Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تخفيف تدابير كورونا في بريطانيا تنعكس سلبا على المعرضين للخطر سريريا

شارلوت أوغست الرئيسة التنفيذية لإحدى الجمعيات الخيرية البريطانية تقول: "في الاعتبارات السياسية أصبح الضعفاء من الناحية السريرية بمثابة أضرار جانبية"

وزارة الصحة: "يُنصح الأشخاص من ذوي اعتلال، باتخاذ احتياطات إضافية لتقليص فرص تعرضهم للإصابة بالعدوى" (رويترز)

انتقدت مؤسسات خيرية بارزة في المملكة المتحدة مسألة إلغاء الحكومة البريطانية تدابير مواجهة عدوى "كوفيد-19"، محذرةً من أن الأفراد المعرضين للخطر سريرياً قد تحولوا "نتيجة الاعتبارات السياسية إلى مجرد أضرار جانبية".

ونبّهت تلك المنظمات التي تمثل آلاف الأشخاص المعرضين للخطر سريرياً في المملكة المتحدة، إلى أن قرارات الحكومة إلغاء قيود "كوفيد-19"، تتسبب في "تهميش" أفراد، لافتةً إلى وجود خطر على الأطفال الضعفاء الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 5 أعوام و11 عاماً الذين لم يتم تطعيمهم بعد.

وفيما سيترجم رفع قيود "كوفيد-19" في البلاد، بعدم إلزامية وضع الأفراد أقنعة الوقاية، وبأن الحكومة لن تطلب من الناس العمل من أماكن سكنهم، سارعت مؤسسة "سرطان الدم في المملكة المتحدة" Blood Cancer UK (تُعنى بتمويل أبحاث جميع أنواع سرطانات الدم)، إلى مناشدة الحكومة البريطانية بذل مزيد من الجهد لمساعدة الأشخاص الذين يعانون نقص في المناعة لديهم، كإعطائهم مثلاً الأولوية في إجراء الاختبارات.

أما جمعية "ألزهايمرز سوسايتي" Alzheimer's Society (التي تُعنى بمرضى الخرف وبمقدمي الرعاية لهم وبالأبحاث في هذا المجال)، فاعتبرت أن من السابق لأوانه التخلي عن التدابير الوقائية الأساسية، كوضع الأقنعة، التي تساعد على حماية الأفراد الضعفاء في المجتمع.

ونبّهت شارلوت أوغست الرئيسة التنفيذية لمجموعة "ناشيونال فويسز" National Voices الخيرية (تحالف جمعيات خيرية ناشطة في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية في إنجلترا)، إلى أن الأشخاص المعرضين للخطر من الناحية السريرية، أصبحوا الآن بمثابة "أضرار جانبية في الاعتبارات السياسية".

وأضافت: "من الواضح أن الوباء كان صعباً على الجميع، لكنه كان أكثر صعوبة على الأشخاص الضعفاء المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس، إذ إن البعض منهم لم يخرج أبداً من الإغلاق، منذ نحو 22 شهراً. وفي وقت تعد فيه بعض إجراءات مكافحة العدوى مضرةً بالمجتمع بالطبع، ومنها الإغلاق الذي يسبب الضرر، إلا أن هناك بعض التدابير التي تتيح للناس مواصلة حياتهم - كوضع أقنعة الوقاية وتحسين التهوية".

وتساءلت أوغست: "لماذا لا نقوم بذلك؟ فعندما علمنا بأن المياه الملوثة تسبب المرض، قمنا بتنقية المياه. لا يمكن أن يدعو بيان سياسي إلى وجوب أن ننظف الهواء، لأن قراراً من هذا النوع يجب أن يقوم على الحقائق، إلا أن الوضع بات الآن كله متعلقاً بالسياسة".

ورأت أن "قرار رفع جميع تدابير مكافحة الفيروس، إنما يستهدف جمهوراً تشعر هذه الحكومة في هذه المرحلة بالذات، بأنها في حاجة إلى استرضائه، فالمسألة لم تعد مرتبطةً بالقيام بما هو صحيح من أجل جعل المجتمع آمناً خلال هذه المرحلة من الجائحة، وأعتقد أن الأمر يطرح إشكالية كبيرة".

وتخوفت الرئيسة التنفيذية لمجموعة "ناشيونال فويسز" الخيرية من أن "الأفراد المعرضين للخطر من الناحية السريرية أصبحوا مجرد أضرار جانبية في الاعتبارات السياسية". وقالت: "أعتقد أن هذا الأمر يطرح إشكالية كبيرة... إذا إن (السياسة الراهنة) باتت تختصر في: إما أن تكون محظوظاً أو غير محظوظ، وهذه معادلة غير مسبوقة".

