Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زوجة بوريس جونسون تتهم أعداءه باستهدافها في "حملة إعلامية شرسة"

أصدرت بواسطة متحدث باسمها بياناً نادراً تدافع فيه عن نفسها

يواجه بوريس جونسون عاصفة سياسية في الداخل البريطاني وطالت سهامها زوجته كاري )أ.ب)

حرصت كاري جونسون زوجة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على تأكيد أنها "لا تضطلع بأي دور في الحكومة"، وأنها تتعرض لاستهداف من جانب "أعداء" رئيس الحكومة، من خلال "حملة إعلامية شرسة".

وأصدرت كاري بياناً نادراً عبر متحدث بإسمها مساء الأحد، بعد قال أحد وزراء الحكومة، إنها تخضع "لتدقيق بطريقة ربما لم يشهدها أزواج وزوجات رؤساء وزراء آخرين" في الماضي.

وقد تم أخيراً تسليط الضوء على دور السيدة جونسون في إدارة زوجها للحكومة. ففي عطلة نهاية الأسبوع فتحت صحيفة "ديلي ميل" ونسختها التي تصدر يوم الأحد "ميل أون صاندي" صفحاتها للعضو في مجلس اللوردات البريطاني عن حزب "المحافظين" اللورد أشكروفت، كي ينشر على مراحل مقاطع من كتابه الذي يتناول فيه السيرة الذاتية لأم الطفلين البالغة من العمر 33 عاماً، لجهة تأثيرها المزعوم على عملية صنع القرار على مستوى رئيس الوزراء.

وكتب اللورد أشكروفت في صحيفة "ديلي ميل" أن أبحاثه أشارت إلى أن "سلوكها يمنع (بوريس جونسون) من قيادة بريطانيا بشكل فاعل على النحو الذي يستحقه الناخبون"، لكن مقربين من جونسون رفضوا تلك الانتقادات، واصفين إياها بأنها ذات طابع متحيز ضد النساء. وقال متحدث باسم رئيس الحكومة يوم الأحد: "مرةً أخرى، جرى استهداف السيدة جونسون من خلال حملة إعلامية وحشية، يشنها ضدها أعداء زوجها. إن ما يحصل هو مجرد محاولة أخيرة يقوم بها مسؤولون سابقون حاقدون لتشويه سمعتها. إنها شخصية تهتم بشؤونها ولا تضطلع بأي دور في الحكومة".

وكان قد نسب إلى السيدة جونسون تورطها في عدد من الفضائح المتعلقة برئيس الوزراء البريطاني، بما فيها اتهامها بأنها هي التي حضّت على إعادة تجديد الشقة الفاخرة التي يتقاسمها الزوجان في المقر السكني الرسمي لرئاسة الحكومة في "11 دوانينغ ستريت"، وبأنها كانت وراء مسألة إجلاء حيوانات من جمعية "نوزاد" Nowzad الخيرية من العاصمة الأفغانية كابل (نظمت رحلة جوية لإنقاذ الحيوانات وأعطيت أولوية على إخراج أفراد هناك مهددين من حركة "طالبان"). وقد نفت رئاسة الوزراء أن تكون للزوجين أي علاقة بالموضوع، لكن غوتو هاري الذي تم تعيينه أخيراً مديراً للاتصالات في "داونينغ ستريت"، قال في لقاء أجري معه ضمن بودكاست "بي بي سي نيوزكاست" الأسبوع الماضي، إن تلك الواقعة "تثير التساؤل عن الظل الآخر الذي لا يغيب أبداً والمتعلق بمن يؤثر عليه (رئيس الوزراء)، وكلنا نعرف من هي المتهمة في هذا الإطار، خصوصاً أنها هي من محبي الحيوانات أكثر منه في الواقع". ولدى سؤاله عما إذا كان يشير إلى بوريس جونسون، أجاب: "أنت قلت ذلك، وليس أنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دومينيك كامينغز الذي كان كبير مساعدي رئيس الوزراء البريطاني، أكد بوضوح أنه لم يكن من المعجبين بالسيدة جونسون، مشيراً إلى أنها أرادت "التخلص منه" وإخراجه من عمله في رئاسة الوزراء. وزعم أنها كانت في مرحلة ما "تحاول تغيير مجموعة كاملة من التعيينات المختلفة في "10 داونينغ ستريت"، وتوظيف صديقاتها في مراكز معينة"، لكن بعد أن أطلق حلفاء كامينغر على كاري جونسون لقب "السيدة نات نات" Princess Nut Nut (تعبير يتهمها بالجنون) في إحدى الإحاطات الإعلامية، علقت سامانثا زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون، بأن تلك الحملات كانت من النوع "المتحيز ضد النساء". وأضافت: "في رأيي، إن زوجك أو شريكك هو رئيس الوزراء، ويمكنه وفريقه اتخاذ القرارات بأنفسهم، ولديه مجموعة ضخمة من المستشارين".

وتابعت سامانثا كاميرون قائلة: "من هنا، فإن فكرة أن الزوجة هي التي تتصرف، وأنها تؤثر عليه بطريقة ما أكثر مما يفكر به، أو لجهة النصيحة التي تأتيه من فريقه، إن كل ذلك يشكل في اعتقادي نوعاً من الإهانة حقاً لرئيس الوزراء".

وزير الطاقة البريطاني كواسي كوارتينغ تحدث أيضاً يوم الأحد في هذا المعنى، عندما قال لإذاعة "تايمز راديو": "لا أعتقد أن ما جاء في التقرير الصحافي عن تأثيرها عليه بطريقة ما، هو صحيح، فرئيس الوزراء عمل في السياسة لمدة 25 عاماً، ولديه مجموعة قوية جداً من الأفكار"، لكن لدى سؤال كوارتينغ عما إذا كان هناك أي من عناصر التحيز الجنسي في معاملة السيدة جونسون مقارنةً بزوجات رؤساء الوزراء السابقين، أجاب: "لن أقول ذلك، لكني أعتقد أن من المثير للاهتمام، عندما تكون الزوجة في الثلاثينيات من العمر، ولديها مواقف معلنة ومعروفة جيداً، فإن الناس لا يتوانون عن توجيه الانتقاد - أرى أن ذلك مثير للاهتمام".

 

 

وبعد الإلحاح عليه لتوضيح ما عناه بتعبير "مثير للاهتمام"، أجاب الوزير البريطاني: "لا أعتقد أن ما صدر هو متحيز جنسياً، لن أختار تعبير متحيز جنسياً، لكنني أقول إن آراءها تخضع للتدقيق بطريقة ما، ربما بشكل لم يحصل مع سابقاتها من زوجات رؤساء الوزراء الآخرين".

الصحافية سارا فاين التي أنهت إجراءات طلاقها من وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف الشهر الماضي بعد نحو 20 عاماً من الزواج، وصفت التركيز على السيدة جونسون بأنه "ضرب من الوقاحة السياسية".

وقالت لبرنامج "صاندي مورنينغ" الذي تبثه قناة "بي بي سي": المشكلة هي أنه من الأسهل دائماً إلقاء اللوم على المرأة، لكن الحقيقة هي أكثر تعقيداً من ذلك. فإذا كان بوريس جونسون قد منح كاري مساحةً حرية أكبر مما ينبغي، أو أفسح لها المجال للتدخل، يكون ذلك خطأه. فهو في موقع المسؤولية. وهو في النتيجة رئيس الوزراء".

وأضافت: "أعلم أن لقب كاري أنطوانيت (نسبة إلى ماري أنطوانيت زوجة الملك الفرنسي لويس السادس عشر الذي أطاحت عرشه الثورة الفرنسية) ذكي، ويعد تلاعباً جيداً بالكلمات، ونحن جميعاً نحب التورية الجيدة، لكنني لا أعتقد أن رأسها يستحق أن يكون على المقصلة بهذه الطريقة".

"لقد سارت الأمور على نحو خاطئ، وتم ارتكاب أخطاء، وكانت أخطاء رهيبة... لجهة فضيحة "بارتي غيت" Partygate، وأنا أقر بأن كل هذا هو غير مقبول على الإطلاق، لكنها ليست هي وحدها التي يجب أن تتحمل وزر ما حدث. ففي نهاية المطاف، إن المسؤولية في اعتقادي تقع على جونسون والطريقة التي يدير بها (10 داونينغ ستريت)".

ورأت السيدة فاين أنه من منطلق تجربتها الخاصة، "يعد هذا الأمر صعباً ويشكل ضرراً كبيراً على المستوى الشخصي"، خصوصاً عندما تتم "غربلة أفعال أشخاص من خلال وجهات نظر سياسية وسلطوية سامة، ليصار بعد ذلك إلى تصويره على نحو لا يعبر في الواقع عما هو عليه، وعن حقيقته". وتوقعت أن "تكون الخسائر النفسية عليها (زوجة جونسون) كبيرة".

البرلمانية في حزب "العمال" المعارض جيس فيليبس، التي كانت قد وصفت سابقاً الانتقادات الموجهة إلى كاري جونسون بأنها تأتي في إطار "التحيز ضد النساء" و"التحيز ضد العمر"، قالت إنه صدرت أقاويل من جانب "رجال لا يحبون كاري سيموندز، لأنهم لم يكن لديهم النفوذ الذي أرادوا امتلاكه".

وأضافت فيليبس: "لم ألحظ فعلاً وجود أي دليل في حياتي اليومية على أن كاري سيموندز كان (لها تأثير كبير). في بعض النواحي، ربما أرغب لها أن تحصل على مزيد - إنها تماماً من داعمي حقوق النساء".

البرلمانية عن حزب "المحافظين" تريسي كراوتش، أعربت هي أيضاً عن اشمئزازها من الطريقة التي تم عبرها تصوير السيدة جونسون بأنها تشبه شخصية الليدي ماكبيث (زوجة بطل مسرحية وليم شكسبير "ماكبيث" التي شجعت زوجها على إطاحة ملك اسكتلندا وتولي العرش).

في كتاب اللورد أشكروفت، اعتبر جون ويتينغديل الوزير السابق في الحكومة البريطانية الذي كانت قد عملت معه السيدة جونسون، أن التأثير الذي يحكى عن أنها مارسته هو غير دقيق، لكنه أضاف: "نعم، أنا متأكد من أن بوريس وكاري يناقشان الأمور بطريقة لم يقم بها زوجان سابقان، لأن الآخرين كانوا أقل تسييسا. فسامانثا كاميرون لم تكن مهتمة كثيراً بالسياسة، فيما فيليب ماي (زوج رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي) لم تكن لديه معرفة كبيرة بالسياسة.

ونقل عن ويتينغديل قوله إن "هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها زوجة رئيس وزراء ناشطة سياسية ملتزمة، لديها معرفة وخبرة في العمل السياسي، لذا سيتم طبعاً الحديث عنها، لكنها جيدة جداً. وقد قدمت النصح إليّ على مدى خمسة عشر شهراً، من هنا إنني أعرف كم هي جيدة".

وختم بالقول: "إن كاري تعيش وقتاً عصيباً. والوضع يسبب إزعاجاً لها. أشعر بالأسف عليها. فهذا يجعلها تعيش في عزلة. أعتقد أنها وزوجها مرّا بمصاعب جمّة. فهي لا تلتقي كثيراً ببوريس كما ترغب، لأنه منشغل في واجباته السياسية على رأس الدولة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير