Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السياحة الداخلية في تونس المنقذ في وقت الأزمات

تعاني المؤسسات الفندقية مصاعب زادتها أزمة كورونا ووضع خلية أزمة لمتابعة تأثير الحرب الروسية - الأوكرانية

دعوات إلى ضرورة هيكلة قطاع السياحة الداخلية في تونس (رويترز)

بهدف استعادة النشاط السياحي لما بعد فيروس كورونا، وجدت وزارة السياحة التونسية ضالّتها في المزيد من تدعيم وتطوير السياحة الداخلية التي عرفت أرقاماً قياسية خلال الموسم الماضي، وبهذا الارتفاع أصبح سياح الداخل أهم أسس هذا القطاع الحيوي في البلاد بعد تقلص عدد السياح الأجانب الذين يرتبط قدومهم بعدة ظروف داخلية تهم البلاد أو أخرى عالمية على غرار كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية.

وفي تصريح خاص أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية، محمد المعز بلحسن، أن الوزارة تطمح للمحافظة على نسبة 50 في المئة من حصة السياحة الداخلية التي شهدت طفرتها الموسم الماضي بنسبة 57 في المئة من عدد الليالي المقضية. 

وشدد الوزير على هامش المنتدى الوطني للسياحة في تونس على ضرورة هيكلة قطاع السياحة الداخلية للمحافظة على هذه النسبة وتدعيمها.

مجهود إضافي 

وبخصوص تأثير الحرب الروسية - الأوكرانية على السياحة التونسية، أكد وزير السياحة أنهم قاموا بوضع خلية أزمة لمتابعة التطورات الحاصلة للحد من تأثير هذه الأزمة، مفيداً بأن عدد السياح الروس وصل إلى 600 ألف سائح الموسم الماضي مقابل 30 ألف سائح أوكراني، وأن هذه السوق تعد واعدة بالنسبة لتونس لولا وقوع الحرب، مضيفاً أنه حتى الآن لا توجد حجوزات من هذين البلدين. 

وبحسب وسائل إعلام روسية فإن اتحاد السياحة الروسي "روس توريزم" أفاد بأن سلطات تونس أكدت أنها في انتظار السياح من روسيا هذا العام.

وتحدثت رئيسة وكالة السياحة الروسية زارينا دوغوزوفا مع وزير السياحة في تونس، والذي شدد على أن السلطات التونسية لا تخطط لفرض أي قيود على روسيا، وأعرب عن اهتمامه بزيادة التدفق السياحي الروسي، وفقاً لوسائل إعلام روسية.

من جهتها، قالت رئيسة جامعة النزل درة بن ميلاد، "إذا كانت السياحة من أهم روافد التنمية ببلادنا، فإن السياحة الداخلية هي أحد الأركان الأساسية للقطاع السياحي"، مضيفة، "الحقيقة أن تطوير الخدمات المُسداة للسياح التونسيين ليست مسؤولية أصحاب الفنادق فقط، بل إنها مهمة كافة الأطراف الاجتماعية أيضاً لذلك كافة البلديات مدعوة إلى بذل مجهود إضافي على مستوى تثمين مخزونها الطبيعي والثقافي ومواقعها الأثرية وتوفير مختلف الخدمات التي تحتاج إليها العائلات التونسية قصد تشجيعها على التنقل والسياحة الداخلية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت، "الجميع يعلم ما تمر به المؤسسات الفندقية منذ سنوات من مصاعب زادتها أزمة كورونا عمقاً، إذ يعاني عدد كبير من الفنادق نقصاً في السيولة وانعدام المداخيل مقابل مواصلة تأمينها أجور عمّالها وتوفير التزاماتها مع البنوك ومع الدولة على الرغم من غلق أبوابها، وذلك إيماناً منهم بدورها الاقتصادي والاجتماعي".

أوقات الأزمات 

من جانبه، قال ممثل وكالات السفر، جاير عطوش، إن انتعاش السياحة الداخلية مهم في تحقيق المعادلات والتوازنات التي نسعى لها. وأضاف، "اكتشفنا أن السياحة الداخلية مهمة في خلق التوازنات على مستوى العرض والطلب"، مؤكداً، "السياحة الداخلية هي المنقذ الوحيد في أوقات الأزمات". 

ويرى بن عطوش أن التونسي إجمالاً لا يعرف بلاده جيداً كما يعرف بعض الدول التي يسافر إليها لقضاء العُطل. ودعا إلى زرع ثقافة التعرف على تونس منذ سنوات الدراسة، مشيراً إلى أهمية أن "يكون للمدرسة الدور في النشاط السياحي من خلال أكثر من مليوني طالب في البلاد لاكتشاف عمق تونس وتكريس الانتماء للبلاد". 
 
من جانب آخر، يقول رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك عمار بن ضية، إن الترفيه والسياحة يمثلان حقاً من حقوق المواطن التونسي، ويجب تدعيم السياحة الداخلية وجعلها في متناول المستهلك التونسي الذي يطمح إلى معرفة بلاده.

ويعتمد اقتصاد تونس على القطاع السياحي بشكل كبير، لكن هذا النشاط الاقتصادي غير مستقر، وهو رهين الظروف السياسية والاقتصادية الداخلية والدولية. 

وشهدت السياحة في تونس أزمات كبيرة بعد الثورة، وعرفت أحلك أوقاتها خلال الضربات الإرهابية التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة، كما شهد القطاع تدهوراً مع انتشار فيروس كورونا مع غلق الحدود العالمية، إلا أن السياحة الداخلية التي عرفت ذروتها السنة الماضية أنقذت الوحدات الفندقية التي عرفت خسائر كبيرة، مما جعل المسؤولين على هذا القطاع يفكرون في دعم هذا التوجه ووضع استراتيجية شاملة لجلب سياح الداخل لتجنب الظروف الدولية الطارئة.

اقرأ المزيد