مصر تخطو نحو العدالة الثقافية بمهرجان أبيدوس

بعد أيام قلائل من تنظيم مهرجان دندرة الثقافي بمحافظة قنا (جنوب مصر)، وبهدف تحقيق العدالة الفنية للأقاليم النائية، افتتحت وزارة الثقافة المصرية، الدورة الأولى من مهرجان أبيدوس للموسيقى والغناء بمحافظة سوهاج (جنوب مصر)، الذي تنظمه دار الأوبرا المصرية بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار.

وتستمر فعاليات المهرجان ثلاثة أيام، يُحييها مجموعة من الفنانين، منهم هشام عباس، وعلي الحجار، ومدحت صالح، بحضور أكثر من ألفي مواطن من أبناء مدن محافظة سوهاج.

تمكين التنمية الثقافية

من جانبها، قررت وزارة الثقافة أن يصبح مهرجان أبيدوس سنوياً، وقالت الوزيرة إيناس عبد الدايم، في تصريحات صحافية، إن الحفل جاء ليؤكد اهتمام الدولة بالقوة الناعمة كأحد مسارات التنمية في بناء الإنسان، بهدف تحقيق العدالة الثقافية للأقاليم النائية، مؤكدة أن الجمهور في صعيد مصر لديه الوعي الفني الكافي لإنجاح هذه المهرجانات.

وقبل أيام قليلة، شهد مهرجان دندرة للموسيقى والغناء بقنا حضور أكثر من 20 ألف مشاهد.

وأشارت عبد الدايم إلى أن نقل الأنشطة المتنوعة إلى المواقع الأثرية والسياحية يعمل على مزج الإبداع المعاصر بعبقرية التاريخ، ويؤكد استمرار التميز المصري عبر العصور، كما يبرز الطابع الحضاري للمجتمع الذي يتصف بالثراء والأصالة.

من جانبه، قال محافظ سوهاج، اللواء طارق الفقي، إن المهرجان نموذج لتضافر جهود مؤسسات الدولة للاهتمام بأبناء الصعيد، ومواجهة الأفكار المتطرفة والارتقاء بالذوق العام عبر تقديم نماذج فنية هادفة وجادة تحافظ على الأمن الثقافي المصري.

مكسب ثقافي

واستهلت فعاليات الحفل بعروض فلكلورية لفرقة سوهاج للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. وقال محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة الأسبق، لـ"اندبندنت عربية"، إن تنظيم الفعاليات الفنية الكبرى بمحافظات الصعيد بمشاركة كبار النجوم والمطربين "يُعد مكسباً ثقافياً جديداً لهذا الإقليم المهمش المحروم من النوافذ الترفيهية"، موضحاً، "أغلب محافظات صعيد مصر تخلو من دور السينما والمسرح، مما يخلق مساحة لأصحاب الفكر المتشدد للسيطرة على بعض العقول غير المستنيرة خلال السنوات الماضية، لكن بتمكين الفن والثقافة بالمجتمع سينقرض التطرف من هذه الأرض الأصيلة".

وطالب محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، بأن يأخذ مهرجانا أبيدوس ودندرة صبغة دولية من أجل تعزيز الترويج السياحي لهذه المناطق التي تحمل جميع المقومات السياحية والأثرية التي تؤهلها لتنظيم فعاليات دولية، إلا أنها تحتاج إلى استثمارات سياحية كفنادق ومنتجعات، بحيث يجري إدراجها على كل البرامج السياحية.