Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أور العراقية قبلة سياحية بعد عام على زيارة البابا

وافقت الحكومة على خطط لتأهيل التصميم الأساسي للمنطقة الأثرية وإقامة مدينة سياحية فيها

مجموعة من السياح خلال زيارتهم مدينة أور التاريخية (مفتشية آثار وتراث ذي قار)

بعد عام من زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق وخصوصاً مدينة أور التاريخية في محافظة ذي قار، سجلت مديرية الآثار التابعة للمحافظة ارتفاعاً هو الأول من نوعه منذ عقود، لسياح قادمين من داخل وخارج البلاد بشكل ملفت للأنظار يبين مدى الاهتمام المتصاعد بالمدينة محلياً وعالمياً.
وشهدت المدينة التي تقع في محافظة ذي قار جنوب العراق احتفالات في 6 مارس (آذار) الحالي، بـ"يوم التسامح والتعايش" الذي يصادف في الذكرى السنوية الأولى لزيارة البابا فرنسيس إلى المدينة والعراق عموماً، بحضور شخصيات دبلوماسية وحكومية ودينية.
وتعتبر مدينة أور موقعاً أثرياً لمدينة سومرية تقع في تل المقير جنوب العراق، وكانت عاصمة للدولة السومرية في عام 2100 قبل الميلاد. وتقع حالياً على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) وعلى بعد 100 كيلومتر شمال البصرة، وتعد واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. وأسهمت زيارة البابا إلى مدينة أور في دفع السلطات العراقية إلى تعبيد الطريق الواصل إليها وإنارتها لأول مرة منذ اكتشاف المدينة الأثرية التي تضم المقبرة الملكية وبيت النبي إبراهيم ومقبرة الملك شولكي ومعبد دب لال ماخ.

تأهيل المدينة

ووافقت الحكومة العراقية، نهاية العام الماضي، على خطط تقدمت بها لجنة حكومية لتأهيل التصميم الأساسي لمدينة أور الأثرية وإقامة مدينة سياحية فيها لاستقبال الزائرين. وتتضمن الخطط تأهيل بيت النبي إبراهيم والزقورة، والمقبرة الملكية. وأوصت اللجنة بتخصيص 19 مليار دينار عراقي (13 مليون دولار)، إضافة إلى 10 مليارات دينار (6.8 مليون دولار) عبر صندوق إعمار المحافظة، لأعمال الصيانة وإدامة البنى التحتية للمدينة الأثرية. وتشمل الخطة أيضاً إنشاء مدينة سياحية ومركز لحوار الأديان، ومسجد وكنيسة ومتحف، وإنشاء مجمعات سكنية وفندقية، ومناطق سياحية وترفيهية، ستجعل منها قبلة للزائرين من داخل وخارج العراق، فضلاً عن وضع حجر الأساس لتطوير مطار الناصرية المحاذي للمدينة من قبل شركة صينية بما يسهم في تسهيل استقطاب الزائرين من خارج العراق.

زيارة البابا مؤثرة

وقال مدير مفتشية آثار ذي قار، عامر عبد الرزاق، إن "إعداد الأفواج السياحية القادمة إلى مدينة أور ازدادت بعد زيارة البابا فرنسيس"، مشيراً إلى "تخصيص 30 مليار دينار بحدود (20.5 مليون دولار) لمشاريع سياحية في المدينة". وأضاف عبد الرزاق، "أن زيارة البابا إلى أور انعكست إيجاباً وأدت إلى زيادة الاهتمام الحكومي والدولي بالمدينة"، لافتاً إلى أن "رئاسة الوزراء شكلت لجنة خاصة بتطوير وتأهيل مدينة أور وقررت تخصيص أكثر من 19 مليار دينار (13 مليون دولار) لإنشاء مدينة سياحية بالقرب منها وتم شراء الأرض وتحديد المكان الخاص بها".
وأشار إلى "وجود تعاقدات مع جامعة بنسلفانيا من أجل صيانة وترميم مدينة أور، وستأتي بعثة من الجامعة لصيانة بعض الأبنية في أور، فما يجري حالياً هو عمليات ترميم للمواقع الأثرية"، مؤكداً حدوث "طفرة في أعداد السياح، ففي ثلاثة أيام، زار 18 فوجاً سياحياً مدينة أور".


تسهيل الدخول

وأسهم قرار الحكومة العراقية منح مواطني 36 دولة في العالم، سمات دخول سريعة في المطارات والمنافذ الحدودية العراقية، والذي جاء بعد زيارة البابا بأيام، بتخفيف أكبر عقدة كانت تواجه أي شخص يرغب بزيارة العراق سواء للسياحة أو الاستثمار، إذ كانت تمر بسلسلة معقدة من الإجراءات.
ويعد هذا القرار، الأول من نوعه في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها، إذ لطالما عرف العراق بالإجراءات المعقدة لنيل تأشيرة لزيارته، حتى للسياح القادمين لزيارة الأماكن والعتبات الدينية في البلاد.
ويذكر أن الدول التي سيسمح لمواطنيها بالحصول على سمات دخول سريعة هي: أميركا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وفنلندا، والنمسا، وسويسرا، وكندا، وهولندا، وبلجيكا، وإسبانيا، والسويد، والدنمارك، واليونان، وبولندا، وإيرلندا، فضلاً عن روسيا، والصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، وقبرص، والتشيك، وإستونيا، والمجر، ولاتفيا، وليتوانيا، ولوكسمبورغ، ومالطا، والبرتغال، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، ونيوزيلندا، وأستراليا.

