Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خيبة أمل أممية بعد قرار "طالبان" بإعادة غلق مدارس الفتيات

رجعت الطالبات إلى منازلهن باكيات بعدما فرحن برهة بالرجوع إلى مقاعد الدراسة

قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء إن قرار طالبان بخصوص وقف الدراسة الثانوية للفتيات يمثل "خيبة أمل عميقة ومدمرة جداً لأفغانستان".
وأضاف في بيان "الحرمان من التعليم ينتهك الحقوق المتساوية للنساء والفتيات في التعليم. أحث سلطات طالبان على فتح المدارس لجميع الطلاب من دون تأخير".

حركة طالبان كانت أصدرت قراراَ اليوم الأربعاء بإغلاق المدارس الثانوية للفتيات في أفغانستان، بعد ساعات من إعادة فتحها، مما أثار ارتباكاً وحسرة بين أوساط الأفغان عموماً والطالبات خصوصاً.
وصرح المتحدث باسم الحركة إنعام الله سمنكاني لوكالة الصحافة الفرنسية، "نعم هذا صحيح"، مؤكداً بذلك معلومات تفيد أن فتيات طُلب منهن العودة لمنازلهن.
وفيما لم يشرح سمنكاني الأسباب وراء ذلك القرار، قال المتحدث باسم وزارة التربية في أفغانستان عزيز أحمد ريان، "ليس مسموحاً لنا التعليق على هذا الموضوع".
بكاء الطالبات
وكان فريق وكالة الصحافة الفرنسية يصور صباح الأربعاء حصة دراسية بصف في مدرسة "زارغونا" الثانوية للبنات في العاصمة كابول، عندما دخل مدرس وأمر التلميذات بالعودة لمنازلهن.
وكانت الفتيات مبتهجات لعودتهن إلى المدرسة للمرة الأولى منذ سيطرة الحركة المتشددة على الحكم في أغسطس (آب) الماضي، إلا أنهن أغلقن كتبهن ووضبن أغراضهن وغادرن وهن يبكين.
وقالت بالواشا وهي مدرسة في ثانوية عمرة خان للبنات في كابول، "أرى تلميذاتي يبكين ويترددن في مغادرة الصفوف الدراسية". وأضافت، "من المؤلم جداً رؤية التلميذات يبكين".
ووصفت مبعوثة الأمم المتحدة ديبورا لاينز التقارير حول إغلاق المدارس بأنها "مقلقة".
وكتبت عبر تويتر، "إذا كان ذلك صحيحاً فما الذي قد يكون السبب؟".
وكانت "طالبان" عندما أعادت فرض سيطرتها على البلاد، أغلقت المدارس بسبب جائحة "كوفيد-19"، لكن لم يسمح إلا للفتيان والفتيات الصغيرات باستئناف الدراسة بعد شهرين.
وكان هناك مخاوف من قيام "طالبان" بإغلاق كل المؤسسات الرسمية المخصصة لتعليم الفتيات كما فعلت الحركة خلال حكمها الأول الذي استمر من العام 1996 وحتى العام 2001.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الاعتراف الدولي
وجعل المجتمع الدولي من حق التعليم للجميع نقطة أساساً في المفاوضات حول المساعدات والاعتراف بنظام "طالبان" الجديد، فيما عرضت دول ومنظمات عدة دفع رواتب الأساتذة.
وكانت وزارة التربية أعلنت الأربعاء استئناف التدريس للفتيات في ولايات عدة باستثناء قندهار (جنوب)، مهد حركة طالبان، حيث يفترض أن تعيد المدارس فتح أبوابها الشهر المقبل.
وأعادت العديد من المدارس فتح أبوابها في العاصمة وأماكن أخرى من بينها هرات وبنجشير، على الأقل مؤقتاً.
وقالت لطيفة همدارد، مديرة إحدى الثانويات في هرات، "نرى كل التلميذات اليوم سعيدات".
وأوضحت وزارة التعليم الأفغانية أن إعادة فتح المدارس كان دائماً هدفاً للحكومة، وأن "طالبان" لا تخضع لضغوط دولية.
وقال المتحدث باسم الوزارة عزيز أحمد ريان لوكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء 22 مارس، "نحن نقوم بذلك كجزء من مسؤوليتنا لتوفير التعليم والمرافق الأخرى لتلاميذنا".
فرض قيود
وشددت حركة طالبان على رغبتها في ضمان فصل مدارس الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 12 و19 سنة، وأن يكون النظام التعليمي موجهاً وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.
وفرضت "طالبان" عدداً كبيراً من القيود على النساء ومنعتهن من ممارسة العديد من الوظائف الحكومية ومن السفر خارج مدنهن بمفردهن.
كما أوقفت الحركة المتشددة ناشطات عدة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
وحتى لو أعيد فتح المدارس تماماً، فما زالت هناك حواجز تحول دون عودة الفتيات للتعليم مع تشكيك العديد من العائلات في "طالبان" وترددها في السماح لبناتها بالخروج.
من جانب آخر، لا يرى بعضهم فائدة في تعلم الفتيات، وأوضحت هيلا هيا (20 سنة) وهي شابة من قندهار قررت ترك المدرسة، أن "الفتيات اللواتي أنهين تعليمهن انتهى بهن المطاف جالسات في المنزل مع مستقبل غامض".
ومن الشائع أن يتغيب التلاميذ الأفغان عن المدرسة نتيجة الفقر أو الصراع، ويواصل بعضهم تلقي الدروس حتى أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينيات.
كما أثارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مسألة السبل القليلة المتاحة أمام الفتيات لتطبيق دراستهن.
وقالت الباحثة المساعدة في المنظمة سحر فترات، "لماذا تقدمون أنتم وعائلاتكم تضحيات من أجل الدراسة إذا لم يكن بإمكانكم الحصول على المهنة التي طالما حلمتم بها؟".

المزيد من دوليات