Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن تلغي محادثات مع "طالبان" بعد قرار إغلاق مدارس الفتيات في أفغانستان

فرضت الحركة مجموعة قيود على النساء فتم استبعادهن من وظائف حكومية عدة مع مراقبة لباسهن

أعلن مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة ألغت محادثات مقررة في العاصمة القطرية الدوحة مع "طالبان"، بعد أن أغلقت الحركة المتشددة المدارس الثانوية للفتيات الأفغانيات هذا الأسبوع، بعد ساعات فقط من إعادة فتحها.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، "انضممنا الثلاثاء، 22 مارس (آذار) الحالي إلى ملايين الأسر الأفغانية للتعبير عن خيبة أملنا العميقة لقرار (طالبان) عدم السماح للنساء والفتيات بالعودة إلى المدارس الثانوية". وأضاف، "لقد ألغينا بعض ارتباطاتنا، بما في ذلك الاجتماعات المبرمجة في الدوحة على هامش منتدى الدوحة. وأوضحنا أننا نرى هذا القرار كنقطة تحول محتملة في تعاملنا".
وتابع المتحدث، "هذا القرار الذي اتخذته (طالبان)، إذا لم يتم التراجع عنه بسرعة سيضر بشدة بالشعب الأفغاني وآفاق النمو الاقتصادي للبلاد وطموح (طالبان) لتحسين علاقاتها مع المجتمع الدولي".
وأردف قائلاً، "نقف إلى جانب الفتيات الأفغانيات وعائلاتهن التي تعتبر التعليم طريقاً لتحقيق الإمكانات الكاملة لمجتمع أفغانستان واقتصادها".
وفي بيان مشترك صدر الخميس 24 مارس، قال وزراء خارجية بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا والنرويج والولايات المتحدة، إضافة إلى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن قرار "طالبان" سيقوض آمال الحركة بالحصول على شرعية دولية.

تجربة مريرة

"أصبحت أفغانستان سجناً لنا"، هذا ما تقوله "ملاحات"، و"أديبة"، و"نرجس"، اللاتي سُررن بالعودة إلى صفوفهن والالتقاء برفيقاتهن، قبل أن تقرر "طالبان" بعد ساعات من إغلاق المدارس مجدداً.
وقالت ملاحات حيدري (11 عاماً) في اليوم التالي لمغادرتها على عجل مدرسة "الفتح" للبنات في كابول "أصبحت أفغانستان سجناً لنا". وأضافت، "بكيت كثيراً"، وهي تمسح دموعها خلال مقابلة أجرتها معها وكالة الصحافة الفرنسية في منزل عائلتها في منطقة راقية في العاصمة الأفغانية كابول.
وتابعت، "نُعامل معاملة المجرمين فقط لأننا فتيات. ولهذا السبب طردونا من المدرسة".
وعززت "طالبان" بقرارها مخاوف المراقبين الذين يخشون أن يحظر قادة البلاد الجدد مرة أخرى تعليم الفتيات، كما فعلوا خلال فترة حكمهم الأولى، بين عامي 1996 و2001.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


اجتماع سري

وجاءت عودة الفتيات إلى المدرسة الثانوية في أعقاب عودة الفتيان والفتيات إلى المدرسة الابتدائية، وسمح لهؤلاء باستئناف الدراسة، بعد شهرين من سيطرة "طالبان" على كابول في أغسطس (آب) الماضي.
ولم تقدم حكومة "طالبان" أي تفسير واضح لتغيير توجهها بشأن الفتيات في التعليم الثانوي، ولكن معلومات مسربة من اجتماع سري لكبار قادة الحركة في معقلهم الجنوبي في قندهار مساء الثلاثاء الماضي، أفادت بأن الأسباب تراوح بين الحاجة إلى زي موحد، والرفض الصريح لحاجة الفتيات إلى التعليم.
وتكرر الوزارة أن المدارس ستُفتح، ولكن فقط عندما يتم تحديد توجيهات جديدة.

لم تتغير

وقالت أديبة (13 عاماً) شقيقة "ملاحات"، "حتى أمس، لم أعتقد وحدي أن (طالبان) قد تغيّرت، لكن كل من يتم سؤاله". وأضافت "ملاحات"، "عندما أرسلوا الجميع إلى المنزل، أدركنا أن (طالبان) لا تزال نفسها كما كانت قبل 25 عاماً".
وتابعت "أديبة"، "نفتقد حريتنا. نفتقد زملاءنا في الدراسة والمعلمين".
والشقيقتان من عائلة ثرية، ووالداهما متعلمان، وتم تشجيعهما دائماً على الدراسة.
وتعتبر نرجس جفري (14 عاماً) التي تسكن في ناحية أخرى من المدينة وتنتمي عائلتها إلى الأقلية الشيعية "الهزارة"، أن النساء المتعلمات يشعرن "طالبان" بالتهديد. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية "يعتقدون أننا إذا درسنا سنكتسب المعرفة ونحاربهم". وأضافت، "إنهم خائفون من ذلك". وكانت تبكي جالسةً خلف طاولة أمام كتبها المنتشرة في منزل العائلة.
وأكدت أن من الظلم أن ترى الفتيان في سنها يذهبون إلى المدرسة، بينما تُجبر على البقاء في المنزل. وقالت، "إنه أمر صعب حقاً".
وتتذكر الطالبة في مدرسة "معرفات" الثانوية في كابول قصصاً روتها لها والدتها حميدة، عن فترة حكم "طالبان" السابقة.
وقالت، "في السابق كان ينتابني شعور غريب عندما كانت تخبرنا كيف ارتدت البرقع أو (الشادور)، وكيف لم يكن يسمح للمرأة بالخروج بدون أن يرافقها رجل". وأضافت المراهقة، "كل هذه الأخبار تعبر مخيلتي حالياً".
وفرضت "طالبان" خلال سبعة أشهر من الحكم منذ الصيف الماضي، مجموعة قيود على النساء، فتم استبعادهن من وظائف حكومية عدة، مع مراقبة لباسهن ومنعهن من مغادرة مدنهن بمفردهن.
واعتقل عناصر "طالبان" العديد من الناشطات اللاتي تظاهرن من أجل حقوق النساء.
كانت حميدة في العاشرة عندما أجبرت على ترك المدرسة، وهي قلقة حالياً على مستقبل ابنتها. وقالت بحزن، "ستتحطم أحلامها".

المزيد من دوليات