Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

4 آلاف أردني عالقون في أوكرانيا عاد منهم 232 شخصا

الحكومة تسعى إلى تطويق تداعيات الغزو الروسي على الساحة المحلية

أوكرانيون مقيمون في الأردن ينظمون وقفة احتجاجية في عمّان ضد الغزو الروسي لبلادهم  (تلفزيون المملكة)

أقدم الأردن على اتخاذ خطوة جديدة باتجاه محاولته تطويق تداعيات الحرب في أوكرانيا على الساحة المحلية، إذ قررت السلطات السماح لأفراد أسر الجالية الأوكرانية المقيمة في المملكة وأقربائهم دخول البلاد من دون تأشيرات مسبقة.

وبررت وزارة الخارجية الأردنية القرار بالأسباب الإنسانية، مشيرة إلى أن "منح الإقامات لهم لفترة مؤقتة، وضمن إجراءات ستنفذ من خلال الوزارة بالتنسيق مع الجهات المتخصصة"، من دون أن تحدد عدد الأوكرانيين الموجودين بالمملكة.

وتتحدث الحكومة الأردنية عن وجود نحو 4 آلاف أردني في أوكرانيا، بينهم ألف طالب، وفي وقت سابق أعفت السلطات المواطنين الموجودين في أوكرانيا من قيود السفر الخاصة بجائحة كورونا لتسهيل عودتهم، كعدم التسجيل على المنصة الخاصة، وعدم اشتراط إجراء فحص كورونا قبل الدخول.

اتهامات بالتقصير

يأتي ذلك في وقت رفضت فيه الحكومة الأردنية التعليق على أنباء استخدام أوكرانيا لمئات المقيمين العرب، بينهم 200 أردني كدروع بشرية في البلاد بمواجهة الهجمات الروسية، وقالت إنها تعلق فقط على الحقائق الموثقة.

وتدافع الحكومة الأردنية عن نفسها في وجه موجة من الانتقادات التي طاولتها شعبياً، واتهمتها بالتقصير، وتقول إنها وضعت مندوبين في كل النقاط الحدودية لأوكرانيا للتواصل مع المواطنين الأردنيين هناك الراغبين بالمغادرة، وكانت طائرتان عسكريتان أردنيتان قد توجّهتا إلى رومانيا، الأسبوع الماضي، لإخلاء مواطنين عبروا إليها من أوكرانيا.

820 أردنياً غادروا أوكرانيا

ووصل عدد الأردنيين الذين غادروا مع عائلاتهم من أوكرانيا إلى 820 شخصاً، مع استمرار محاولات الحكومة الأردنية تأمين ممر آمن للموجودين في مدينة سومي الأوكرانية الحدودية مع روسيا، التي لم يتمكن أي أردني بعد من مغادرتها، فيما "لا يزال عدد قليل منهم موجودين في مدينة خاركيف"، وفقاً لوزارة الخارجية الأردنية وشؤون المغتربين.

وبحسب الناطق باسم الوزارة، هيثم أبو الفول، "لم يصل سوى 232 إلى الأردن"، مشيراً إلى "جهود رسمية لتأمين عودة الموجودين حالياً في دول غرب أوكرانيا كبولندا وهولندا ورومانيا وسلوفاكيا ومولدوفا".

وتقول الخارجية الأردنية، "إن سجلات خلية الأزمة التي شكلتها لا تشير إلى وجود أي أردنيين مسجلين في مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا، التي شملها وقف إطلاق النار". وأكدت "أنها طلبت منذ 12 فبراير (شباط) من الأردنيين مغادرة أوكرانيا، قبل اندلاع العمليات العسكرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تداعيات اقتصادية

وعلى الرغم من محاولة الحكومة الأردنية التخفيف من أهمية التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا على المملكة والتأكيد أن السلع، بخاصة القمح، متوفرة بكميات كافية، فإن أسواق الأردن لم تكن بمنأى عن هذه الأزمة، حيث شهدت خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعات كبيرة وغير مبررة في الأسعار مع اقتراب شهر رمضان.

ومع استيراد الأردن لنحو 80 في المئة من حاجاته الغذائية، تبقى المخاوف قائمة بخاصة مع استيراد القمح والشعير من روسيا وأوكرانيا، وفق بيانات وزارة الصناعة والتجارة والتموين.

وبحسب مراقبين، "بدأت تداعيات رفع الأسعار بسبب أزمة أوكرانيا تظهر على سوق الألمنيوم والحديد التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى ارتفاع أسعار العقارات". وتشير أرقام دائرة الإحصاءات العامة الأردنية إلى "أن مستوردات الأردن من روسيا وأوكرانيا تبلغ نحو 423 مليون دولار معظمها من السلع الغذائية".

معاناة على الحدود

يصف المواطن الأردني أحمد جاد معاناته مع مجموعة من الأردنيين العالقين، بعد قضائهم عدّة ليالٍ على الحدود البولندية إثر مغادرة أوكرانيا، مشيراً إلى "طوابير طويلة تصل إلى 25 كلم، بانتظار عبورها مع منح الأولوية لمن يحملون الجنسية الأوكرانية، واضطراره للمشي لمدة ست ساعات للوصول إلى المنطقة الحدودية".

ويشير طلاب أردنيون إلى عدم قدرتهم على المغادرة من البلاد، قبل استكمال أوراقهم الجامعية، حيث يدرسون هناك، بخاصة طلاب السنة السادسة للتخصصات الطبية، الذين وجدوا أن مستقبلهم المهني والدراسي مهدد.

"ويعاني أردنيون في مدينة سومي المحاصرة، عدم وجود ماء أو كهرباء، واستغلال جهات معينة لظروفهم عبر طلب مبالغ مالية كبيرة لإخراجهم"، بحسب ما يقول حمزة فائق رئيس الجالية الأردنية في المدينة. وناشد طلاب أردنيون يدرسون الطب في مدينة سومي، العاهل الأردني، إعادتهم إلى البلاد، قبل أن تتفاقم الأوضاع في المدينة المنكوبة، واصفين أوضاعهم بالمأساوية وسط تعرضهم للقصف والدمار.

ويؤكد المواطن الأردني المقيم في أوكرانيا إبراهيم القطامين "أن أبرز تحد أمام الأردنيين كان عدم قدرتهم على الوصول إلى الحدود"، مشيراً إلى محاصرة 160 شاباً في مدنية تسومي داخل الملاجئ". وأشار إلى "رفضه مغادرة أوكرانيا واستعداده للقتال والدفاع عنها، لأنه يعتبرها بلده"، واصفاً تحركات الحكومة الأردنية بالمتواضعة، خصوصاً في مجال تأمين وصول الأردنيين إلى المناطق الحدودية.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار