أعلنت سلطات حركة "طالبان" الأفغانية، الجمعة 18 فبراير (شباط)، وفاة طفل يبلغ من العمر خمسة أعوام كان عالقاً منذ الثلاثاء الماضي، في بئر عميقة وجافة في جنوب شرقي أفغانستان، بعد دقائق على وصول المسعفين إليه وإخراجه.
وكتب أنس حقاني، المستشار الكبير في وزارة الداخلية في تغريدة، أن الطفل حيدر "غادرنا إلى الأبد. إنه يوم حداد وحزن جديد لبلادنا".
وأكد عبد الله عزام، سكرتير نائب رئيس الوزراء عبد الغني برادر، في تغريدة أيضاً، "رحل حيدر عنا".
وبلغ المسعفون، صباح الجمعة، مكان وجود الطفل الذي سقط الثلاثاء في قاع بئر ترابية في قرية شوكاك بولاية زابل على بعد 400 كيلومتر جنوب غربي العاصمة كابول.
وكان لا يزال على قيد الحياة و"يتنفس" لدى وصولهم إليه، وفق ما أوضح ذبيح الله جوهر الناطق باسم الشرطة في زابل. وأضاف، "مده الفريق الطبي بالأوكسجين، لكن عندما حاولت نقله إلى مروحية فارق الحياة".
ويذكر الحادث بما حدث مطلع فبراير الحالي في المغرب، حيث سقط الطفل ريان (خمس سنوات) في قاع بئر جافة وعثر عليه ميتاً بعد خمسة أيام من جهود شاقة بذلتها فرق الإنقاذ، في حادثة أثارت تعاطفاً كبيراً في المغرب والعالم.
وقال الحاج عبد الهادي (50 عاماً) جد حيدر لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الطفل سقط في الحفرة بينما كان يحاول "مساعدة" بالغين على حفر بئر جديدة في هذه القرية التي تعاني الجفاف.
وذكرت مصادر رسمية أن الطفل انزلق في هذه البئر التي يبلغ عمقها 25 متراً، ثم تم سحبه بواسطة حبل إلى عمق نحو عشرة أمتار حيث علق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفتحت فرق الإنقاذ بواسطة حفارات، خندقاً كبيراً مائلاً في الأرض لمحاولة الوصول إلى المكان الذي علق فيه الطفل، لكنها اضطرت إلى توخي الحذر مع اقترابها من البئر لتجنب أن ينهار. وقد أخرت جهود الإنقاذ أيضاً طبيعة الأرض الصخرية.
وأشرف على عمليات الإنقاذ موفدين من حكومة "طالبان" فيما تابعها مئات من سكان المنطقة.
ونشر مسؤولون في "طالبان" مقاطع فيديو لعمليات الإغاثة تشيد بجهود النظام الجديد، الذي يواجه انتقادات دولية حادة، في الاهتمام بكل مواطن في البلاد.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت الخميس (17 فبراير) على مواقع التواصل الاجتماعي، الصبي الذي يرتدي سترة زرقاء عالقاً في وضع الجلوس في البئر يسند كتفيه على الحائط ويمكنه بشكل واضح تحريك ذراعيه والجزء العلوي من جسمه.
وظهر في هذه المشاهد مصباحاً معلقاً أمام الطفل ينير قاع البئر. وقد صورت هذه المشاهد بواسطة كاميرا أنزلت بحبل. ويسمع الطفل في أحد المقاطع المصورة، وهو يبكي ويتأوه وفي مقطع آخر متحدثاً إلى والده.
وقال الوالد، "حيدر تحدث إليّ. نحاول إخراجك. هل أنت بخير يا بني؟ كلمني ولا تبكِ. نعمل على إخراجك".
ورد الطفل عليه بصوت خافت، "حسناً، سأستمر بالكلام".
وأعاقت صخرة ضخمة الجهود الأخيرة للمسعفين، ما اضطرهم إلى استخدام معاول يدوية لتجنب إحداث ارتجاجات كبيرة في الأرض.