Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كييف تعلن الاتفاق على فتح 9 ممرات إنسانية لا تشمل ماريوبول

زيلينسكي يصف المحادثات مع موسكو بالصعبة والكرملين يقول إن روسيا لن تستخدم السلاح النووي إلا في حال واجهت "خطراً وجودياً"

نائب رئيس بلدية ماريوبول يقول إن المدينة تحت حصار كامل ولم تتلق أي مساعدات إنسانية (أ ب)

أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك، أنه تم التوصل إلى اتفاق لمحاولة إجلاء المدنيين المحاصرين في بلدات ومدن أوكرانية عبر تسعة "ممرات إنسانية" اليوم الأربعاء.
وفي إشارة إلى عدم التوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنشاء ممر آمن من قلب مدينة ماريوبول، قالت فيريشتشوك، إن الراغبين في مغادرة تلك المدينة الساحلية المحاصرة سيجدون وسائل نقل في برديانسك المجاورة.
من جهة أخرى، أعلن حاكم منطقة لوغانسك الأوكرانية اليوم الأربعاء، الاتفاق على وقف إطلاق نار في المنطقة لإجلاء مدنيين من بعض البلدات، فيما قال مكتب المدعي العام في أوكرانيا، في رسالة على تطبيق "تليغرام"، إن الحرب في أوكرانيا راح ضحيتها 121 طفلاً حتى الآن، مضيفاً أن عدد الأطفال المصابين بلغ 167.
 وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير سيرغي لافروف سيلتقي رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير في موسكو غداً الخميس. وذكرت الخارجية في بيان إن "جدول أعمال الاجتماع يتضمن مناقشة المجالات الرئيسة لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ما يتعلق بالاستجابة الإنسانية".

أوضاع كارثية في ماريوبول

وفي اليوم السابع والعشرين من الحرب في أوكرانيا، تفاقمت محنة المدنيين في ماريوبول التي كان يقطنها 400 ألف نسمة. ويُعتقد أن مئات الآلاف محاصرون داخل المباني من دون طعام أو ماء أو كهرباء أو تدفئة.

وقال مسؤولون أوكرانيون، إن ضربات جوية روسية مكثفة أصابت مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، حيث اندلع قتال في الشوارع، الثلاثاء، غداة رفض المدينة طلب موسكو إعلانها الاستسلام. وقال مجلس المدينة، إن القصف أحال ماريوبول إلى "رماد".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن زعيم انفصالي قوله، إن القوات الروسية ووحدات الانفصاليين المدعومين من روسيا سيطرت على نصف المدينة تقريباً. وقال حاكم منطقة دونيتسك، بافلو كيريلينكو، إن القتال في الشوارع يدور هناك، وإن المدنيين وكذلك القوات الأوكرانية يتعرضون لنيران روسية.

وقال نائب رئيس بلدية المدينة سيرغي أورلوف لشبكة "سي أن أن"، إن المدينة تحت حصار كامل، ولم تتلق أي مساعدات إنسانية. وأضاف "المدينة تتعرض لقصف متواصل، الطائرات الروسية تُسقط عدداً يتراوح بين 50 و100 قنبلة يومياً... سقط كثيرون قتلى... ووقع كثير من جرائم الحرب المروعة".

محور الحرب

وباتت ماريوبول محور الحرب التي اندلعت في 24 فبراير (شباط). وتطل ماريوبول على بحر آزوف، وسيتيح الاستيلاء عليها لروسيا ربط المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لها في الشرق بشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.

ومع إخفاقها في الاستيلاء على العاصمة كييف أو أي مدينة رئيسة أخرى بهجوم سريع، تشن القوات الروسية حرب استنزاف حولت خلالها بعض المناطق الحضرية إلى أنقاض وأسقطت فيها عدداً كبيراً من المدنيين قتلى.

953 قتيلاً مدنياً 

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، الثلاثاء، إنه سجل 953 قتيلاً مدنياً و1557 جريحاً منذ بدء الهجوم. وينفي الكرملين استهداف المدنيين. وقال مسؤولون غربيون، إن القوات الروسية تعثرت في محيط كييف، لكنها تحرز بعض التقدم في الجنوب والشرق. وأضافوا أن الأوكرانيين يتصدون القوات الروسية في بعض الأماكن لكن لا يمكنهم دحرها.

لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال، إنه "لا أحد" كان يعتقد أبداً أن العملية في أوكرانيا ستستغرق يومين فقط، وإن الحملة لا تزال ماضية وفق الخطة المقررة، بحسبما ذكرت وكالة تاس للأنباء.

وأضاف لشبكة "سي أن أن"، أن الجيش الروسي يواصل سعيه إلى "القضاء على الإمكانات العسكرية الأوكرانية... وهو أحد الأهداف الرئيسة للعملية".

وقال، إنه للقيام بذلك، فإن القوات الروسية، "تضرب فقط أهدافاً وأجساماً عسكرية على أراضي أوكرانيا، وليس (أهدافاً) مدنية"، على الرغم من الاتهامات التي وثقتها منظمات غير حكومية ونقلتها عدة حكومات، لا سيما البريطانية والأميركية، بشن هجمات على المدنيين.

وتابع بيسكوف أن "احتلال" أوكرانيا ليس من بين أهداف الكرملين. ويعتقد خبراء عسكريون أن الجيش الروسي يعاني من مشكلات لوجيستية.

محادثات صعبة

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن محادثات السلام مع روسيا لإنهاء الحرب صعبة وتصادمية في بعض الأحيان. لكنه قال، "خطوة خطوة نحن نتحرك قدماً".

وعلى الرغم من إجراء المفاوضين الروس والأوكرانيين محادثات بانتظام، فإن الجانبين يقولان إن أي اتفاق لا يزال بعيد المنال.

وفي كلمة مصورة، قال زيلينسكي، "نواصل العمل على مختلف المستويات لتشجيع روسيا على التحرك نحو السلام... يشارك الممثلون الأوكرانيون في المحادثات التي تنعقد كل يوم تقريباً. إنها صعبة للغاية وأحياناً تصادمية... لكننا نمضي قدماً خطوة خطوة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما اتهم القوات الروسية التي هاجمت ماريوبول بإحباط محاولات إجلاء المدنيين من المدينة. وقال، "يوجد حتى اليوم نحو 100 ألف في المدينة في ظروف غير إنسانية، محاصرون تماماً من دون طعام أو ماء أو دواء، معرضون لقصف متواصل".

"الناتو" يدعو زيلينسكي لإلقاء كلمة

ودُعي الرئيس الأوكراني لمخاطبة قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يجتمعون، الخميس، في قمة استثنائية مكرسة للهجوم الروسي على أوكرانيا، بحسبما أفاد الناتو، الثلاثاء. وقال مسؤول في حلف الأطلسي، إن "الرئيس زيلينسكي مدعو لإلقاء كلمة في قمة الناتو عبر رابط الفيديو".

وأضاف، "ستكون فرصة لقادة دول الحلف للاستماع مباشرة من الرئيس زيلينسكي يتحدث عن الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب الأوكراني بسبب العدوان الروسي"، مضيفاً أن الحلفاء الذين يقدمون "كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأساسية" لأوكرانيا، سيدرسون ماذا يمكنهم أن يفعلوا "لتعزيز" دعمهم.

وأكد سيرغي نيكيفوروف المتحدث باسم زيلينسكي مشاركة الزعيم الأوكراني في القمة، قائلاً إنه سيسعى لطلب المساعدة لإنهاء الهجوم الروسي، وفق ما ذكرت وكالة "إنترفاكس"- أوكرانيا.

وأضاف، أن "هذا قد يكون بأشكال متعددة، سواء عبر فرض منطقة حظر جوي أو تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة أو طائرات حربية".

وقال المسؤول في حلف الأطلسي، إن "الحلفاء في الناتو يساعدون أوكرانيا على التمسك بحقها الأساسي في الدفاع عن النفس، مع تزويدها بكمية كبيرة من المعدات العسكرية الحيوية".

وأضاف، "خلال القمة، سوف يبحث الناتو مع أوكرانيا ما الذي بإمكانه القيام به بعد لتعزيز الدعم لها". وتتزامن قمة الحلف مع قمتي مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.

مزيد من العقوبات

وتستعد الدول الغربية لفرض مزيد من العقوبات على روسيا لإجبارها على إعادة النظر في أفعالها، كما أنها ستشدد الإجراءات الحالية، مما يزيد من عزلة روسيا عن التجارة والتمويل الدوليين.

ويشارك الرئيس الأميركي جو بايدن في محادثات مع زعماء غربيين آخرين، الخميس، في بروكسل حيث مقرا حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي. ويعتزم بايدن بعدها السفر إلى بولندا التي استقبلت نحو 2.1 مليون لاجئ من أوكرانيا المجاورة.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن بايدن سيعلن إجراءات لتقليل اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. ويعد هذا الغاز عقبة رئيسة أمام جهود الغرب لعزل موسكو اقتصادياً. وأضاف أن الزعماء سينسقون أيضاً المرحلة التالية من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

السلاح النووي

قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة، "سي أن أن"، الثلاثاء، إن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في سياق الحرب مع أوكرانيا إلا إذا واجهت "تهديداً وجودياً".

وأضاف، "لدينا مفهوم للأمن الداخلي، وهو علني. يمكنكم قراءة كل الأسباب التي تدفع إلى استخدام الأسلحة النووية. لذلك إذا كان هناك تهديد وجودي لبلدنا، فيمكن استخدامها وفقاً لمفهومنا".

وكانت كريستيان أمانبور مراسلة شبكة "سي أن أن" الدولية طلبت من المتحدث باسم الكرملين أن يوضح إذا كان "واثقاً" أو "مقتنعاً" بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي هو قريب جداً منه، لن يستخدم السلاح النووي في أوكرانيا.

وبعد أيام من بدء الحرب، وفيما واجه الجيش الروسي مقاومة غير متوقعة من القوات الأوكرانية، وضع الرئيس الروسي جميع مكونات قوة الردع النووي في حالة تأهب، مما أثار جملة من الاحتجاجات الدولية.

وتتعلق المخاوف بشكل خاص باحتمال استخدام موسكو أسلحة نووية صغيرة الحجم. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، الثلاثاء، "نحن نراقب هذا يومياً، وبأفضل ما نستطيع. لم نر شيئاً يقودنا إلى استنتاج أننا بحاجة إلى تغيير وضع الردع الاستراتيجي لدينا".

مسؤول أميركي: قوة روسيا القتالية تتراجع

قال مسؤول دفاعي أميركي كبير، الثلاثاء، إن القوة القتالية الروسية في أوكرانيا تراجعت إلى ما دون 90 في المئة من مستوياتها للمرة الأولى منذ بدء هجومها، مما يشير إلى تكبدها خسائر فادحة في الأسلحة والأرواح.

وقدرت الولايات المتحدة أن روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي حول أوكرانيا قبل الهجوم في 24 فبراير، إلى جانب ما يكفي من الطائرات والمدفعية والدبابات وغيرها من الأسلحة الأخرى لهجومها الشامل.

وقال المسؤول الأميركي للصحافيين طالباً عدم الكشف عن هويته، "للمرة الأولى ربما يكونون أقل قليلاً من 90 في المئة". ولم يقدم المسؤول أدلة.

ومع تزايد خسائر الصراع، حذرت الولايات المتحدة من أن روسيا قد تطلب المساعدة من الصين. ومع ذلك، قال البيت الأبيض، الثلاثاء، إنه لم ير أي دليل على تقديم الصين عتاداً عسكرياً لروسيا.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه لا توجد مؤشرات على أن روسيا توجه حتى الآن إمدادات إضافية إلى أوكرانيا. وقال، "لكننا ما زلنا نرى مؤشرات على أنهم يجرون هذه المناقشات، وأنهم يضعون هذه الخطط من حيث إعادة الإمداد، وكذلك التعزيزات".

المزيد من الأخبار