Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فعاليات في إسرائيل للمطالبة بإنجاز صفقة تبادل الأسرى مع "حماس"

تحرض الحركة الشارع في تل أبيب عن طريق تكذيب الحكومة والادعاء بأنها تضلل الرأي العام

سجن "أيالون" الإسرائيلي قرب تل أبيب (رويترز)

بعد العملية العسكرية في مايو (أيار) 2021 بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، تحرك ملف صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين بقوة، لكن سرعان ما عاد للهدوء من جديد. وتعزو حركة "حماس" السبب في ذلك إلى أن قيادة تل أبيب غير جادة في الإفراج عن جنودها الأسرى داخل غزة، لكن إسرائيل تقول إن سقف مطالب "حماس" عالٍ، وهي مستعدة للتفاوض في الملف.

وتسويف إسرائيل في إتمام صفقة تبادل الأسرى كما تعتقد حركة "حماس"، دفعها إلى تحريك الملف أكثر من مرة، وقامت في نشر وسائط عدة باللغتين العبرية والعربية من أجل تحريك الشارع الإسرائيلي، للضغط على الحكومة للعمل على إبرام صفقة التبادل في وقت قياسي.

ويبدو أن الحركة نجحت بالفعل في ذلك، إذ بدأت الاحتجاجات في إسرائيل لمطالبة الحكومة في التحرك من أجل العمل الجاد في إطلاق سراح المفقودين داخل غزة، وكان آخر هذه الفعاليات ما أعلنته "الحملة الإسرائيلية لاستعادة الأسرى من قطاع غزة" عن إطلاق فعاليات أسبوعية للتذكير بقضية الجنود الضباط والمدنيين، والضغط على الحكومة الإسرائيلية سعياً لاستعادتهم.

فعاليات في مختلف مناطق إسرائيل

وتعد الحملة الإسرائيلية لاستعادة الأسرى أول حراك شعبي جماهيري، غير مسيّس يطالب الجهات الحكومية بالعمل على استعادة المفقودين من قطاع غزة، ويتمثل مبدأ عمل الحملة في تنظيم سلسلة أنشطة وفعاليات واحتجاجات داخل إسرائيل لتعبئة السكان هناك من أجل الخروج في الفعاليات وتوعيتهم حول القضية الإنسانية التي يطالبون الحكومة في التحرك من أجلها.

وقال القائم على الحملة الإسرائيلية للتذكير بقضية المفقودين في غزة إيلي ساسون إنهم ينظمون اعتباراً من اليوم الجمعة الرابع من مارس (آذار)، أسبوع التضامن مع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بهدف مطالبة حكومة نفتالي بينت باستعادتهم، وهذه الفعاليات تأخذ طابعاً إنسانياً وليس سياسياً، وأضاف ساسون، "من المقرر ظهر اليوم أن تجوب نحو 200 دراجة نارية تحمل عبارات تضامن مع المفقودين في غزة وصوراً لهم، ودعوات للإفراج عنهم بسرعة، شارع إسرائيل الرئيس حتى تصل مدينة طبريا، من أجل لقاء عائلات الجنديين هدار جولدين وأورون شاؤول وأبارا منغستو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب ساسون، فإن أماكن مركزية في إسرائيل ستشهد اليوم فعاليات واسعة لتحريك قضية الأسرى الإسرائيليين في القطاع، وستكون الفعاليات الاحتجاجية في عشرات الأماكن من شمال إسرائيل وحتى جنوبها، ومن بين تلك المدن التي تشارك في التضامن مع المفقودين "نهاريا، وحيفا، وعكا، والخضيرة، ونتانيا، وتل أبيب، وشوهام، وبيتاح تكفا، وصفد، والقدس الغربية، وبئر السبع، وهرتسليا، ورعنانا، وأسدود، وعسقلان"، موضحاً أن الحملة التضامنية التي أعدت لتحريك الملف، تأتي في ظل جمود الجهود السياسية منذ سنوات، وعدم عملها بشكل جاد.

توعية الجمهور الإسرائيلي

ويعد هذا الحراك، الأكبر والأطول داخل إسرائيل، إذ يشارك فيه مئات المواطنين في كل مدينة تشهد فعاليات، إضافة إلى أنه يستمر لمدة أسبوع متواصل قبل أن يتحول إلى فعاليات احتجاجية وتوعوية تقام مرة في كل أسبوع.

وأشار ساسون إلى أن الفعاليات المختلفة التي يقيمها في مختلف مناطق إسرائيل هدفها الأساس التوعية بالجهود الإنسانية لإعادة الإسرائيليين المفقودين المحتجزين في غزة، ويلتقي خلالها مع عائلات هادر غولدين وأورون شاؤول لدعمهم، ولإثارة القضية الإنسانية، ولفت ساسون إلى أن الفعاليات الاحتجاجية تعد جهوداً، وهي مستمرة، في اتجاهات ونشاطات مختلفة، من أجل الضغط على كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لإيجاد حل إنساني واستغلال الجهود المتبادلة في الإفراج عن رفات الجنود والمحتجزين في غزة.

ويعتقد الباحثون السياسيون أن هذا الحراك لن يحرك الحكومة الإسرائيلية للعمل بشكل سريع في قضية المفقودين في غزة، لكن من المتوقع أن يشكل ضغطاً عليها من أجل تقديم بعض التنازلات خلال التفاوض عبر الوسطاء مع حركة "حماس"، وفي الواقع لا يعد هذا الحراك الأول من نوعه، إذ سبق أن جابت شوارع إسرائيل احتجاجات تطالب الحكومة بضرورة العمل من أجل إعادة المفقودين، كما تظاهرت عائلات الجنديين هدار جولدين وأورون شاؤول أمام مكتب رئيس الوزراء نفتالي بينت، لكن كل هذه الفعاليات لم تجد نفعاً مع المسؤولين الحكوميين في التحرك الفعلي من أجل الأسرى في غزة.

إسرائيل تتحرك و"حماس" تنفي

وبينما، يعتقد بعض سكان إسرائيل وكثيرون من ضباط الجيش، أن حكومتهم لا تعمل بشكل جدي في ملف المفقودين، وتضيّع فرصاً للتفاوض مع "حماس" بشأن المحتجزين في غزة، يقول وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن حكومة تل أبيب تتقدم في مسار مفاوضات إعادة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة، وتعمل مع الوسطاء بشكل جيد في القضية الحساسة والسرية، ولكن لا تستطيع الجهات الحكومية الإفصاح عن كل التحركات والمعلومات التي تتوصل إليها.

لكن مسؤول ملف الأسرى في حركة "حماس" زاهر جبارين يقول إن السلطات الإسرائيلية تنشر أخباراً كاذبة بشأن إحراز تقدم في مفاوضات صفقة التبادل، من أجل تضليل أهالي الأسرى الإسرائيليين والجمهور الذي يطالب الحكومة في العمل الجاد في الملف الذي تعرقله قيادة تل أبيب الأمنية، موضحاً أن الهدف من كذب السلطات الإسرائيلية منع أي حراك شعبي ضاغط ضدها في الساحة الإسرائيلية.

وأكد جبارين عدم وجود أي اتصالات في الوقت الحالي من الوسطاء مع "حماس" بهدف الدخول في مفاوضات غير مباشرة لإنجاز صفقة تبادل، لافتاً إلى أن الذي يعرقل المفاوضات هو تعنت إسرائيل في تقديم تنازلات والقبول في الشروط المطلوبة، لذلك، تعتمد قيادة تل أبيب على عامل الوقت والتسويف ونشر الأخبار الكاذبة، بدل العمل الجاد في الملف.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط