Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"نحن كإخوة وأخوات": احتجاج أوكراني روسي في لندن على حرب بوتين

مواطنات روسيات يعشن في المملكة المتحدة يتحدثن عن "شعورهن بالخجل" من عدوان الكرملين

"من المهم التمييز بين الحكومة الروسية والشعب الروسي" (اندبندنت)

التقت مواطنات من روسيا وأوكرانيا في وسط لندن يوم الجمعة الفائت، ووقفن جنباً إلى جنب تعبيراً عن رفضهن الحرب التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.

وعلى بعد آلاف الأميال من مسرح القتال العنيف، نظمت أربع نساء من موسكو وامرأتان من أوكرانيا وقفة احتجاج خارج السفارة الروسية في العاصمة الإنجليزية.

إيلينا التي لم ترغب كما مواطناتها الثلاث في الكشف عن اسمها الكامل، أكدت أنها جاءت إلى هذا المكان لإظهار دعمها لأوكرانيا، مشيرة إلى أنها تشعر بالخجل مما يقوم به الكرملين. وقالت "نحن في البلدين كإخوة وأخوات. فهناك اختلاط بيننا ونحن متطابقون، ولدينا أسر على جانبي الحدود. إن الوضع يمكن تشبيهه بإطلاق النار على أخيك. كيف يكون ذلك ممكناً؟ إنه لأمر مثير للصدمة فعلاً".

وقد تفاجأت إيلينا، شأنها شأن صديقاتها اللواتي يعشن جميعهن في المملكة المتحدة منذ أكثر من عقد من الزمن، بالغزو الشامل لأوكرانيا الذي أطلقه بوتين يوم الخميس الفائت. فقد كانت تعتقد أن حشد قوات روسية على الحدود الأوكرانية الذي استمر لأشهر، كان مجرد موقف يستهدف الضغط للحصول على تنازلات أمنية من جانب الغرب. وقالت بنبرة في صوتها عكست عدم تصديقها ما يحدث "إنه هجوم مناف للأخلاق والإنسانية. إنه أمر لا يصدق".

أما كسينيا، وهي مواطنة أخرى من الشتات الروسي، فأعربت عن استيائها من الوضع المستجد، وقالت إن موقفها يتشاركه جميع الذين تعرفهم. وأضافت "لديَّ كثير من الأصدقاء في روسيا، وهم جميعاً يعارضون ما يجري، ويشعرون بأن قلوبهم محطمة".

مواطنة روسية ثالثة تدعى تايسا، وهي أيضاً من موسكو، حاولت شرح طبيعة العلاقة الوثيقة التي تربط بين الروس والأوكرانيين، مشيرة إلى أن أحد أجدادها كان أوكرانياً وقد توفي في وقت مبكر من أعوام الحرب العالمية الثانية أثناء القتال ضد النازيين.

وتربط بين إيلينا وفيوليت وهي العضو الرابع في مجموعة الاحتجاج، علاقات مماثلة بأوكرانيا جارة روسيا، إذ إن لكل منهما خالة تعيش في وسط أوكرانيا. وقد أعربتا عن القلق المتزايد الذي تشعران به على سلامة قريبتيهما، في وقت تتزايد فيه الخسائر وتتواصل وتيرة الضربات الجوية الروسية هناك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبسبب هذا التداخل الأسري بين البلدين، حرصت تايسا على توضيح أن عدداً من الموطنين الروس يعترضون على تصرفات فلاديمير بوتين. وقالت إن "من المهم التمييز بين الحكومة الروسية والشعب الروسي".

وأعطت دليلاً على عدم تأييد الروس العدوان الذي يقوم به الكرملين، آلاف الأشخاص الذين تم اعتقالهم في بلادها يوم الخميس الفائت، بعدما خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات مناهضة للحرب.

وفي عودة إلى المملكة المتحدة، فإن التداعيات واسعة النطاق لحرب بوتين، شعر بوطأتها ابن تايسا الذي تعرض هذا الأسبوع لإساءة كلامية في المدرسة الثانوية الإنجليزية التي يرتادها، لكونه من أصل روسي. وقالت والدته "لقد فوجئ بما قام به بوتين من جهة، وشعر بالصدمة لارتباطه به من جهة أخرى".

وحاولت تايسا نقل ما يفكر به ابنها قائلة "يعيش الروس جميعهم حالاً من الصراع لأننا نشعر بالخجل. إنني أحس بالذنب بطريقة ما، على الرغم من أنه شعور غير منطقي".

أناستازيا روليفا البالغة من العمر ثلاثاً وعشرين سنة، وهي الأخرى مواطنة روسية من فولغوغراد تدرس في جامعة "كينغز كوليدج لندن"، أكدت أنها تعرف هذا الشعور. وقالت "أحس بمسؤولية شخصية لم أختبرها من قبل. فقد استيقظت اليوم ولديَّ شعور بالخجل لكوني روسية".

وفي ما يتعلق بالسيدة لانا فوستر البالغة من العمر أربعاً وأربعين سنة، التي تنحدر أسرتها من منطقة جبال الأورال، فإن الإحساس بالغضب يطغى عليها. وتقول في هذا الإطار "إن أسوأ ما يمكن أن يحدث لأي شخص، هو نشوب حرب. فالناس يموتون وبلادي تتسبب في مأساتهم".

وأضافت فوستر في معرض إشارتها إلى عدد المواطنين الروس، بمن فيهم والدتها، الذين أقنعتهم الدعاية الحكومية بأن غزو أوكرانيا كان مبرراً أن "المستقبل قاتم، وأنا لست متفائلة حياله".

شارك في الوقفة أمام سفارة روسيا في لندن، إضافة إلى النساء من أوكرانيا وروسيا، مواطنون أوروبيون آخرون، بمن فيهم بولنديون وليتوانيون، حضروا للتعبير عن مناهضتهم الحرب.

وأشارت كلاوديا أوليندر، الممثلة التي اعتبرت لندن موطنها على مدى الأعوام العشرة الأخيرة، إلى أنها قد تعود إلى بلادها بولندا، متوقعة أن تكون لدى الرئيس الروسي طموحات تتعدى أوكرانيا. وقالت لـ"اندبندنت" "إن هذه ليست معركة أوكرانيا وحدها، بل هي من أجل العالم بأسره، ولكل من يريد الدفاع عن الاستقلال".

أما إيلينا جوزولينايت وهي فنانة من ليتوانيا، فأوضحت أن "دولاً مثل ليتوانيا وبولندا كانت تعرف منذ البداية ما سيحدث. ولطالما تكلما بصراحة فائقة عنه". وأردفت قائلة إن "الغرب لا يفهم عقلية روسيا ومدى خطورتها. لا يمكن التفاوض مع أناس كهؤلاء يقومون بترهيب جيرانهم".

أولغا مارشينكو التي كانت تقف قرب إيلينا في مكان التجمع، وهي من مدينة تشيرنيهيف في شمال أوكرانيا، أعربت عن امتنانها لمشاركة أوروبيين آخرين في الاحتجاج. لكنها أقرت بأن أوكرانيا يجب أن تقاتل بمفردها. وأشارت إلى أن "جميع الآمال التي كانت معلقة على إمكان حصول بلادها على دعم عسكري غربي قد تلاشت".

وعلى الرغم من خوف مارشينكو على أقاربها في أوكرانيا، فإن معلمة اللغة الروسية المقيمة في بريطانيا منذ 11 عاماً، أعربت عن "تفاؤلها" بسبب المقاومة العسكرية الشديدة التي تبديها بلادها.

وأضافت "يمكننا أن نقول استناداً إلى المزاج الأوكراني والموقف الذي تتخذه البلاد، إنه لن يكون هناك استسلام. وأعتقد أن بوتين يعلق آمالاً على أن تستسلم القوات العسكرية الأوكرانية".

صديقة مارشينكو وزميلتها المواطنة أولغا كوتس التي تعمل في مجال التسويق، رأت أن العالم متحد في غالبيته على إدانة فلاديمير بوتين. وقالت "لقد وصلتني رسائل دعم كثيرة من مواطنين في بيلاروس وروسيا التقيت بهم مرة واحدة أو مرتين فقط".

© The Independent

المزيد من دوليات