تجدر الإشارة إلى أنه استناداً إلى أحدث البيانات الصادرة عن "المكتب الوطني للإحصاء" Office of National Statistics، يعتبر قرابة 3 ملايين و700 ألف شخص في بريطانيا من الناحية السريرية، معرضين بشدة للإصابة بفيروس "كوفيد-19"، وقد طلب من نحو 85 في المئة من هؤلاء، في بداية تفشي الوباء، أن يحموا أنفسهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مجموعة "العائلات المعرضة للخطر سريرياً في المملكة المتحدة" Clinically Vulnerable Families UK التي تمثل آلاف المرضى في مختلف أنحاء البلاد، قالت بلسان متحدثة باسمها: "يبدو أن التعايش مع عدوى (كوفيد-19) يتطلب تقبل معدل وفيات مرتفع للغاية. فعلى الرغم من التطعيم، ما زال الخطر على الأفراد الضعفاء كبيراً للغاية".

وأشارت إلى أن الأفراد المنضوين إلى المجموعة يشعرون "بالتهميش"، لأنهم لا يتوخون أن يحل "يوم الحرية" بالنسبة إليهم، وهم في الواقع لا يحسون بمقدار كافٍ من الأمان. وقالت إن البعض منهم شعر بأنه كان مجبراً على الاستقالة من العمل.

وأضافت المتحدثة قائلةً، إن "للأشخاض الضعفاء الحق في العمل والحصول على التعليم والرعاية الصحية، من دون أن يكونوا عرضةً لمخاطر غير ضرورية". وحذرت المجموعة أيضاً من أن التغييرات "سابقة لأوانها"، لأن الفئة العمرية ما بين 5 أعوام و11 عاماً التي تم منحها أولويةً في التطعيم ضد العدوى، ما زال أفرادها ينتظرون تلقي جرعتهم الأولى.

فيليب أندرسون رئيس تنسيق السياسات في جمعية "أم أس سوسايتي" MS Society (التي تساعد الأفراد الذين يعانون مرض التصلب العصبي المتعدد وتدعم الأبحاث الهادفة إلى إيجاد علاجات أفضل لهم)، قال لـ"اندبندنت": "إنه لأمر مثير للغضب أن تقرر الحكومة إلغاء الكثير من الإجراءات الوقائية من دون أي تقييم للمخاطر التي سيواجهها أولئك الذين هم أكثر عرضةً للإصابة بمرض "كوفيد-19"، ومنهم بعض المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد، الذين قد لا يؤمن اللقاح الكثير من الحماية لهم، بسبب ضعف جهازهم المناعي".

وأضاف أن "بعض الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بعدوى (كوفيد-19) سيتملكهم الشعور بالارتباك والخوف وبأنهم منسيون، وهو الأمر الذي ويا للأسف، قد اختبروه طيلة فترة الوباء".

جيمس وايت رئيس قسم الشؤون العامة في "جمعية ألزهايمر"، لفت إلى أن ثلثي المصابين بالخرف اتخذوا القرار الصعب بالاحتماء أثناء تفشي الوباء، لكنهم ما زالوا الأكثر تضرراً من حيث الوفيات".

وأوضح أن "عدد الأشخاص الذين تم تشخيصهم رسمياً بأنه مصابون بالخرف، آخذ في التراجع، ولم يعد يتوجب على الأطباء العامين إجراء مراجعات رعاية حيوية للأفراد المصابين بالخرف حتى شهر أبريل (نيسان)، الأمر الذي يدفع بكثيرين منهم إلى القلق، ويحرمهم من الدعم اللازم الذي يحتاجون إليه".

وقال وايت إنه "في ظل الحاجة إلى مزيد من العمل الحيوي على مستوى مرافق (الخدمات الصحية الوطنية) NHS، للعودة إلى المسار الصحيح، فإننا نعتقد بقوة أن من السابق لأوانه التخلي عن الإجراءات الوقائية الأساسية كوضع أقنعة الوقاية، التي تساعد على حماية الأفراد الضعفاء في المجتمع".

متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية قال:  "لقد وجهنا نصائح في ما يتعلق بالصحة العامة، إلى الأشخاص الذين يشير نظامهم المناعي إلى أنهم أكثر عرضةً لانعكاسات خطيرة بسبب مرض (كوفيد-19)".

وختم بالقول: "ينصح الأشخاص الذين تم اعتبارهم في وقت سابق، في حال ضعف شديد من الناحية السريرية، باتباع التوجيهات نفسها التي يتبعها عموم الناس، لكن يجب أن يفكروا في اتخاذ احتياطات إضافية لتقليص فرص تعرضهم للإصابة بعدوى (كوفيد-19)".

© The Independent

المزيد من صحة