Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذه الأسباب ستسهم دراسة رائدة في حل ألغاز "كورونا"

قدمت نظرة فاحصة إلى تفاصيل "بداية الإصابة بالعدوى ومنتصفها، ونهايتها"

"يحدونا أمل في أن تساعد البيانات التي جمعتها الدراسة الأولى من نوعها في تطوير أدوية مضادة للفيروسات ولقاحات وسبل التشخيص" (غيتي)

ربما سقط "كوفيد" عن أجندة بعض السياسيين، لكن العلماء ما زالوا منهمكين في محاولة التوصل إلى فهم هذه العدوى على نحو أفضل.

في العام الماضي، تقدم عدد قليل من المتطوعين الشجعان بحماسة للمشاركة في دراسة ممولة من الحكومة البريطانية، عرضت المشاركين عمداً لفيروس "كورونا"، ولكن البحث الذي لم يخلُ من جدل، نظراً إلى الاعتبارات الأخلاقية القائمة، أطلع الناس على النتائج الأولى التي خلص إليها.

وفق كبير الباحثين البروفيسور كريستوفر تشيو، قدمت الدراسة نظرة ثاقبة مذهلة حول "بداية الإصابة بعدوى (كوفيد-19) ومنتصفها ونهايتها".

العلماء الذين نهضوا بالدراسة، من "إمبريال كوليدج لندن"Imperial College London، اكتشفوا أنه بعد التعرض للفيروس، تستغرق الأعراض عادة يومين قبل أن تبدأ في التطور. وتظهر الإصابة بالعدوى في الحلق أولاً، لتصل إلى ذروتها بعد مرور خمسة أيام، وفي هذه المرحلة يكون الفيروس أكثر وفرة في الأنف مقارنة مع إعداده في الجهاز التنفسي العلوي.

كذلك، وجدت الدراسة، التي لم تخضع بعد لمراجعة خبراء نظراء، أن فحوص "التدفق الجانبي" lateral flow السريعة فاعلة جداً في الكشف عن الفيروس، إذ تشير نماذج حاسوبية افتراضية إلى أن الخضوع لفحص كل ثلاثة إلى أربعة أيام سيرصد حالات كثيرة، ستقفز حتى 90 في المئة عند إجراء اختبارات يومية.

في الدراسة، أعطي 36 مشاركاً شاباً يتمتعون بصحة جيدة، ولا يحملون أي أجسام مناعية ضد "كوفيد" جرعة منخفضة من الفيروس، ثم راقبهم الأطباء عن كثب في بيئة محكمة الظروف طوال 24 ساعة يومياً، على مدى أسبوعين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من بين هؤلاء المتطوعين، أصيب 18 شخصاً بعدوى "كوفيد"، وظهرت لدى 16 مشاركاً منهم أعراض خفيفة الوطأة إلى متوسطة. ولحسن الحظ، لم يُعانِ أي من المشاركين أعراضاً خطيرة.

صحيح أن المشاركين أخذوا جرعة صغيرة جداً من الفيروس، تعادل ما يقل عن رذاذ تنفسي واحد في حالة مريض في مرحلة الذروة من الإصابة، ولكن مع ذلك، استمر المشاركون الذين أصيبوا أثناء الدراسة، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون أعراضاً أم لم تظهر عليهم أي منها، في تطوير أحمال فيروسية عالية.

"يظهر هذا [تطوير أحمال فيروسية عالية على الرغم من تلقي جرعة صغيرة جداً من الفيروس] قدرة الفيروس على التكاثر بسرعة كبيرة جداً"، قال الدكتور أندرو كاتشبول، كبير المسؤولين العلميين في "إتش فيفو" hVIVO البريطانية، الشركة المتخصصة في تجارب "التحدي البشري" [الدراسات التي يتقدم لها متطوعون يقبلون تعريضهم للإصابة بمرض معين].

الحال أن السرعة المخيفة التي يتكاثر فيها فيروس "سارس – كوف - 2" في أجسامنا تسهم في توضيح الأسباب التي آلت إلى انتشار الجائحة بهذه الطريقة التي شهدناها. يبدو أنه في مواجهة القوة المجهرية للطبيعة، وقفت البشرية عاجزة عن مقاومة الموجات الأولى من "كوفيد" التي اجتاحت العالم.

يحدونا أمل في أن تساعد البيانات التي جمعتها هذه الدراسة الأولى من نوعها في تطوير أدوية مضادة للفيروسات ولقاحات وأساليب تشخيص جديدة، ما يوفر للعلماء فكرة أفضل عن الطريقة التي يتفاعل بها الفيروس مع أجسامنا، وآليات المناعة التي تحاول قمع العدوى.

وإلى ما تقدم، يواصل العلماء البحث عن الأسباب التي أتاحت "لنصف المشاركين في الدراسة بأن يقاوموا العدوى".

في الواقع، ظهرت لدى بعض هؤلاء المشاركين ارتفاعات قصيرة الأمد في العدوى الفيروسية رصدها اختبار الكشف عنه، قبل أن تختفي سريعاً، ولكن لم تضح بعد الخصائص المناعية التي تميز المجموعة المصابة عن نظيرتها غير المصابة.

العلماء الذين يتولون الدراسة سيواصلون جهودهم في البحث عن تلك الأسباب، والسعي إلى فك لغز حير بعض ألمع العقول منذ بداية جائحة كورونا.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة