Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رشقات كيم جونغ أون الصاروخية قد تكون رسالة إلى جو بايدن

تدل على تلهف كوريا الشمالية للخروج من العزلة الدولية

كيم جونغ أون متحدثاً أمام مؤتمر الحزب الحاكم في كوريا الشمالية خلال ديسمبر 2021 (أ ب)

بالكاد مر شهر واحد على بداية السنة الجديدة، وقد أطلقت كوريا الشمالية سبع تجارب صاروخية. ومع زيادة عزلة هذه الدولة وتهالك اقتصادها بفعل الجائحة، جعل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مهمته لفت انتباه واشنطن.

أجرت بيونغ يانغ كل اختبارات الصواريخ في يناير (كانون الثاني) 2022، وزعمت التقارير بأنها تضمنت تجارب على صواريخ تفوق سرعة الصوت، وصواريخ باليستية قصيرة المدى تطلق من قطار، وصواريخ كروز البعيدة المدى. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً متوسط المدى من طراز "هواسونغ- 12"، في أهم اختباراتها الصاروخية منذ 2017.

ثمة شيء واحد لم يعطِ كيم الإذن لقواته بإطلاقه بعد، هو الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، التي تشكل "خطاً أحمر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة. 

يشكل إطلاق الصواريخ مؤشراً على استياء كيم من تأجيل المفاوضات النووية بين بلاده والولايات المتحدة، منذ فشل سلسلة اللقاءات الدبلوماسية التي عُقدت مع الرئيس دونالد ترمب، وكان آخرها اجتماع قمة [بين ترمب وكيم] خلال فبراير (شباط) 2019، في تحقيق أي إنجاز مرغوب فيه، كالاعتراف الرسمي بنهاية الحرب الكورية.

وفي ذلك الصدد، ذكر محلل الأبحاث حول الدفاع والشؤون العسكرية في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، تيموثي رايت، أنه "ربما تختبر كوريا الشمالية الصواريخ الباليستية كي تضمن أن تبقى أولوية بالنسبة إلى إدارة بايدن".

في ذلك السياق، تأتي محاولة كيم الإشكالية في اكتساب أهمية من جديد وسط جدول أعمال بايدن الدبلوماسي الحافل. منذ تنصيبه رئيساً السنة الماضية، يصب مساعدوه كامل تركيزهم على المنافسة المتصاعدة مع الصين، والتبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، والتصعيد الروسي مع أوكرانيا.

كذلك تعرقلت المفاوضات بسبب مطالب كوريا الشمالية برفع العقوبات ضدها قبل استئناف محادثات نزع السلاح النووي.

وبحسب رأي السيد رايت، فإن "رفع العقوبات يشكل أحد أهداف قيادة كوريا الشمالية على الأرجح، وربما تستخدم اختبارات الصواريخ لكي تثبت بالقوة لصناع السياسات الأميركيين، أن هذه العقوبات لا تُحدث التأثير المطلوب منها". 

واستطراداً، تمثل رد الفعل الأميركي الأولي على إطلاق الصواريخ، في فرض عقوبات اقتصادية جديدة على نظام كوريا الشمالية. وحين استمرت الاختبارات الصاروخية، حاولت الإدارة الأميركية أن تحشد دعم حلفائها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل فرض مزيد من العقوبات، ولكن روسيا والصين أحبطتا محاولاتها.

ودعت واشنطن مجدداً إلى انعقاد جلسة لمجلس الأمن يوم الخميس الماضي من أجل التباحث في الاختبار الصاروخي الذي جرى يوم الأحد الفائت، وتضمن إطلاق صاروخ يقدر على بلوغ جزر "غوام" التي تشكل مركزاً عسكرياً رئيساً للولايات المتحدة في المحيط الهادئ. 

في سياق متصل، عززت الصين مكانتها بوصفها المنقذ الاقتصادي لكوريا الشمالية وسط أزمة اقتصادية خانقة مزعومة زادت من قلق كبار المساعدين العسكريين المحيطين بكيم. كذلك أصبحت بكين أكثر استجابة لمطالب بيونغ يانغ منذ بدء التصعيد مع الولايات المتحدة خلال السنة الماضية. 

