تختتم اليوم الأربعاء مباريات إياب دور الـ 16 ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بمواجهتين مهمتين، أولهما تجمع ليل الفرنسي بضيفه تشيلسي الإنجليزي، بعد فوز النادي اللندني بهدفين دون رد ذهاباً، وفي المباراة الثانية يحل فياريال الإسباني ضيفاً على يوفنتوس الإيطالي بعد تعادلهما (1-1) في الذهاب.
وحسم أمس الثلاثاء نادي أتلتيكو مدريد الإسباني تأهله إلى الدور ربع النهائي بعد إقصاء منافسه العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد، بالفوز عليه بهدف البرازيلي رينان لودي بضربة رأس في الدقيقة الـ 41 في إستاد "أولد ترافورد" بعد التعادل (1-1) ذهاباً.
ولم تتوقف مصائب مانشستر يونايتد عند حد فقدان أمل المنافسة على آخر بطولة ممكنة في الموسم الحالي، لكن من المرجح أن يتعرض لعقوبة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بسبب شغب جماهيره التي قذفت بعض الزجاجات البلاستيكية على الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني للفريق المنافس.
وأعرب الألماني رالف رانغنيك المدير الفني المؤقت لمانشستر يونايتد، عن غضبه تجاه أساليب إهدار الوقت التي اتبعها أتلتيكو مدريد، وقال "كان الأمر صعباً في الشوط الثاني وتوقفت المباراة كثيراً بسبب السقوط المستمر للاعبيهم".
وأضاف، "يمكنني القول أيضاً إنه كانت هناك بعض القرارات التحكيمية المثيرة للفضول، لا أقول إنها كانت حاسمة، لكن على الأقل لم ينتبه الحكم إلى الأساليب العديدة في إهدار الوقت، وكانت مزحة بالنسبة إلي أن يحتسب في النهاية أربع دقائق فقط كوقت ضائع".
وانضم الإسباني ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد إلى مدربه في موجة الغضب بعد الهزيمة والإقصاء، مشيراً إلى أن صيام ناديه عن الألقاب دام طويلاً جداً، ويحتاج إلى جهود جماعية كبيرة لإنهاء ذلك.
وقال دي خيا الذي قاد فريقه لآخر لقب في 2017 وكان ببطولة الدوري الأوروبي، "بكل تأكيد هذا ليس جيداً بما يكفي، لقد مرت سنوات عدة من دون ألقاب ومن دون التنافس على الألقاب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "نحتاج إلى التحلي بالوضوح ونحن نريد أن نفوز بأشياء جيدة وننافس على الألقاب، لا نريد فقط التنافس على الوجود بالمربع الذهبي والخروج من دوري الأبطال من دور الثمانية".
وتابع، "لذا نحتاج إلى مزيد من كل شخص لأن هذا النادي أكبر كثيراً مما يحدث الآن، نحن بعيدون من مراكز المنافسة في الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، لذا نحتاج إلى مزيد من الجميع".
ويحتل يونايتد المركز الخامس في الدوري برصيد 50 نقطة من 29 مباراة، ويواجه مهمة صعبة لإنهاء الموسم في المربع الذهبي والتأهل إلى دوري الأبطال في الموسم المقبل.
وفي الجهة المقابلة، أشاد سيميوني بفريقه الفائز، وقال إن "هذا الفريق يقفز نحو حوض السباحة سواء كان بداخله ماء أم لا، وعندما يعمل الفريق بمثل هذا الشكل الجماعي فهذا يثير مشاعري، لعبنا بتنافسية ومنحنا الهدف الأفضلية، وفي الشوط الثاني لعبنا بشكل جماعي رائع وقدمنا أحد أفضل مستوياتنا في الموسم، وهو ما يجعلني أشعر بالسعادة".
وفي ثاني مباريات أمس، سجل المهاجم داروين نونيز هدفاً في الدقيقة الـ 77، ليفوز بنفيكا خارج قواعده على أياكس الهولندي ويبلغ الدور ربع النهائي.
