Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"هي" الغائبة الحاضرة تتجلى في جماليات الخط والرسم

الرسامون ماضي وصايغ والرواس يرسلون تحية إلى المرأة في أحوالها كافة

لوحة تخطيطية مينيمالية للشاعر والفنان سمير الصايغ (الخدمة الإعلامية للمعرض)

يجمع معرض "هي" الذي يستضيفه غاليري صالح بركات في بيروت حتى السابع من مايو (أيار) المقبل، أعمالاً لثلاثة فنانين لبنانين بارزين، هم حسين ماضي ومحمد الرواس وسمير الصايغ. يجتمع هؤلاء الفنانون الثلاثة على اختلاف هوياتهم وأساليبهم ليرسلوا تحية إلى المرأة، كل فنان بحسب أسلوبه الخاص ووسيلته التعبيرية.

بين هذه الأعمال يطالعنا الفنان والشاعر سمير الصايغ بمعالجاته الخطية لكلمة أو ضمير الغائب "هي" في أشكال وأساليب مختلفة. تجسد هذه المعالجات التي يقدمها الصايغ في المعرض تجربته العميقة والإبداعية مع الخط العربي، هذه التجربة التي تتسم بالاختزال والتوليف بين صياغات خطية مختلفة.

ويعد سمير الصايغ واحداً من الرواد الكبار في فن الخط العربي، يجتمع في أعماله الولع بالكتابة والشعر وفن الرسم معاً، لتكون النتيجة في النهاية مزيجاً من روح هذه الوسائط مجتمعة. حرر الفنان فن الخط من القيود التي تفرضها المعاني، وراح ينهل من إمكاناته البصرية والشكلية، فجاءت أعماله أشبه بصياغات مجردة من اللون والخطوط، فهو يكتب هنا كلمة "هي" مجردة من أي سياق، ويختزل هيئتها في خطوط ومسارات مختلفة، فيكرر الكلمة ويعيد صوغها عشرات المرات، فلا تشعر بتشابه في ما بينها. يسعى الصايغ في أعماله الحروفية إلى اختلاق قواعد جديدة للكتابة من طريق توظيف الخط والفراغ في سياقات تتراوح بين الهندسي والعضوي.

سمير الصايغ من مواليد عام 1945، درس تاريخ الفن في المعهد العالي للفنون الجميلة في باريس، وله إصدارات وكتب عدة عن الفن العربي المعاصر والفن الإسلامي، وله أكثر من ديوان في الشعر العرفاني والصوفي، وعمل فترة أستاذاً محاضراً في الجامعة الأميركية في بيروت، ومارس النقد التشكيلي في السابق.

ومن الخط إلى الرسم الملون في أعمال الفنان حسين ماضي، وهو فنان يتقن فن الرسم إلى جانب النحت والطباعة، ولعل تأثير هذه التقنيات الثلاث يظهر جلياً في أعماله المشاركة في المعرض، فالمساحات اللونية تتخذ منحى طباعياً في نقائها وتفردها بعضها عن بعض، إذ يوظف الفنان هنا صورة المرأة كعنصر جمالي يتصدر اللوحة، وهو يقتنص حالات توحدها واختلائها بنفسها، لكنه في الوقت نفسه يؤنس وحدتها باختلاقه عالماً متعدد الطبقات من اللون والخطوط والمساحات المحيطة بها، ويمكننا أن نلمح هنا تأثيرات مشاهدات الفنان لأعمال هنري ماتيس وبابلو بيكاسو عبر صياغاته اللونية المفعمة بالجرأة والحيوية، مع إشارات بعيدة تشي بتأثره بمحيطه الحضاري البعيد مثل الفن المصري القديم والبابلي والأشوري والفينيقي.

في لوحاته يمعن ماضي في تأكيد ميله وولعه برسم الطبيعة الصامتة، كما يبدو في صياغاته لعناصر العمل، فهو يتعامل مع الجسد الأنثوي في أعماله وفقاً للمفهوم نفسه الذي يعالج به الطبيعة، مما يفسر أجواء الصمت والسكون المخيم على تلك الأعمال. ولد حسين ماضي العام 1938، ودرس الفن في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة في بيروت، وعمل لفترة كرسام كاريكاتير في الصحف في بغداد، ثم انتقل إلى إيطاليا للالتحاق بأكاديمية الفنون الجميلة في روما وعمل بالتدريس في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جانب مختلف من التناول البصري في هذا المعرض يطالعنا به الفنان محمد الرواس، والذي تتمتع أعماله بالثراء على مستوى التناول والخامة معاً، لا يتوقف الرواس عند حدود الأدوات والخامات التقليدية في صوغه لأعماله، بل يذهب بعيداً في معالجاته لها فيجمع بين الرسم والكولاج والطباعة، ويوظف كثير من الخامات المألوفة مثل الخيوط وقطع القماش أو غير المألوفة كالمعادن مثلاً، وكما يجمع الرواس بين الخامات، يمزج كذلك في أعماله بين أساليب عدة في اللوحة الواحدة.

وتتشابك في أعماله التواريخ والأزمنة، تبدو المرأة في أعمال الرواس كبحر مهول بلا نهاية يسعى هو إلى اكتشافه، فيستسلم تارة على شطآنه، أو نراه في أحيان أخرى متورطاً في مصارعة أمواجه العاتية. الفنان من مواليد عام 1951، درس الأدب في الجامعة الأميركية في بيروت، ودرس فن تصميم المطبوعات في جامعة سلاد للفنون الجميلة في لندن، ويعمل حالياً محاضراً في الجامعة الأميركية في بيروت.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة