Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بطرس الأكبر... قيصر الحلم الأوروبي

أراد باني نهضة روسيا الحديثة جعل بلاده أوروبية بينما يحاول بوتين فرض رؤاه على القارة العجوز

لوحة  تمثل بطرس الأكبر يتقدم جيشه، بريشة فلاديمير فيالا،غاليري ترتياكوف، موسكو (غيتي)

هل هناك من مقاربة تاريخية ما بين بطرس الأكبر (1672-1725)، قيصر روسيا العظيم وباني نهضتها الحديثة، وفلاديمير بوتين، قيصر روسيا في القرن الحادي والعشرين؟

حين زار فلاديمير بوتين فرنسا عام 2017، وشارك في افتتاح معرض مكرس لزيارة القيصر الروسي الشهير إلى فرنسا قبل 300 عام كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقول "إن بطرس الأكبر قيصر طمح إلى جعل روسيا أوروبية، فيما بوتين يسعى لأن يجعل أوروبا روسية ويقدم نفسه كبديل مناسب عن الديمقراطية الغربية التي يتهمها بالعجز والانهيار".

بلغ الإعجاب ببطرس الأكبر من الكتاب الفرنسيين أن أحبوا اللغة الروسية في حينهم إلى درجة جعلتهم يكتبون بها، فيما كان الفلاسفة الفرنسيون يعشقون استبداد القياصرة الروس، على حد وصف الجريدة الفرنسية الشهيرة.

مثل بطرس الأكبر العظمة الروسية، والقدرة على انتشال بلاده من أسفل سلم المدنية والحضارة، ففي القرن السابع عشر كانت روسيا أكثر دول القارة الأوروبية تخلفاً، وفي حين كانت تنعم بقية القارة الأوروبية بنتائج النهضة الصناعية والفكرية، بدت روسيا حتى ذلك الوقت تتحكم فيها مفاهيم القرون الوسطى، يسودها الجهل الاجتماعي، المشبع بالخرافات، والتفكك القومي الناتج عن الوصول إلى العرش والسلطان بقوة السلاح، وانحلال مؤسسات الحكم السياسي.

على أن مسار روسيا سيتغير تالياً على يد رجل الإصلاح الأكبر، الذي سيقدر له أن يصل إلى كرسي الحكم في روسيا وهو في التاسعة من عمره.

هل كانت قصة بطرس الأكبر مساقاً أيديولوجياً، ورؤية استراتيجية، يمضي بوتين في إثرها لاستنهاض بلاده من مرحلة ما بعد الانهيار السوفياتي من جهة، وتفشي الأوليغارشية في زمن يلتسين من جهة ثانية؟

الحلم الأوروبي

وصل بطرس إلى عرش القيصرية عام 1682 وكان له من العمر تسع سنوات، تميز بالذكاء، وكان من المفروض أن يظل تحت وصاية والدته، ولكن إحدى أخواته استولت على هذه الوصاية، واحتفظت بها مدة سبع سنوات.

ولكي تتخلص منه أرسلته إلى أحد الأديرة القريبة من موسكو، التي كانت مخصصة للإقامة الإجبارية للأجانب، حيث كانت تضم السفراء والتجار والباحثين عن الوظائف في روسيا، كما كان يقيم فيها عدد من الألمان والهولنديين والاسكتلنديين.

انفتحت أفكار بطرس مبكراً على رحابة الفكر الأوروبي، وقد كان هذا أهم خبرة له في عمره هذا، فقد تعلم لغات أوروبية كالألمانية والهولندية، ومبادئ العلوم والحساب، واستكشف عن طريقهم بعض مظاهر الحضارة الغربية، الأمر الذي حرك فيه الرغبة في فرض هذه الحضارة على إمبراطوريته، التي كان أهلها يعيشون معيشة شبه آسيوية.

من بعيد أدرك بطرس أن التغيير الخلاق لا بد أن يبدأ من الداخل الروسي، وقبل أن تنفتح البلاد على الخارج، ولهذا فإن القول بأنه صانع نهضة روسيا الحديثة، هو قول صواب لا يدانيه شك، فقد أجرى إصلاحات كبيرة في حقول الاقتصاد والثقافة والشؤون العسكرية وتنظيم الدولة.

عرف الحاكم الشاب أن القوة العسكرية تردع الخارج وتضبط الداخل، ولهذا أقدم على إعداد جيش نظامي، لا سيما أنه وقع في غرام المناورات العسكرية بجوار موسكو براً وبحراً، ولم يأخذ نفسه باللين أو الشفقة، ولا حتى من حوله، إلى درجة أنه وذات مرة انفجرت قنبلة في وجهه فغطى دخانها وجهه، وجرحت شظاياها عدة ضباط، وحينما كان يقوم بمناورة بحرية في البحر الأبيض، هبت عليه ريح شديدة هاج منها البحر وماج، وكاد يخته يغرق بمن فيه، وقد نظروا الموت أمامهم، ما استدعى أن يتلو صلواته الأخيرة، غير أنه من حسن حظه وجد بين البحارة بحاراً ماهراً، استطاع إدارة الدفة وقاد اليخت إلى مكان آمن.

العملاق الرشيق

يصف المؤرخون الذين عاصروا بطرس بأنه كان عملاقاً من الناحيتين البدنية والعقلية، فقد تجاوز طوله المترين، ومع ذلك وعلى الرغم من ضخامته الجسمانية فإنه كان خفيف الحركة رشيق الخطى.

تميز كذلك بقدرته على العمل لأيام طوال ومن غير أن يصيبه الإرهاق، أو يضنيه التعب، إذ كانت تكفيه ساعات أربع من النوم ليعمل من بعدها 48 ساعة متصلة وبمنتهى اليقظة والدقة والنشاط.

يكتب الدكتور علي شعيب في مؤلفه العمدة "بطرس الأكبر قيصر روسي"، يقول "إنه لم يكن يطيق البقاء من دون عمل ويعيش حالة من الحركة الدائمة، يسافر عبر إمبراطوريته الواسعة الشاسعة، ويصدر الأوامر، ويقود وحدات الجيش أو إحدى السفن، ويخطط لبناء المدن الجديدة".

أضحى لروسيا في عهده جيش بصبغة ألمانية، وأسطول بخبرات هولندية، وقامت عليه إدارة بعقل سويدي، ما يعني أنه استجلب خبرات الناجحين من أوروبا المتقدمة لبلاده.

ولعل أكثر ما ميز بطرس المثابرة للوصول إلى أهدافه، مهما صادف من عقبات ومعوقات.

ذات مرة تحدث قائلاً إن "السويديين سيحاربوننا لفترة طويلة، ولكن مع استمرار هزيمتهم لنا سيعلموننا كيف ننتصر عليهم".

أطلقوا على بطرس لفظ "رجل المتناقضات"، ذلك أنه حين كان يبدو قاسياً، بل متوحشا، وقيل إنه قتل بعضاً من أفراد أسرته، عطفاً على عدد من رجال الدين، فإنه على الرغم من ذلك كله كان نظيف اليد، لا يتقاضى من خزانة الدولة سوى راتب نجار في أسطول بلاده، ثم حين رقي إلى رتبة نقيب رفع راتبه إلى تلك الدرجة.

والشاهد أنه إذا كانت الصور التاريخية تظهر بطرس في فخامة وأبهة غير مسبوقة، إلا أنه في واقع الأمر كان على النقيض من ذلك، إذ عرف عنه إهماله هندامه وملابسه، وإقامته حفلاته على حساب أصدقائه الأجانب، وفي بيوتهم.

وحين يسطر التاريخ سيرة ومسيرة بطرس الأكبر، يذكر أنه اعتبر نفسه خادم روسيا الأول، على الرغم من أنه كان يعد مالك كل الأراضي الروسية، وقد كان الجيش والأسطول اللذان أنشأهما وسيلتا الوصول إلى القوة والعظمة للقيصرية في زمنه.

روسيا الأوروبية

في مؤلفه الأخير والعميق المعنون "النظام العالمي... تأملات في طلائع الأمم ومسار التاريخ"، يحدثنا بطريرك السياسة الخارجية الأميركي هنري كيسنجر عن الانقلابات التي أحدثها بطرس الأكبر في تاريخ روسيا التي يصفها بأنها التحقت بركب منظومة الدول الأوروبية الحديثة بطريقة مختلفة عن أي مجتمع آخر.

في بدايات حكمه تدفقت "الأوكازات القيصرية" (الأوامر والفرمانات)، كانت روسيا ستعتمد أنماط سلوك وقصات شعر غربية، وهو من أجبر رجال البلاط على حلق لحاهم قسراً بعد أن جرت العادة على إطلاقها.

التمست روسيا خبرات تكنولوجية أجنبية، وبنت جيشاً وسلاحاً للبحرية على أحدث الطرز، ثبتت حدودها بحروب ضد جل الدول المجاورة، وعبرت إلى بحر البلطيق، كما أنشأت مدينة باسم القيصر ستكون عاصمة جديدة للبلاد، سان بطرسبرغ، التي أضحت نافذة روسيا على الغرب.

لم تخلُ سيرة بناء روسيا الحديثة من تمرد من جانب التقليديين، وقد سارع بطرس إلى سحقهم وأقدم، أقله وفقاً للسرديات التي وصلت إلى الغرب، على الاضطلاع شخصياً بمهمة تعذيب قادة الانتفاضة وقطع رؤوسهم.

تمخض إنجاز بطرس البارع عن قلب المجتمع الروسي، وقذف إمبراطوريته إلى الصف الأول بين القوى العظمى الغربية. غير أن سرعة الانقلاب المفاجئ، والعهدة هنا على كيسنجر، أبقت روسيا مبتلاة بهواجس أي محدث نعمة الوسواسية. في أي إمبراطورية أخرى لم تكن الحاكمة المطلقة قد أحست بضرورة تذكير رعاياها كتابة، كما فعلت خليفة بطرس كاترين بعد نصف قرن بأن "روسيا دولة أوروبية". ويتجلى هذا بوضوح من خلال تنفيذ إصلاحات روسية بلا استثناء من قبل حكام فرديين لا يعرفون معنى الرحمة على كتلة سكانية سهلة الانقياد راغبة في التغلب على ماضيها بدلاً من أن تكون مشحونة بطاقة الثقة بمستقبلها.

هل كانت روسيا بأنموذجها الحديث مدينة للقيصر بطرس الأعظم على الرغم مما أبدى من عنف دموي هو وخليفته لاحقاً؟

هذا ما يقره كيسنجر، وعنده أن رعية القيصر العملاق نفساً ورسماً وذريتها، مثلها مثل خلفائه من الإصلاحيين والثوريين، أقرت بفضله لأنه كان قد ساقهم، ولو بقسوة لا رحمة فيها، إلى إنجازات لم تكن قد أبدت إلا القليل من الاستعداد لالتماسها.

لاحقاً ستقول بعض استطلاعات الرأي الحديثة إن ستالين "هو الآخر فاز ببعض مثل هذا الاعتراف في التفكير الروسي المعاصر"، الأمر الذي يفتح الباب واسعاً، أمام تساؤل قائم وقادم: هل سيتم الاعتراف بدور مشابه لفلاديمير بوتين، وبخاصة عندما يهدأ هدير المدافع، وتصمت فوهات البنادق، وبنوع خاص عندما يتوارى بوتين وراء صفحات التاريخ؟

التوسع الخارجي

تركت الجغرافيا بصماتها دوماً على خارطة روسيا، والجغرافيا كما يقول بعض الفقهاء، هي ظل الله على الطبيعة، ولعل أزمة شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي أعادها بوتين إلى سيادة الدولة الروسية عام 2014، لم تكن سوى رجع صدى لا يتلكأ ولا يتأخر لفكرة التوسع الخارجي التي مضى في إثرها بطرس الأكبر قبل ثلاثة قرون.

قبل أن يقوم بطرس بزيارته الأولى لأوروبا، أراد أن يقوم بعمل ملحوظ في السياسة الخارجية، فقام في سنة 1695 بأولى المحاولات الخاصة بفتح باب الاتصال بأوروبا، ولم يكن بوسعه القيام بذلك إلا عن طريق الاستيلاء على أحد الموانئ، إما على بحر البلطيق وعلى حساب السويد، وإما على البحر الأسود وعلى حساب الأتراك.

فضل بطرس الأكبر أن تكون حربه الأولى ضد الأتراك، لا سيما أنهم كانوا الأكثر ضعفاً، كما كانوا مشغولين بالحرب ضد النمسا والبندقية.

أعلن بطرس الأكبر عام 1695 الحرب على الدولة العثمانية وكان هدفه منع اعتداءات تتار القرم والتوسع جنوباً عبر الاستيلاء على ميناء آزوف الواقع على مصب نهر الدون.

بدأ الهجوم عليه من البر ولكنه فشل في هذه المحاولة. ووجد بطرس أن الطرق العادية في الحصار عديمة الجدوى طالما كان خصمه يتلقى الإمدادات بطريق البحر. فعمل على بناء أسطول وتم ذلك بسرعة في فصل الشتاء. وفي العام التالي جدد محاولة الهجوم على آزوف بمعاونة بعض السفن لحصارها من البحر ونجح في الاستيلاء عليها، وكان لذلك صدى في أوروبا.

في هذه المواجهة الميدانية، شارك بطرس الأكبر بصفته أحد رجال المدفعية، وكان له من العمر ثلاثة وعشرون عاماً، وستظل هذه المعركة فخراً له في سيرته الحياتية، لا سيما أنه لم يطمع في أي رتبة عسكرية إلا بعد أن يصل إليها بجدارة، وستكون أكبر رتبة عسكرية يصل إليها في جيش بلاده هي رتبة كولونيل.

كانت نتيجة المعركة الاستيلاء على ميناء آزوف، ومن ثم تحرير كل سهول حوض نهر الدون.

ومع التدخل الروسي في آزوف، بدأ الأتراك يعانون، وفي اتفاقية (كارلوفيتز 1699) بين الأتراك وأوروبا، سوف يتم تمزيق الدولة العثمانية بدرجة خطيرة، وتحتفظ روسيا منذ ذلك الوقت بآزوف، وبذلك تضمن لها مكاناً على البحر الأسود.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السيطرة على الكنيسة

هل كان بطرس الأكبر طاغية دينياً؟ علامة الاستفهام المتقدمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً ولصيقاً بالإصلاح الكنسي الذي ميز حكم بطرس الأكبر، إذ يرى غالبية المؤرخين أن ذلك كان ضرورياً لطاغية مثله حتى يمارس طغيانه من دون معوق.

في زمن بطرس الأكبر كان البطريرك الروسي من حيث المركز والقوة والهيبة قريباً في مركزه من القيصر، لذلك ترك بطرس هذا المنصب خالياً من دون أن يعين بطريركاً جديداً، وظل الحال كذلك من عام 1700 حتى عام 1721.

في ذلك العام ألغى بطرس الأول وظيفة البطريركية، وأنشأ مكانها مجلساً متقدماً (سينودس مقدس) يتولى شؤون الكنيسة بإشراف البلاط التام. وهذا المجلس لم يتدخل في السياسة أو يمارس نفوذاً في ذلك المجال إلا بصورة باهتة. كذلك وضعت إدارة أملاك الكنيسة تحت إشراف الدولة التي أعاقت نمو الأديرة. وامتد التسامح ليشمل الطوائف غير الأرثوذكسية باستثناء اليهود. وهكذا تحولت الهيئة الدينية المكونة من ممثلي رجال الدين الكبار إلى جهاز بيروقراطي خاضع لإرادة القيصر.