وقال نونيز "بكل تأكيد أنا سعيد جداً، كانت مباراة صعبة للغاية، وكنا نعرف أنه ينبغي علينا جميعاً أن نركض سواء كان ذلك خلال الدفاع أم الهجوم".
وقابلت فرحة نونيز حسرة من دوشان تاديتش قائد أياكس، الذي قال "لقد منعنا كل محاولات المنافس لشن هجمات مرتدة، ثم خسرنا من ركلة حرة، لم نكن نستحق الخسارة، لقد كنا الفريق الأفضل، لكن في أوروبا يرتبط الأمر بالركلات الثابتة والهجمات المرتدة، وبعد ذلك يمكن أن تأتي لحظة واحدة قاتلة".
ويحل تشيلسي، حامل لقب البطولة، ضيفاً على ليل الفرنسي في إستاد "بيار موروا"، بحثاً عن فرحة تنسيه لحظاته الصعبة في ظل العقوبة التي تلقاها مالكه الروسي رومان أبراموفيتش، مما وضع النادي اللندني تحت سلطة رخصة استثنائية صارمة.
لكن جوسلين جورفينيك مدرب ليل يرى أن تشيلسي لم يتأثر بالقيود والعقوبات المفروضة على مالكه لأنه يفوز بالمباريات بانتظام.
وقال جورفينيك، "في وجود هذه المشكلات لأكثر من ثلاثة أسابيع بقليل، استمر تشيلسي في الفوز بمبارياته، في إنجلترا يحافظ على قوته، حتى يوم الأحد ضد نيوكاسل سجل في الدقيقة 90 أو 91 ليفوز بالمباراة، لذلك لا يبدو أنه تأثر بذلك".
ويفتقد ليل ريناتو سانشيز بعد تعرض لاعب الوسط البرتغالي (24 عاماً) لإصابة عضلية ستبعده ثلاثة أسابيع.
وفي المباراة الثانية التي يستضيف خلالها إستاد "أليانز ستاديوم" مواجهة صاحب الأرض يوفنتوس وضيفه فياريال، قال ماسيميليانو أليغري مدرب يوفنتوس إن المهاجم باولو ديبالا جاهز للمواجهة، لكن المدافع ليوناردو بونوتشي لا يزال مصاباً.
وسيعود ديبالا، الذي لم يلعب منذ منتصف الشهر الماضي بسبب إصابة في الفخذ، بينما يعاني المدافع جيورجيو كيليني من إصابة في ربلة الساق، والجناح فيدريكو برنارديسكي من إصابة في الفخذ، لكن من المتوقع مشاركتهما عقب تعافيهما.
ولم يتأهل يوفنتوس إلى دور الثمانية في دوري الأبطال خلال آخر موسمين، وحث أليغري لاعبيه على التعامل مع مواجهة فياريال كأنها مباراة نهائية.
وفي المعسكر الآخر، ذكر أوناي إيمري مدرب فياريال فريقه بإنجازاته في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وقال "لا نريد أن يصبح فياريال شيئاً عابراً في دوري الأبطال، نريد أن نبقى هنا، الفوز على فريق مثل يوفنتوس يعني فرصة البقاء في المنافسة على الصعيد الأوروبي".
ويملك مدرب أرسنال وباريس سان جيرمان السابق ذكريات جيدة في تورينو، إذ قاد إشبيلية إلى لقبه الثالث في الدوري الأوروبي بالفوز (4-2) في ركلات الترجيح على بنفيكا في 2014.
ويتوقع إيمري مباراة مختلفة تماماً عن لقاء الذهاب في إسبانيا. وأضاف، "يوفنتوس اعتاد التعايش مع ضرورة الفوز، لهذا هو أكبر فريق في إيطاليا. يملك يوفنتوس دفاعاً قوياً وكذلك مهاجمين مميزين مثل ألفارو موراتا ودوشان فلاهوفيتش، لذلك سيكون من المهم لنا الاستحواذ على الكرة في أقدامنا لدفعهم نحو الرد بشراسة أكبر".
