايف من القوات الخاصة الشيشانية التي أرسلها الرئيس الروسي في أوكرانيا. وصُدم مسؤولون عسكريون غربيون من ارتفاع عدد الجنود وضباط الصف وكبار الضباط الروس الذين قُتلوا في الحرب الجارية منذ نحو شهر.

وعُزي ارتفاع عدد القتلى جزئياً إلى مشكلات في الاتصالات واللوجستيات دفعت كبار الضباط إلى استخدام قنوات تواصل غير مشفرة كشفتهم للقوات الأوكرانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف المسؤول الغربي أنه "عندما يصير نحو سدس قواتك غير فعال قتالياً بعد شهر من المعارك، فإن ذلك لافت للنظر". كما زعم أن قائد لواء البندقية الآلية السابع والثلاثين في روسيا قتل على يد قواته "نتيجة لحجم الخسائر التي تكبدها اللواء".

وتابع "نعتقد أنه قتل عمداً على يد قواته" مشيراً إلى أنه "دُهس". واعتبر أن هذه علامة أخرى على "التحديات المعنوية التي تواجهها القوات الروسية". وختم أن القوات الروسية "وجدت نفسها في وكر دبابير وهي تعاني بشدة".

بايدن يشيد بشجاعة الأوكرانيين

نوه الجمعة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يجري زيارة رسمية إلى بولندا، بشجاعة الشعب الأوكراني قائلا إنها تذكره بأحداث تيان انمين في الصين، مكرراً وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم حرب".

ومن جيشوف التي تبعد 80 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية حيا الرئيس الأميركي "شجاعة" الشعب الأوكراني و"صموده".

وقال بايدن "مشاهدة امرأة ثلاثينية تقف بوجه دبابة حاملة بندقية" تعيد إلى الأذهان الأحداث التي شهدتها ساحة تيان انمين في الصين، في إشارة إلى تظاهرات شهدتها بكين في عام 1989 قمعتها السلطات الصينية بعنف.

واعتبر بايدن أن وقوف الشعب الأوكراني بوجه الهجوم الروسي "هو ساحة تيان انمين" على نطاق مضاعف. وللمرة الثانية وصف الرئيس الأميركي نظيره الروسي بأنه "مجرم حرب".

وخلال اجتماع مع نظيره البولندي أندري دودا للبحث في الأوضاع الإنسانية، قال الرئيس الأميركي "أهم ما يمكننا القيام به (...) هو الحفاظ على وحدة صف الأنظمة الديمقراطية عبر تصميمنا والجهود التي نبذلها من أجل تقليص حجم الدمار الذي يسببه رجل، هو بكل صراحة مجرم حرب"، معرباً عن اعتقاده بأن هذا التوصيف ينطبق على بوتين أيضاً من الناحية القانونية.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد أعلن أن الإدارة الأميركية خلصت في 23 مارس (آذار) بشكل رسمي إلى أن "عناصر في القوات الروسية ارتكبوا جرائم حرب في أوكرانيا".

أميركا بصدد فرض عقوبات على شركات روسية

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة أن إدارة بايدن تستعد لفرض عقوبات على شركات روسية تقول إنها توفر السلع والخدمات لأجهزة الاستخبارات والجيش في موسكو.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين إن عقوبات وزارة الخزانة الأميركية قد تعلن خلال أيام. وامتنعت وزارة الخزانة الأميركية عن التعليق على التقرير.

ووفقاً لتقرير الصحيفة فإن معظم الشركات التي من المتوقع أن تخضع للعقوبات التي وردت أنباء بشأنها، قد تم إدراجها في وقت سابق على قائمة أميركية تحظر تصدير التقنيات الحساسة إليها. وقال التقرير إن العقوبات المقررة لا تحظر جميع التعاملات التجارية لتلك الشركات.

فرنسا وتركيا واليونان ستنفذ عملية إجلاء إنسانية من ماريوبول

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن فرنسا وتركيا واليونان ستنفذ "عملية إنسانية" للإجلاء "خلال الأيام القليلة المقبلة" من مدينة ماريوبول المحاصرة جنوب أوكرانيا.

وقال ماكرون بعد قمة أوروبية في بروكسل "سنطلق بالاشتراك مع تركيا واليونان عملية إنسانية لإجلاء كل من يرغبون في مغادرة ماريوبول". وأضاف "سأجري في غضون 48 إلى 72 ساعة محادثة جديدة مع الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين لوضع التفاصيل بشكل صحيح وتأمين الترتيبات".

وتابع الرئيس الفرنسي "آمل إشراك أكبر عدد ممكن من أصحاب المصلحة في هذه العملية"، مؤكداً أنه "من الممكن" تنفيذ الإجلاء "خلال الأيام القليلة المقبلة".

وأكد أن "فرق الإليزيه" (الرئاسة الفرنسية) تحدثت الجمعة مع رئيس بلدية ماريوبول "المدينة التي تعد أكثر من 400 ألف نسمة ولا يتجاوز عدد سكانها اليوم 150 ألف نسمة" يعيشون "في أوضاع مأساوية".

وقُتل أكثر من ألفي مدني في ماريوبول، وفق أحدث حصيلة أعلنتها البلدية. ووفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لا يزال نحو 100 ألف شخص عالقين في المدينة الساحلية الاستراتيجية المطلة على بحر آزوف والمحاصرة من القوات الروسية.

المزيد من دوليات