Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سنتان على شعار "إنجاز بريكست" ولم يتوضح معناه للشركات

المعلومات عنه ما زالت محجوبة وفوضى الأمور ستتزايد إلا حين تبدأ المملكة المتحدة بالابتعاد في شكل أوضح عن قواعد الاتحاد الأوروبي

بوريس جونسون (في يمين الصورة) يزور حوض بناء السفن في "روزيسث" الإسكتلندية، 14 فبراير 2022 (رويترز)

"إنجاز بريكست". شكّل ذلك الشعار نغمة رائجة ساعدت بوريس جونسون في الحصول على نصر انتخابي بغالبية كبيرة. في المعنى الأكثر حرفية، حقق رئيس الوزراء بسرعة ما وعد به حين بدأ العمل باتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد شهرين من تلك الانتخابات.

ومع "إنجاز بريكست"، شرع جونسون في إحدى المراحل في التخطيط بثقة للبقاء في السلطة طيلة عقد مقبل. والآن، يبدو من المرجح أكثر أن يغادر رئيس الوزراء منصبه قريباً في حين سيبقى "بريكست" معلقاً لعقد في الأقل.

وفي ذلك الإطار، تشير "مجموعة الموانئ الرئيسة" البريطانية إلى ما لا يقل عن أربع استشارات عامة، أجرتها إدارات حكومية مختلفة في الآونة الأخيرة. وتهدف كل استشارة إلى وضع ترتيبات حدودية جديدة، ليس لهذا العام، أو الذي يليه، بل فترة ما بعد 2025.

تشكل تلك الاستشارات جزءاً من هدف الحكومة المتمثل في حيازة الحدود "الأكثر تنافسية" في العالم. ومع استبعاد أي تساؤلات حول ضرورة أن تمثل التنافسية هدفاً رئيساً للإجراءات الحدودية التي يطبقها أي بلد، لا يشير الوضع الحالي إلى أن "بريكست" أُنجز.

ومن الواضح أن العلاقة الحدودية مع البلدان المجاورة لأي بلد ليست أمراً يمكن طيّه ووضعه جانباً، إذ تمثل تلك العلاقة مجموعة معقدة ومتطورة باستمرار من القواعد والالتزامات. وتتسم بأنها تقنية وفوضوية، إضافة إلى كونها مملة قليلاً لكنها مهمة في شكل حيوي.

وكذلك لن تزيد الأمور إلا فوضى حين تبدأ المملكة المتحدة بالابتعاد في شكل أوضح عن قواعد الاتحاد الأوروبي، بحسب رغبة الحكومة المعلنة بذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالنتيجة، ستحصل على الأرجح سلسلة لا تنتهي من الاستشارات والدعوات إلى عرض البراهين والمفاوضات والبرامج التجريبية في محاولة لفهم الإجراءات الأنجح.

واستطراداً، يمثل ذلك كله مصدراً كبيراً للقلق للشركات التي تولي الأولوية للوضوح أكثر من أي شيء آخر تقريباً، وفق ما تردده دوماً في شكل لا يعرف الكلل.

وأكثر ما يبعث على القلق هو أن الحكومة، حينما تجري استشارات حول الرؤى المستقبلية الكبرى، تظل متخلفة كثيراً عن جدول المواعيد الخاص بتطبيق التغييرات التي وافقت بالفعل على تطبيقها.

فقد تكرر تأجيل بدء العمل بضوابط كاملة [شاملة]، ما يعني، بحسب "لجنة الحسابات العامة" الأسبوع الماضي، أن أسوأ ما في "بريكست" لم يحدث بعد.

ومن ناحية أخرى، عند كل مفصل، تعاني الشركات من حجب للمعلومات حتى آخر لحظة ممكنة، ما يعيق الاستثمار ويرتب تكاليف لا داعي لها ومن دون منفعة ملموسة.

وفي آخر مثل على ذلك، لا تزال الجهات المشغلة للموانئ لا تعرف حجم المبالغ التي ستستردها في مقابل توفير تسهيلات لتطبيق الضوابط على الواردات. وستُطبّق تلك الضوابط تدريجاً خلال الأشهر القليلة المقبلة. ويتمحور السؤال الذي تطرحه هذه الجهات حول مجرد إمكانية أن يُنجَز "بريكست" يوماً ما!

© The Independent

المزيد من دوليات