Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ستؤثر الأزمة الأوكرانية على الأردن اقتصاديا؟

تتحوط الحكومة بمخزون استراتيجي لمواجهة مخاوف من ارتفاع أسعار المحروقات والقمح

مخبز شعبي في العاصمة الأردنية عمّان (اندبندنت عربية - صلاح ملكاوي)

يترقب الأردنيون تداعيات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وما سينتج منها من آثار اقتصادية قد تؤثر سلباً في المملكة، بخاصة في ما يتعلق بالمستلزمات الغذائية وأسعار النفط.

ومبعث القلق لدى الحكومة التي لن تكون بمنأى عن هذه الأزمة، هو استيراد الأردن كافة احتياجاته بخاصة من القمح والنفط، عبر الأسواق العالمية فضلاً عن استيراده لكثير من السلع من أوكرانيا وبقيمة سنوية إجمالية تزيد على 140 مليون دولار.

مخاوف من ارتفاع المحروقات

في المقابل، تتوقع الحكومة في حال تطور الأزمة ارتفاع فاتورة النفط بشكل كبير، ما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد، حيث ارتفع المؤشر العالمي لأسعار النفط للأسبوع الخامس على التوالي، ووصل سعر البرميل إلى أكثر من 94 دولاراً.

ويتوقع مراقبون أن ترتفع قيمة الفاتورة النفطية للأردن إلى نحو 2.53 مليار دولار، مع توقع ارتفاع سعر برميل النفط إلى ما يزيد على 120 دولاراً في حال نشوب حرب.

ماذا عن القمح والشعير

وفقاً لوزارة الصناعة والتجارة، يستورد الأردن كافة احتياجاته من القمح والشعير من الأسواق العالمية، الأمر الذي يجعل من فرص ارتفاع سعره وارداً، بخاصة أن روسيا وأوكرانيا من أهم البلدان المصدرة للقمح عالمياً، ومن شأن توقف التصدير أن يرفع الأسعار بشكل جنوني.

وتوضح الوزارة أن أغلب مستوردات الأردن من القمح تأتي من رومانيا، التي تمتلك حدوداً مشتركة مع أوكرانيا، ما يعزّز فرص تأثر مستوردات المملكة من هذه المادة الأساسية، على رغم تأكيدات الناطق الإعلامي في وزارة الصناعة والتجارة ينال برماوي أن المخزون الاستراتيجي من القمح آمن ويكفي لمدة 15 شهراً.

ويضيف برماوي أن الأردن لم يستورد القمح خلال عامي 2021 أو 2022 من روسيا، بسبب فرضها ضرائب تصدير على القمح والشعير والذرة. كما أنه لا يوجد أي مستوردات من أوكرانيا في العام الحالي، فيما لم تتجاوز المستوردات من مادة القمح من كييف خلال عام 2021 العشرة في المئة من إجمالي الواردات للمملكة.

سلة غذاء الأردنيين

لكن رئيس غرفة تجارة عمّان خليل الحاج توفيق، أكد أن سلة غذاء الأردنيين بأمان، وأن لدى الأردن مخزوناً كافياً من السلع الغذائية، في حال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 ولا يتوقع الحاج توفيق وقف الشحن البحري، لكن في حال ارتفعت أسعار النفط سينعكس الأمر على كلف الشحن.

ووفقاً لأرقام رسمية بلغ حجم التبادل التجاري بين الأردن وأوكرانيا، في الشهور التسعة الأولى من عام 2021 ما قيمته 148.412 مليون دولار. وأهم الصادرات الأوكرانية للأردن هي الحبوب المتنوعة والمعادن الحديدية والدهون والزيوت.

 تحوط وارتفاع للأسعار

يذكر  أن الحكومة الأردنية تعلن على الدوام أن أسعار الخبز خط أحمر لا يمكن تجاوزه، حيث تم تثبيت أسعار الخبز منذ عام 2012 عند 32 قرشاً للكيلو (45 سنتاً).

ومنذ بدء جائحة كورونا، شهدت أسعار أغلب السلع التموينية الأساسية، ارتفاعاً كبيراً يقارب نسبة 70 في المئة، وبُرّر هذا الارتفاع بتوقف سلاسل التوريد خلال الجائحة.

ويسعى الأردن لمواجهة تداعيات هذه الأزمة عبر سياسة التحوط، بزيادة المخزون المتوافر من المواد التموينية، بخاصة أن الإنتاج المحلي ضعيف، على رغم تحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع مثل الدجاج الطازج وبيض المائدة والألبان.

وفي هذا السياق أعلن عن بناء صوامع جديدة للقمح تستوعب نحو 800 ألف طن. وكان وزير المالية محمد العسعس قد تحدث خلال جلسة إقرار موازنة 2022 المثقلة بالعجز وارتفاع في الأسعار عن تضحيات مؤلمة قد يشهدها الاقتصاد الأردني في المستقبل القريب.

اقرأ المزيد