ضيق بطرس الأكبر من حدود أملاك الكنيسة. كان يتصرف بتسلط بعقارات الكنائس والأديرة ووارداتها ويستخدمها لدى احتياجات الدولة. وأثارت كل هذه الإجراءات تذمر بعض رؤساء الكنيسة الذين قاوموها مقاومة عنيفة.

ولكي يخضع رجال الدين ذوي الرداءات السوداء للسلطة القيصرية بصورة أقوى، منع بطرس الأول ترهب الناس الذين يقل عمرهم عن الثلاثين وكذلك الفلاحين العاملين بالأرض (الأقنان).

أما الرهبان الهاربون، فقد أمر بتقييدهم بالسلاسل وتشغيلهم في الأديرة حتى الموت، وأوجب بطرس على جميع القساوسة بأن يقرأوا المواعظ والنصائح في الكنائس لتبصير الفلاحين وبأن يعلموا الأطفال الصلاة لكي يتربوا منذ نعومة أظفارهم على مخافة الله وإطاعة القيصر. ما جعل من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية سنداً أيديولوجياً للحكم المطلق الروسي.

القيصرية والأممية

هل بوتين هو قراءة في المعكوس لبطرس الأكبر، بمعنى أنه القيصر الذي يريد أن يطبع أوروبا بملامح ومعالم روسيا؟

الثابت أن الاتحاد السوفياتي عاش أسيراً للشعور القديم الموروث من روسيا القيصرية وهو الشعور بالعزلة والبعد عن المركز المشع للحضارة الأوروبية، وقد كان هذا المركز يتحرك طوال قرنين بين لندن وباريس، فيينا وإسطنبول، في حين بدت موسكو وكأنها الريف البعيد عن عواصم النور.

هنا يرى البعض أنه وحتى في عصور الازدهار الروسي، أي في عصر بطرس الأكبر وكاترين العظيمة، فإن ذلك الازدهار بدا محاولة لا بأس بها من البندر لتقليد المدينة.

غير أنه وفي حالة روسيا - بوتين، تبدو هناك رؤية لروسيا أممية جديدة، تنشط فيها جميع الأجهزة الحكومية والموالية للرئيس بوتين، العاملة في قطاعي الإعلام والسياسة لبث الروح الوطنية وتعظيم قيمة التقاليد الروسية.

أممية - بوتين تدعو إلى التمسك بالقيم الأخلاقية والتخلص من جميع السلبيات التي جلبها الشعور بالهزيمة في الحرب الباردة التي نشبت بين روسيا والغرب.

وعلى العكس من تقليص بطرس الأكبر سلطة الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، يجري الآن تنفيذ هذه الخطة برعاية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، باعتبارها المظلة التي يجري في ظلها بناء هذه الأيديولوجية الجديدة، وهي المظلة التي يعود إليها الفضل في المحافظة على "وحدة الشعوب السلافية ونقاء الدين المسيحي".

بوتين يسعى لأن تكون موسكو "مركزاً للقيم"، ومقراً لتنظيم أممي يبشر بأفكار يمينية وقومية، ويدعو حكومات العالم إلى تأكيد التزامها حماية التراث الثقافي والأخلاقي لشعوبها وأساليب حياتها والمحافظة على أنماط تدينها.

بمعنى آخر يقيم تنظيماً أممياً فيه تتجمع التيارات اليمينية والمحافظة التي تدعو إلى الحد من ظاهرة انفراط المجتمعات وتحللها أخلاقياً تحت عناوين التعددية الثقافية والتحرر الاجتماعي والمساواة الكاملة.

يمكن أن يكون بوتين حاملاً لوجه من أوجه بطرس الأكبر، غير أن القول بأنه مثله الأعلى أمر يحتاج إلى إعادة قراءة تاريخية مرة أخرى.

المزيد من تقارير