Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تغادر وجهات مستثمري الأسواق الناشئة

محللون يطرحون تايوان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والمكسيك والفيليبين

تسببت العقوبات الغربية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية على روسيا في تقويض جاذبية السوق الروسية (رويترز)

لسنوات عديدة، كانت الأسواق الناشئة الأكثر شعبية في العالم تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، ولكن بالنظر إلى أن روسيا لم تعد سوقاً يمكن للغربيين الوصول إليها بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، فقد يكون الوقت قد حان لكي يتوقف المستثمرون عن جمع كل الأسواق الناشئة معاً.

وقد تسببت العقوبات الغربية التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية على روسيا في تقويض جاذبية السوق الروسية، بخاصة مع انهيار أسواق الأسهم ولجوء الحكومة إلى إغلاقها لوقف موجة نزيف الشركات المدرجة، كما تسببت العقوبات في انهيار قياسي للروبل وسط مخاوف من تخلف الحكومة الروسية عن سداد الديون، ما يضع المستثمرين وبخاصة الأجانب في موقف صعب.

أيضاً، فإن الحديث الروسي عن إمكانية اللجوء إلى مصادرة وتأميم أصول الشركات الأجنبية التي أعلنت انسحابها من السوق المحلية، جاء ليزيد من موجة عدم الثقة في السوق الروسية، وأصبحت أموال الشركات الأجنبية أكثر عرضة لمخاطر جديدة، في ظل هذا التوجه الروسي الذي من المتوقع أن يحدث في المدى القريب مع زيادة تداعيات العقوبات التي من المؤكد أن تنال من الناتج المحلي الإجمالي الروسي وتضغط بشدة على معدلات النمو، وكل ذلك يقوض ثقة المستثمرين الأجانب.

كيف غيرت الحرب ثقافة المستثمرين؟

يقول إريك فينوغراد، كبير الاقتصاديين في "ألاينس بيرنشتاين"، "كان يوم البريكس تحت أشعة الشمس، وقد تلاشى ذلك"، فقد قام العديد من مزودي المؤشرات الرئيسين في الولايات المتحدة بإزالة الأسهم الروسية من المؤشرات بسعر "صفر" أو "صفر فعلياً"، كما تم إيقاف تداول أسهم العديد من الشركات الروسية الرائدة المدرجة في الولايات المتحدة، مثل محرك البحث "ياندكس" و"أم تي أس تيليكوم"، كما أغلقت بورصة موسكو أبوابها منذ 25 فبراير (شباط) بعد يوم من الحرب.

وقال فينوغراد إن "فكرة إزالة دولة كبيرة مثل روسيا من المؤشرات هي صفقة كبيرة". ويبدو من المحتمل ألا يتم إدراج روسيا في أكبر صناديق الأسواق الناشئة في أي وقت قريب، حتى بالنسبة إلى أولئك الغربيين الذين ما زالوا على استعداد للاستثمار في الأصول الروسية، فليس من الواضح ما الذي سيحدث بعد ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفق شبكة "سي أن أن"، يقول ميخال كامبوس، رئيس الاستثمار في "بترمنت"، "يسأل بعض المستثمرين عن التعامل مع روسيا في صناديق الأسواق الناشئة... مع بدء المؤشرات في استبعاد روسيا، لا تزال لعبة الانتظار والترقب"، وقال فينوغراد، إنه بالنسبة إلى المستثمرين الذين يتطلعون إلى الانفتاح على الأسواق الناشئة، يجب النظر إلى كل دولة على حدة. وأضاف، "اسم اللعبة سيكون تمايزاً، لا تستثمر في الأسواق الناشئة على أساس اختصار، من الغريب دائماً أن نقول إن الأرجنتين وكوريا الجنوبية هما الشيء نفسه، على سبيل المثال، إنهما ليستا كذلك".

خسائر صعبة تكبدها المستثمرون

يرى راهول سين شارما، الشريك الإداري مع "ياندكس"، المزود العالمي للمؤشر، أن إغلاق سوق الأسهم الروسية قد حول بشكل أساسي مجموعة "البريكس" إلى مؤشرات سلبية، وقد يكون ذلك تغييراً دائماً بخاصة في ظل استمرار العقوبات الغربية على روسيا واستمرار تداعياتها لفترة كبيرة من الوقت.

وأضاف، "هل سيقبل المستثمرون روسيا مرة أخرى، إذا لم تكن هناك سيولة، فهذه نقطة خلافية، ولكن من الصعب تصديق أن الناس سوف يندفعون إلى روسيا في أي وقت قريب، لأن الخسائر التي تكبدها المستثمرون كانت صعبة خلال الفترة الماضية، والمستثمر لا يحب المغامرة في ظل عمل الآلات العسكرية"، وأشار إلى أن بعض المستثمرين قد يبدأون في النظر إلى الأسواق الناشئة الأخرى لتحل محل روسيا، مثل تايوان وكوريا الجنوبية ليتم تغيير وجهات المستثمرين الأجانب وبخاصة الغربيين في الأسواق الناشئة، ولفت إلى أن "بولندا وتركيا والمكسيك مثيرة للاهتمام، وكذلك الفيليبين وإندونيسيا، يمكنك تسمية المكسيك وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وتركيا بأسواق الضباب، الناس يحبون اختصاراتهم".

وبطبيعة الحال، فإن أي سوق ناشئة في أوروبا، مثل بولندا، هي بطبيعتها محفوفة بالمخاطر بسبب قربها الجغرافي من روسيا وأوكرانيا، لذلك قد يكون من الصعب بيع دول وسط وشرق أوروبا الأخرى للمستثمرين الغربيين.

الشركات الفردية

في الوقت نفسه، يجادل خبراء آخرون بأن المستثمرين يتجهون أكثر إلى الشركات الفردية في الأسواق الناشئة وبدرجة أقل في البلدان نفسها، ويقول كالي كوكس، محلل الاستثمار الأميركي في "إيترو"، "المستثمر النموذجي ينظر إلى الأسواق الناشئة على أنها فئة من الأسهم، إنها جزء من محفظة، مشهد الأسواق الناشئة يتغير منذ فترة"، مشيراً إلى أن العديد من المستثمرين كانوا متشككين في روسيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم عام 2014، ومنذ ذلك الوقت، كان هناك المزيد من القلق لدى المستثمرين بشأن الاستثمار في السوق الروسية".