Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ينجح "حزب الله" بمحاصرة السنة في لبنان؟

يتوقع أن يتكون المجلس المقبل من ثلاثة تكتلات استراتيجية يحصل كل منها على ما يناهز ثلث المقاعد

يُتوقع أن تقتحم المشهد النيابي قوى حديثة منبثقة من انتفاضة 17 أكتوبر (أ ف ب)

يترقب اللبنانيون إحدى أكثر المعارك الانتخابية حماوة بتاريخ لبنان في 15 مايو (أيار) المقبل، إذ يصفها البعض أنها مصيرية لمستقبل البلاد.

وتشير معلومات معظم استطلاعات الرأي إلى أن المجلس المقبل لن يشهد الانقسام المعهود بين القوى المعروفة باسم 8 و14 آذار، إذ يُتوقع أن تقتحم المشهد قوى حديثة منبثقة من انتفاضة 17 أكتوبر، بالتزامن مع انسحاب تيار المستقبل الذي تربّع على عرش التمثيل الأكبر للطائفة السنية منذ عام 1996.

وفي وقت حصل "حزب الله" وحلفاؤه على أكثرية النواب في انتخابات عام 2018، أعطته فرصة التحكم بمفاصل المشهد السياسي في لبنان، إذ استطاع تشكيل الحكومات التي لا تتناقض ومشروعه بعد أن أوصل الرئيس الحالي ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى، يراهن خصومه على انتزاع تلك الأكثرية منه لفرملة هيمنته المتزايدة على السلطة.

ووفق آراء خبراء في الانتخابات، فإن الواضح أن الحزب سيخسر الأكثرية في البرلمان المقبل في مقابل عدم انتقالها إلى فريق آخر، إذ يُتوقع أن يتكوّن المجلس من ثلاثة تكتلات استراتيجية يحصل كل منها على ما يناهز ثلث المقاعد، لا سيما أن المعلومات تؤكد توجه المجموعات الحديثة إلى الاتحاد في لوائح موحدة في معظم الدوائر.

وتشير المعطيات إلى أن الغموض الأبرز سيكون في الدوائر ذات الغالبية السنية، نتيجة انسحاب تيار المستقبل ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري من المعركة الانتخابية، فتبرز لوائح عدة تقود بعضها شخصيات تقليدية وأخرى حديثة العهد.

التصدي للحزب

في دائرة بيروت الثانية، برزت لائحة النائب فؤاد مخزومي الذي يخوض معركة شرسة بوجه لوائح "حزب الله" الذي يسعى إلى الفوز بمقاعد سنية.

ويؤكد مخزومي أن هذه المعركة مصيرية للتصدي لمحاولات "حزب الله" المستمرة لاستكمال سيطرته على العاصمة وأهلها.

وتشير مصادر مقربة من مخزومي أنه يسعى إلى تشكيل لائحة تعكس الوجه الحقيقي لأبناء بيروت، إلا أنه في الوقت الذي يواجه مشروع تمدد "حزب الله" في الطائفة السنية، يتلقّى الطعنات في الظهر من الذين يفترض أن يكونوا في خيار السيادة، موضحة أن الرئيس فؤاد السنيورة يدفع باتجاه تشكيل لائحة موازية بالتنسيق مع الرئيس نجيب ميقاتي في محاولة لضرب مخزومي وتشتيت الأصوات لمصلحة "حزب الله" ومنعه من السيطرة شعبياً على الساحة البيروتية.

رفض المقاطعة

وكان الرئيس الأسبق للحكومة فؤاد السنيورة أعلن رفضه مقاطعة الانتخابات النيابية، داعياً السنة إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة لقطع الطريق على "حزب الله" الذي يريد انتهاز الفرصة للاستيلاء على مقاعد الطائفة السنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلا أن كلام السنيورة وُوجه بحملة داخل أوساط ​تيار المستقبل​ لمنعه من الترشح للانتخابات النيابية، باعتبار خطوته تشكّل تحدياً لرئيس التيار سعد الحريري.

وتشير المعلومات إلى أن السنيورة يسعى إلى تأليف لوائح انتخابية في عدد من الدوائر، تضم نواباً حاليين وناشطين في إطار "المستقبل"، لكن مساعيه لم تثمر لغاية الآن.

