Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تعوض أميركا دول أوروبا عن غاز روسيا؟

دول الاتحاد تسعى لتقليل اعتمادها على الطاقة من موسكو بمقدار الثلث

أعلنت دول الاتحاد الأوروبي أنها تسعى لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة من روسيا بمقدار الثلث (رويترز)

في محاولة لمساعدة أوروبا على التخلي عن إمدادات الطاقة الروسية، التي تعتمد عليها بشدة، اتفقت الولايات المتحدة على إمداد دول الاتحاد بنحو 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الأميركي هذا العام. الاتفاق جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومن المقرر أن يخرج إلى العلن، اليوم الجمعة.

ورغم عدم التعليق من الجانب الأميركي، كما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن فون دير لاين قالت، إن الاتفاق هو "بشأن المزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك ليحل محل الغاز الطبيعي الروسي".

وكانت دول الاتحاد الأوروبي أعلنت أنها تسعى لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة من روسيا بمقدار الثلث بنهاية هذا العام 2022. وتستورد أوروبا ما تصل نسبته إلى 40 في المئة من احتياجاتها للغاز الطبيعي من روسيا عبر شركة "غازبروم" الحكومية الروسية. وتصل واردات أوروبا من الغاز الروسي إلى أكثر من 360 مليار متر مكعب.

عقبات تقنية وتعاقدية

وفي سياق الضغط على روسيا، بسبب الحرب في أوكرانيا، وتشديد الحصار الاقتصادي عليها، تستهدف دول الاتحاد الأوروبي استيراد ما يصل إلى 50 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال من مصادر أخرى هذا العام. وكانت الولايات المتحدة صدّرت ما يصل إلى 22 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في 2021.

وتتعرض أوروبا لضغط، خصوصاً من الولايات المتحدة، لتقليل اعتمادها على واردات الطاقة من روسيا.  لكن المستشار الألماني، أولاف شولتز، حذر من أن فرض حظر على واردات الطاقة الروسية يمكن أن يؤدي فوراً إلى ركود اقتصادي في أوروبا. ويقول المسؤولون الألمان، إن التخفيض التدريجي للاعتماد على الطاقة من روسيا سيكون له تأثير اقتصادي على موسكو، مثل العقوبات الاقتصادية بالضبط.

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي للتعاقد على شحنات غاز طبيعي مسال من الولايات المتحدة وقطر ومصر. لكن المحللين في السوق يرون أن السعة الإضافية في منافذ تفريغ ناقلات الغاز الطبيعي المسال لأوروبا هي في إسبانيا. ولا توجد شبكة خطوط أنابيب منها إلى دول شمال أوروبا جاهزة لنقل تلك الإمدادات.

كما يقول المسؤولون، الذين تحدثت إليهم "فايننشال تايمز"، إن كمية الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة إلى أوروبا ستعتمد في النهاية على التعاقدات التجارية. ويذكر أن صادرات أميركا من الغاز الطبيعي المسال في أغلبها تذهب عبر اتفاقيات توريد طويلة الأجل لدول أغلبها في قارة آسيا.

كما أن سعة الإنتاج الإضافية لدى قطر ومصر، وحتى بإضافة الجزائر، لن تسد ما يصل إلى ثلث احتياجات أوروبا من الغاز الطبيعي، التي تستوردها من روسيا. فلدى قطر سعة إنتاج إضافية في حدود 11 مليار متر مكعب، ولا تصل سعة الإنتاج الإضافية لدى مصر والجزائر حالياً إلى أكثر من 5 مليارات متر مكعب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هدف غير واقعي

ثم إن هناك أيضاً ارتفاعاً في سعر الغاز الطبيعي المسال بقدر كبير عن الغاز الطبيعي، الذي تضخه روسيا إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب. ويقول مايك ياروود، الباحث في جامعة أوكسفورد لدراسات الطاقة، إنه سيكون على أوروبا أن تغامر بدفع أسعار أعلى بكثير لتحقيق هدف خفض اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي.

وبحسب تقرير الصحيفة، يرى كثر من المحللين في أسواق الطاقة، أن الهدف الأوروبي بخفض الاعتماد على الطاقة من روسيا يبدو "غير واقعي". ويعددون الأسباب التقنية من حيث سعة منافذ التفريغ، وتوفر خطوط الأنابيب، التي تربط الدول الأوروبية، وأيضاً الالتزامات التعاقدية طويلة الأجل للدول المصدرة مع زبائنها الآسيويين وفي مناطق أخرى من العالم.

لكن الواضح أن أحد أهداف زيارة الرئيس الأميركي  لبروكسل، لحضور اجتماعات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاجتماع بالقادة الأوروبيين، هو حث دول أوروبا على التخلي عن مصادر الطاقة من روسيا لتضييق الخناق على موسكو أكثر.

موقف حرج

ووجدت أوروبا نفسها في وضع حرج، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء 23 مارس (آذار)، أنه قرر أن تكون مدفوعات تصدير الغاز الطبيعي والنفط لأوروبا بالعملة الروسية الروبل، وليس بالعملة الأوروبية الموحدة "اليورو" ولا الدولار.

ومن غير الواضح حتى الآن كيف ستتصرف دول أوروبا حيال هذا المطلب الروسي الذي يعد دعماً مباشراً للعملة الروسية، التي فقدت نحو ربع قيمتها منذ بدء الحرب في أوكرانيا نهاية الشهر الماضي.