Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتجز رجلا ضعيفا لمدة 40 عاما... وفلت من السجن

وُجد الضحية في حالة مزرية من دون تدفئة أو إنارة في "تناقض صارخ" مع حياة كلب العائلة

كان الكوخ المتهالك الذي سكن فيه الرجل لخمسة أعوام حتى  2018، يفتقر للتدفئة والإنارة والأرضية المناسبة (رويترز)

نجح رجل استغل ضحية ضعيفة وُجد مقيماً في كوخ قذر من الإفلات من السجن وخرج حراً من المحكمة.

وحكمت محكمة كارليل كراون على بيتر سوايلز جونيور، 56 سنة، بالسجن لمدة تسعة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة 18 شهراً بعد أن أُدين بجريمة عبودية حديثة يوم الجمعة.

وتم "استغلال الضحية وتعرّض لسوء المعاملة" على مدى 40 عاماً على يد بيتر سوايلز سينيور، والد المدعى عليه بحسب ما أفادت المحكمة. وأُجبر على العيش في صندوق أحصنة وفي عربة مهجورة، وفي الآونة الأخيرة في كوخ في موقع للمسافرين في كارليل.

وكان الكوخ المتهالك الذي سكن فيه الرجل لخمسة أعوام حتى  2018، يفتقر للتدفئة والإنارة أو الأرضية المناسبة وتضمن فراشاً متسخاً وقيئاً مجمداً.

وقال المدعون إن هذه الظروف تشكل "تناقضاً صارخاً" مع كوخ مجاور بحجم مماثل وزُوّد بسجادة وضوء وتدفئة على الغاز ويؤوي كلب العائلة.

يُشار إلى أن سوايلز الأب توفي العام الماضي أثناء انتظار محاكمته في جنح متعلقة بالعبودية الحديثة.

ووافقت محكمة كراون على الذريعة التي قدمها سوايلز الابن بأنه على الرغم من معرفته بالضحية لأعوام طويلة، لم يكُن على علم بالظروف المعيشية الصعبة المرتبطة به.

وأقرّ سوايلز جونيور الذي يتحدر من لو هاركر في كارليل بأن والده كانت يتصل به "بين الحين والآخر" ويرتب عملاً للضحية معه وبأنه "في مناسبات عدة" كان يدفع له أجراً أقل مما يستحق.

ومع افتتاح القضية، قالت باربارا ويبستر إن الضحية "لم يكُن يملك سوى مقتنيات قليلة على مدار 40 عاماً من العمل الدؤوب. كان يملك كيس غسيل وثلاثة معاطف مستعملة وألحفة قذرة وأسطوانات".

وأضافت ويبستر أن الرجل عاش مع عائلة سوايلز لأعوام طويلة بعد أن تم تقديم الرعاية له أثناء طفولته وإن سوايلز الأب كان يردد على مسمعه أنه "مديره".

وعندما زار رجال الشرطة موقع المسافرين في أكتوبر (تشرين الأول) 2018، أخبرهم الضحية بأنه كان يحصل على 10 جنيهات استرلينية يومياً مقابل عمله.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستمعت المحكمة إلى إفادة سوايلز جونيور الذي قال إنه غادر منزل العائلة في عمر 14 سنة خوفاً من والده. وأشارت محامية الدفاع جوديت ماكولوغ إلى أنه لم يكُن يعمل مع والده وأنهما أدارا أعمالاً منفصلة.

وقال القاضي ريتشارد أرشر لسوايلز جونيور: "لعلك لم تكُن على علم بالظروف المعيشية للضحية أو بمعدل ذكائه، ولكن لا بد من أنه كان واضحاً بالنسبة إليك أنه لم يكُن يقدّر فعلاً العواقب المحتملة لبعض الأعمال التي كنت تطلب منه القيام بها مقابل أجر زهيد ومن دون أخذ سلامته الشخصية في الاعتبار".

وحكم القاضي على الرجل وهو أب لخمسة أولاد بالسجن لمدة تسعة أشهر مع وقف التنفيذ لمدة 18 شهراً وقال إنه أخذ في الاعتبار تقريراً قبل صدور الحكم جاء فيه أن احتمال إعادة الجرم من قبل سوايلز جونيور "ضئيل للغاية"، فضلاً عن أسباب تخفيفية شخصية بما فيها صحته الهشة.

وأعقبت التهم تحقيقات استمرت على مدار ثلاثة أعوام أجرتها وكالة التحقيق الأولى في مجال الاستغلال في العمل في المملكة المتحدة (GLAA) بالتعاون مع شرطة كمبريا ووكالة مكافحة الجريمة.

ويعيش الضحية اليوم وهو في الستينيات من العمر في مسكن تدعمه الدولة خارج كمبريا وحظي على مساعدة جمعية "سيتي هارتس" City Hearts التي تُعنى بتقديم دعم طويل الأمد للناجين من العبودية الحديثة.

وقال الرجل: "تُركت في كوخ مقفل على فراش ولم أكُن أتمكن من الخروج إلا إذا مُنحت الإذن بذلك. لم أهرب لأنني لم أملك مكاناً آخر ألجأ إليه. أقوم بالمشي يومياً الآن لأن بمقدوري ذلك. أتمتع بالنزهات الطويلة إلى المتاجر وبمشاهدة كرة القدم كما أصبح لدي بعض الأصدقاء".

مارتن هيل، نائب رئيس وحدة القضايا المعقدة في نورث ويست قال: "نعتقد أنها المرة الأولى التي يتمكّن فيها أحد ضحايا العبودية الحديثة من منح محكمة في إنجلترا أو ويلز أدلة مسجلة مسبقاً. أتاح هذا الأمر لضحية مستضعفة إلى أقصى الحدود بأن يخبر قصته الخاصة وما الذي حصل معه بطريقته الخاصة وهذا ما أسهم في الإقرار بالذنب في نهاية المطاف".

أسهمت برس أسوسييشن PA في إعداد هذا التقرير

© The Independent

المزيد من متابعات