لوائح التغيير

ومن الجهات التي نشطت بشكل لافت، حركة "سوا" التي يدعمها بهاء الحريري، نجل الرئيس رفيق الحريري، إذ اعتبر رئيسها التنفيذي سعيد صناديقي، أن الشارع السني كما غيره من الطوائف في حال من التمرد والتململ على الواقع السياسي الحالي في لبنان، مشدداً على أن هذا الواقع يتطلب كثيراً من الجهد لاستنهاض الوضع المتذمر وتوجيهه نحو المشاركة في التصويت للوائح التغيير، عوضاً عن قرار المقاطعة الذي فيه كثير من الضرر.

وأكد أن حركة "سوا" ثابتة على قرارها بدعمها للوائح التغيير في جميع المناطق اللبنانية والجهود مستمرة لمحاولة تركيز المعركة الانتخابية وتظهير اللوائح التغييرية الحقيقية، لافتاً إلى أن الخوف ليس من التشرذم، إنما من حال الإحباط الانتخابي لدى الفئات المعترضة، والعمل جدّي لاستنهاض الوضع التغييري والمعترض بغية قطع الطريق على "حزب الله" وغيره من قوى المنظومة من الاستفادة من ضعف المشاركة، مؤكداً أن حركة "سوا" لن تكون محصورة في المناطق السنية، إنما ستكون داعمة للوائح التغيير على جميع الأراضي اللبنانية.

بديل المستقبل

وفي طرابلس، برزت استقالة نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش الذي يُعتبر أحد أبرز وجوه تيار المستقبل، بعد معلومات عن تناقضات في وجهات النظر مع الرئيس الحريري، في حين لا يزال موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غامضاً لناحية ترشّحه للانتخابات، كذلك اللواء أشرف ريفي.

في السياق ذاته، أكد علوش​ أنه "إذا كان ملء الفراغ في الساحة السنية يكون عبر خوضنا ​الانتخابات النيابية​، فسنفعل"، مشيراً إلى "أننا لم نحسم التحالفات بعد، وفي اليومين المقبلين يُفترض أن تتبلور الأمور، والأسماء التي سنتحالف معها إما من المستقلين أو شخصيات مقرّبة من ​تيار المستقبل​".

ولفت إلى أن "رئيس الحكومة السابق ​فؤاد السنيورة​ هو من يقود هذا الحراك، بالتفاهم مع رؤساء حكومات سابقين، ومع شخصيات مؤثرة سياسياً واجتماعياً". وعن تأثير غياب ماكينة "تيار المستقبل" مالياً ولوجستياً، أوضح أن "لا بدائل لدينا ولا تمويل، لأننا لم نكُن جاهزين لذلك لكن العمل لا يحتمل الفراغ، وسنحاول في الأيام المقبلة تأمين البدائل".

المستقبل والحزب

ووفق المعلومات، فعلى الرغم من انسحاب رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري من المشهد الانتخابي، إلا أنه لا يزال يدير بعضاً من مصالحه الانتخابية، بعيداً من الأضواء وهو لا يمارس الحياد الإيجابي، إذ تؤكد مصادر عدة استمراره بالتنسيق الدائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحيث يتم التفاهم على تحالفات غير معلنة، أبرزها في دائرة صيدا جزين، إذ يُتوقع أن يتحالف ثنائي "أمل" و"حزب الله" مع "التيار الوطني الحر" وإحدى الشخصيات السنية في صيدا التي تمثل النائبة الحالية بهية الحريري بشكل غير معلن مقابل تجيير أصوات "المستقبل".

وبرأي أوساط سياسية، فإن الحريري يلعب لعبة انتقامية ضد حزب "القوات اللبنانية"، إذ يوجه أنصاره إلى عدم إعطاء أي صوت لصالحه وعدم التعاون بتاتاً مع مرشحيه، في حين يتعاون مع "حزب الله" ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من خلال نبيه بري، مؤكدة أن الحريري يريد فوز "حزب الله" وحلفائه بالأكثرية النيابية لتوجيه رسائل داخلية وخارجية بأن هزيمة الحزب النيابية مستحيلة في ظل تعليق عمله السياسي.

في المقابل، ترفض مصادر قيادية في "تيار المستقبل" الأخبار المتعلقة بنشاطات الحريري الانتخابية، مؤكدة أنه يعتبر نفسه غير معني بالعملية الانتخابية وتعليق نشاطه السياسي ونشاط تياره بمثابة دليل واضح على ذلك.

ولفتت إلى أن الحريري عمّم على كوادر تياره والنواب الحاليين منعهم من الترشح باسم "تيار المستقبل"، وأن من يريد الترشح، عليه الاستقالة وعدم استخدام أي شعار من شعارات تياره.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي