Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتداد "الحرب الاقتصادية" على روسيا والأنظار تتجه إلى بروكسل

الروبل لقاء الشحنات إلى أوروبا والأخيرة تبحث سبل تخفيف الاعتماد على موسكو

مع اشتداد الحرب الروسية المستمرة منذ 28 يوماً على أوكرانيا وارتفاع أعداد الفارّين من المعارك إلى 3.6 مليون، قاصدين الدول المجاورة، لا تزال الإدانات والاستنكارات الغربية تتوالى وتعلو لغة "الحرب الاقتصادية". فقد قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان الأربعاء، إن واشنطن أعلنت رسمياً أن أفراداً من القوات المسلحة الروسية ارتكبوا جرائم حرب في أوكرانيا.

يأتي الإعلان الأميركي الرسمي بأن موسكو ارتكبت انتهاكات لقوانين الصراع بعد أن قال بلينكن والرئيس جو بايدن ونائب وزير الخارجية ويندي شيرمان إن رأيهم الشخصي هو أن جرائم حرب وقعت.

جرائم حرب

قال بلينكن: "تقييمنا يستند إلى مراجعة دقيقة للمعلومات المتاحة من مصادر عامة واستخباراتية"، وتابع: "كما هي الحال مع أي جريمة مزعومة، فإن أي محكمة ذات اختصاص قضائي على الجريمة هي المسؤولة في النهاية عن تحديد الذنب الجنائي في قضايا محددة. ستواصل حكومة الولايات المتحدة تتبّع تقارير جرائم الحرب وستتبادل المعلومات التي نجمعها مع الحلفاء والشركاء والمؤسسات والمنظمات الدولية، كلما اقتضت الحاجة. نحن ملتزمون متابعة المساءلة باستخدام كل أداة متاحة، بما في ذلك الملاحقات الجنائية".

وقد حطت طائرة "إير فورس وان" التي تقل الرئيس الأميركي جو بايدن في بروكسل بعيد الساعة 21:00 الأربعاء (20:00 ت غ)، في زيارة يسعى بايدن من خلالها إلى تمتين وحدة الموقف الغربي في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا، ويشارك الخميس في ثلاث قمم دولية لحلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الاوروبي قبل أن ينتقل إلى بولندا الجمعة والسبت.

كذلك أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الذي يرافق بايدن إلى أوروبا، الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستفرض مجموعة من العقوبات تشمل شخصيات سياسية ومتموّلين روساً، الخميس 24 مارس (آذار)، وذلك على وقع تواصل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال سوليفان للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية إن دول مجموعة السبع ستطلق "مبادرة" لضمان عدم التفاف موسكو على العقوبات، التي سبق أن فُرضت عليها إثر حربها ضد أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).

جاء ذلك، في حين يعتزم بايدن الإعلان عن عقوبات جديدة ضد روسيا الخميس، أثناء وجوده في بروكسل لعقد اجتماعات مع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحلفاء أوروبيين، وفقاً لما ذكره أحد كبار مساعدي بايدن للأمن القومي، الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الرئيس الأوكراني سيرغي نيكيفوروف إن فولوديمير زيلينسكي سيشارك افتراضياً في قمة لحلف شمال الأطلسي الخميس لمناقشة الحرب الروسية وقد يشارك في النقاش كاملاً، لكن لم يتم الانتهاء من التفاصيل حتى الآن.

واشنطن تحضر عقوبات

وكشف زيلينسكي الأربعاء أنه تحدث إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي أكد دعمه لأوكرانيا قبل قمم حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.

وكتب زيلينسكي على "تويتر"، "حصلت على تطمينات عشية اجتماعات الغد المهمة. وناقشنا التطورات والمساعدات الدفاعية لأوكرانيا".

بدوره، أفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني، بأن جونسون يعتزم استغلال اجتماع قادة الدول الصناعية السبع الكبرى وحلف شمال الأطلسي الخميس للعمل مع الشركاء من أجل "زيادة المساعدة الدفاعية الفتاكة لأوكرانيا بشكل كبير".

وأضاف المتحدث باسم مكتب جونسون "يتطلع القادة لتلبية مطالب أوكرانيا والتأكد من أن الرئيس (فولوديمير) زيلينسكي في أقوى وضع ممكن أثناء محادثات السلام الجارية".

كما أوردت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن تحضر عقوبات ضد غالبية أعضاء مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، مشيرة إلى أن بايدن يعتزم إعلان عقوبات ضد أكثر من 300 عضو في المجلس.