وفي المقابل، أولى كيم دعمه لبكين في مواجهة الضغوطات الغربية المتعلقة بممارسات الصين القمعية ضد أقلية الأويغور في شينجيانغ، وضد الديمقراطية في هونغ كونغ، وبخطابها الذي يزداد عدوانية ضد تايوان. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويلفت المحللون إلى أن اعتماد كوريا الشمالية المتزايد على الصين، ربما يكون ضمانة ضد اختبار نوع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي قد تبلغ الولايات المتحدة أو أي تكنولوجيا نووية متطورة أخرى ربما تُغضب واشنطن.  

لن تسمح الصين لبيونغ يانغ بإشعال حرب على حدودها. وعلى الرغم من تحالف البلدين، سوف تعتبر أي تطور على الصعيد النووي في كوريا الشمالية تهديداً مباشراً لتوازن القوى في المنطقة. 

ومن غير المحتمل كذلك أن تُجري كوريا الشمالية أي اختبارات على الصواريخ خلال "الألعاب الأولمبية الشتوية" في بكين. ولكن الهاجس الذي يشغل بال الدبلوماسيين الغربيين هو ما قد يحصل بعد الألعاب الأولمبية.

استكمالاً، اقترح كيم العام الماضي خلال المؤتمر العام الثامن لحزب العمال، خطة هدفها تطوير أنظمة الأسلحة في البلاد حين شدد على أهمية تطوير الصواريخ التي تفوق سرعة الصوت بأضعاف ["سوبر سونيك"] التي أُطلقت يومي 5 و11 يناير 2022.

وخلال اجتماع للحزب في يناير الماضي، أعلنت كوريا الشمالية أنها بصدد تنظيم احتفالات وطنية ضخمة في 15 أبريل (نيسان) المقبل احتفالاً بالذكرى الـ110 لميلاد كيم إيل سونغ، جد كيم جونغ أون، ومؤسس كوريا الشمالية. وتحتفل البلاد كذلك بالذكرى الثمانين لميلاد والده، كيم جونغ إيل، في 16 فبراير 2022.

ويعتقد الدبلوماسيون والمحللون بأن هذه الحوادث تمثل مناسبات كبيرة مؤاتية لإطلاق اختبارات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وكذلك صرح خبير في الشأن الكوري الشمالي لم يكشف عن اسمه، إلى صحيفة "نيكاي آسيا" أنه "من المتوقع أن ينظم كيم جونغ أون حدثاً هائلاً يربط ذكرى مرور '110 أعوام و80 عاماً و10 أعوام'، وتمثل الـ10 أعوام فترة حكمه [كيم] الخاص، كطريقة في التأكيد على شرعيته".

في 2012، أشرف القائد الجديد كيم على إطلاق الصاروخ الباليستي بعيد المدى "تايبودونغ- 2"، ما أدى إلى فرض الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية عليه. وفي 2017، أطلقت بيونغ يانغ مرتين صواريخ باليستية متوسطة المدى مرت فوق اليابان، واختبرت الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

وفي المقابل، فإن إطلاق صواريخ أكثر تطوراً من تلك التي أطلقت حتى الآن، قد يواجه مشكلات تقنية ويكلف ثمناً سياسياً لأنه يعني تخلي كوريا الشمالية عن اتفاق وقعته البلاد في أبريل (نيسان) 2018 يقضي بالوقف الاختياري لتطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات واختباراتها.  

وفي ذلك الصدد، يرى السيد رايت، أن "نجاح كوريا الشمالية في تطوير الوقود الصلب لبعض تصاميم الصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، يبرهن قدرتها على إنتاج الصواريخ العاملة بالوقود الصلب. ولكن، تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل على الوقود الصلب سيمثل تحدياً تقنياً أكبر، لأن إنتاج المحركات المتعددة المراحل التي تعمل بالوقود الصلب يُعد عملية معقدة".      

وفي الأحد الماضي، لفت رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، إلى أن بيونغ يانغ قد تنهي العمل بما فرضته على نفسها من وقف تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والاختبارات النووية.

وفي المقابل، ما زال أمام السيد كيم فرصة كي يرسل إشارة للغرب بأن نواياه لا تتعدى طلب الانتباه والعودة إلى طاولة المفاوضات، عبر الامتناع عن إطلاق الصواريخ الباليستية.  

 بالتالي، من المستطاع النظر إلى التصعيد الأخير على أنه خطوة هدفها تحقيق التوازن، وإرسال تحذير مرتبط باحتمالات المفاوضات المستقبلية، ليس أكثر، وتأمل بيونغ يانغ بأن يفهم بايدن الرسالة. 

© The Independent

المزيد من تحلیل