الفنادق محجوزة لأول مرة

في السياق، لفت مدير مفتشية آثار ذي قار، إلى قدوم أفواج سياحية إلى أور من كل محافظات العراق، ومنذ شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وحتى الآن تم حجز كل غرف الفنادق الستة في المحافظة، لا سيما في أيام الأربعاء والخميس والجمعة والسبت للوفود السياحية المحلية والأجنبية.

مشاريع كبرى

وتنوي الحكومة العراقية التعاقد مع شركة إيطالية لإنشاء "مترو" لربط مدينة أور بالأهوار. وتم تحديد الخرائط لتلك الشركة، و"خلال الفترة المقبلة ستكون أور قبلة عالمية ومورداً مهماً في ميزانية العراق" وفق عبد الرزاق، الذي بين أن الحكومة المحلية في ذي قار وسعت الطريق من الناصرية إلى أور ومنظمة يو بي بي الإيطالية أقامت مشاريع عدة بالمدينة، من بينها مماشٍ ومراكز مياه صالحة للشرب وغيرها.
وتضم مدينة ذي قار، إضافة إلى مدينة أور الأثرية، أهواراً عدة، منها "أهوار الجبايش" وهي عبارة عن مسطحات مائية ذات مساحات واسعة، تقع شرق مدينة الناصرية، وهي امتداد لهور أبو زرك وهور الحمار. وتتغذى أهوار الجبايش بالمياه من نهري دجلة والفرات، وتوجد فيها أنواع عدة من الطيور المتنوعة وتضم عدداً كبيراً من الأسماك.
وتوجد في هذه الأهوار أيضاً نباتات مائية ونبات القصب والبردي. وأدرجت الأهوار في عام 2016 ضمن لائحة التراث العالمي، ما يجعلها من المناطق الفريدة التي يجب المحافظة عليها، وهي تعتبر من المناطق السياحية المهمة في العراق، لا سيما في فصل الشتاء.

مطار البصرة الدولي

وعن الطرق التي يسلكها السياح بعد تأهيل مطار الناصرية، قال عبد الرزاق، إن "حوالى 80 في المئة من السياح يأتون عن طريق مطار البصرة ونأمل إنجاز مطار الناصرية قريباً لتسهيل قدوم الأفواج السياحية"، مشيراً إلى أن "إنجاز مطار الناصرية سيضاعف الأعداد بشكل كبير، وستكون مدينة أور مركز جذب للسياح في المنطقة، حيث تأتي أفواج سياحية من دول عدة، لا سيما من أوروبا ودول الخليج العربي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مشاريع جاذبة

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم محافظ ذي قار، ماجد السفاح، إن "المحافظة ستباشر بعدد من المشاريع هذا العام لتطوير مدينة أور ولجذب السياح إلى المحافظة". وأضاف أن "التطوير سيجري خارج مدينة أور الأثرية، على اعتبار أنه لا يمكن إنشاء مبان في المدينة الأثرية لعدم اكتمال أعمال التنقيب"، مشيراً إلى "تحديد 800 دونم لبناء مدينة سياحية تستقطب زواراً وسواحاً لمدينة أور السياحية والمدينة السياحية ستضم فنادق ومرافق سياحية أخرى".
وأكد، "تخصيص مبالغ لترميم بعض البنى التحتية الخاصة بالآثار، وتم توجيه دعوة إلى الشركات الأجنبية"، لافتاً إلى "طرح ذي قار مشروع مترو يربط المدينة الأثرية بالزقورة وضفتي المدينة لتسهيل تنقل السياح والزائرين إلى المدينة الأثرية".
وأكد أن "أعداد السياح في تزايد، لا سيما بعد وضع الأهوار ومدينة أور الأثرية على لائحة التراث العالمي، وهو من الانعكاسات الإيجابية لانضمام العراق إلى لائحة التراث العالمي".

الزيارة لم تُستثمر

من جانب آخر، رأى الصحافي المتحدر من مدينة الناصرية، حسين العامل، أن "العراق لم يستثمر زيارة البابا بالشكل الصحيح"، مشيراً إلى أن "قدوم الأفواج السياحية إلى المدينة أنعش بعض المهن والحرف في المحافظة". وقال العامل، إنه "لو تم استثمار زيارة بابا الفاتيكان بالشكل الصحيح، لكانت فتحت أبواب العراق على العالمية بشكل كبير وبإمكانها أن تكون مصدر جذب لأتباع ديانات متعددة"، لافتاً إلى أن "ضعف البنى التحتية للمرافق السياحية وقلة الفنادق بالمدينة وعدم وجود وسائل النقل الحديثة أو الطرق إلى المرافق السياحية مثل أهوار العراق، كلها عوامل أدت إلى عدم تشجيع السياح للقدوم".

10 أفواج سياحية

وبين الصحافي العراقي أنه "بعد زيارة البابا كان هناك إقبال كبير نحو المدينة، وحضرت خلال الشهر الماضي، 10 أفواج سياحية، لا سيما وأن حج بيت النبي إبراهيم مذكور في الكتاب المقدس"، مشيراً إلى أن "أور يمكن أن تكون قبلة للعالم لو تم تطويرها لتكون شبيهة بكثير من المدن المهمة بالعالم".
وأوضح أن "مجلس الوزراء حدد المواقع لإنشاء مدينة أور الجديدة، وتم رصد مبالغ لهذه المدينة، وأنشئت طرق وشبكات الكهرباء والمياه وننتظر مساهمات المستثمرين الأجانب".

المزيد من منوعات