فقد بلغ مجمل العقوبات المفروضة على موسكو أكثر من 5530 عقوبة، بحسب ما أفادت وكالة "بلومبيرغ".

وخلال الأيام الماضية، فرضت سويسرا نحو 568 عقوبة، والاتحاد الأوروبي 518، كما أصدرت فرنسا 512 عقوبة، لتليها بريطانيا والولايات المتحدة بحوالى 243 عقوبة.

ولا تزال دول عدة تعلن بشكل يومي عقوبات جديدة على الروس، ما دفع الكرملين الأسبوع الماضي إلى الإقرار بأن تلك العقوبات قاسية ومؤلمة، إلا أنه أكد في الوقت عينه أن بلاده ستردّ وستتوصل إلى سبل لمعالجة تداعيات تلك "الحملة الغربية"، بحسب ما تصفها موسكو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعم عسكري

ولم تكتفِ دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالعقوبات الاقتصادية فقط، بل تدعم الجيش الأوكراني بالأسلحة والذخائر والوقود لمواجهة الجيش الروسي، وذلك إضافة إلى الدعم السياسي في المحافل والمنظمات الدولية.

أيضاً، قالت وكالة الأنباء السويدية، نقلاً عن وزير الدفاع السويدي، قوله إن بلاده ستزوّد أوكرانيا بخمسة آلاف قطعة سلاح إضافية مضادة للدبابات.

وسبق أن أرسلت السويد بالفعل خمسة آلاف قطعة سلاح مضادة للدبابات ومعدات عسكرية أخرى إلى أوكرانيا.

في المقابل، اتهم مندوب روسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أوكرانيا بمنع خروج المدنيين، وقال في جلسة لمجلس الأمن، الأربعاء، إن مشروع القرار الإنساني الروسي حول أوكرانيا يدعو لوقف النار.

إلى ذلك، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك في وقت سابق الأربعاء أنه تم التوصل إلى اتفاق لمحاولة إجلاء المدنيين المحاصرين في بلدات ومدن أوكرانية عبر 9 "ممرات إنسانية".

"خرق للعقود"

ورداً على العقوبات الغربية على بلاده، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن موسكو ستسعى إلى بيع الغاز إلى الدول "غير الصديقة" بالروبل، ما دفع أسعار الغاز الأوروبية لتقفز بفعل مخاوف من أن هذا التحرك سيفاقم أزمة الطاقة في أوروبا، التي تعتمد بشكل كبير على الإمدادات من هذا البلد.

 واعتبر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الأربعاء أن مطلب بوتين دفع ثمن إمدادات الغاز بالروبل خرقاً لعقود التسليم.

وأعلن هابيك أنه سيناقش مع الشركاء الأوروبيين رداً محتملاً على إعلان موسكو بشأن مدفوعات الغاز، التي جرت العادة على أن تُسدّد بالدولار الأميركي.

في المقابل، يتوقع أن تتفق الدول الأوروبية الـ27 الخميس على عقد صفقات مشتركة لشراء الغاز لتقليل اعتمادها على الإنتاج الروسي.

ديمتري ميدفيديف، نائب أمين عام مجلس الأمن الروسي وأحد أقرب حلفاء بوتين، قال بدوره الأربعاء، إن الولايات المتحدة تهدف إلى إذلال روسيا وتقسيمها ثم تدميرها في نهاية المطاف، متعهداً بألا تسمح موسكو بحدوث ذلك أبداً.

الرئيس الأميركي حذّر من جهته من أن احتمال شن روسيا هجوماً كيماوياً على أوكرانيا هو "تهديد حقيقي"، وكذلك فعل المستشار الألماني أولاف شولتز الذي حذر نظيره الرئيس الروسي في محادثات مباشرة من استخدام أسلحة بيولوجية أو كيماوية في أوكرانيا.

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش، إنه يتوقع انتهاء المرحلة النشطة من الهجوم الروسي بحلول أبريل (نيسان)، إذ إن التقدم الروسي توقف بالفعل في الكثير من المناطق. وأضاف أريستوفيتش في تصريحات للتلفزيون المحلي، أن روسيا فقدت بالفعل 40 في المئة من قواتها المهاجمة، وقلل من احتمال إقدام روسيا على شن حرب نووية.

إليكم تغطيتنا للتطورات الأوكرانية عندما حدثت.

المزيد من دوليات