واصلت أسعار النفط صعودها في تعاملات الجمعة 4 فبراير (شباط)، آخر تداولات الأسبوع، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في إثارة القلق بشأن الإمدادات. وارتفع سعر مزيج "برنت" فوق 92 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
وتأثرت أسعار الخام إيجابياً بفعل اجتياح الطقس البارد مساحات شاسعة من الولايات المتحدة، مع تزايد المخاوف على الإنتاج النفطي في تكساس، ما يهدد بمزيد من التعطيل لإمدادات النفط لدى المستهلك الأكبر للوقود في العالم، الأمر الذي قد ينتج عنه تفاقم أزمة شح المعروض في الأسواق العالمية.
واجتاحت عاصفة شتوية شديدة شمال شرقي الولايات المتحدة ووسطها، الخميس، حيث كانت تتساقط ثلوج كثيفة، ما جعل السفر أمراً صعباً للغاية، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن الآلاف وإغلاق المدارس في ولايات عدة.
وبحلول الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش، قفزت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي - تسليم أبريل (نيسان) 2022 - بنحو 1.5 في المئة، تعادل 1.38 دولار، إلى 92.49 دولار للبرميل في أعلى مستوى منذ أكتوبر 2014، بعد صعودها 1.8 في المئة في جلسة الخميس 3 فبراير الحالي.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" - تسليم مارس (آذار) - قرب 92 دولاراً، مرتفعة بنسبة 1.7 في المئة، تعادل 1.5 دولار، مسجلة 91.77 دولار للبرميل، بعد أن زادت بنسبة 2.3 في المئة في الجلسة السابقة.
الصعود الأسبوعي السابع
ويتجه الخامان القياسيان إلى تسجيل سابع صعود أسبوعي على التوالي، مسجلين أعلى مستوى لهما منذ أكتوبر 2014، وهي أطول سلسلة مكاسب أسبوعية سعرية للنفط منذ أكتوبر 2021، عندما ارتفعت أسعار "برنت" لمدة 7 أسابيع، في حين ارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" على مدى 9 أسابيع. وعلى صعيد تعاملات الأسبوع الحالي، فإن أسعار الخام مرتفعة بمتوسط 3.25 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يأتي هذا الارتفاع في الوقت الذي اختار فيه المتعاملون في السوق الانتظار لرؤية إذا ما كانت دول تحالف "أوبك+" النفطي ستتمكن من زيادة الإنتاج بالكميات التي قررتها هذا الأسبوع بمقدار 400 ألف برميل يومياً اعتباراً من أول مارس المقبل.
ويأتي التزام "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا، بسياسة الإنتاج الحالية وسط توقعات بارتفاع الطلب إلى مستويات ذروة جديدة هذا العام، تزامناً مع ضغوط مستهلكين كبار لتسريع الزيادة مع استمرار فشل عديد من أعضاء التحالف في تسليم زيادات الإمدادات الشهرية المقررة، على الرغم من عجز المعروض الحالي في السوق والتحسن المستمر في الطلب العالمي على الوقود، ما أدى إلى تداول أسعار الخام بالقرب من أعلى مستوياتها في سبع سنوات.
التوترات الجيوسياسية
وعززت التوترات بين الغرب وروسيا في شأن أوكرانيا أسعار النفط بقوة الفترة الماضية، وسط مخاوف تعطل إمدادات الطاقة من روسيا إلى أوروبا، وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم. وقالت واشنطن ولندن، الاثنين، إن الولايات المتحدة وبريطانيا مستعدتان لمعاقبة النخب الروسية المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين بتجميد أصول وحظر سفر إذا ما غزت روسيا أوكرانيا مع تصاعد التوتر.
وحذرت الولايات المتحدة من أن روسيا كانت تخطط لاستخدام هجوم مدبر بمثابة مبرر لغزو أوكرانيا. وألقى الرئيس الروسي بوتين باللوم على حلف شمال الأطلسي والغرب في زيادة التوتر، حتى مع قيامه بتحريك آلاف القوات في القرب من الحدود الأوكرانية.
مستوى 100 دولار
وقال كبير المحللين في "سنوراد تردينع"، تشيوكي تشين، "مع المخاطر الجيوسياسية في أوكرانيا والزيادة التدريجية للإنتاج من قبل تحالف (أوبك+)، من المتوقع أن تتجه الأسعار نحو مستوى 100 دولار للبرميل"، بحسب وكالة "رويترز".
ويرى بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس"، أن سعر النفط يمكن أن يرتفع إلى 100 دولار للبرميل بحلول الربع الثالث من العام الحالي.
المخزونات الأميركية
وانخفضت مخزونات النفط في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي على عكس توقعات المحللين، مسجلة الهبوط الأول في 3 أسابيع، في حين واصلت مخزونات البنزين الصعود.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، إن مخزونات كل من النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 28 يناير (كانون الثاني) إلى 415.14 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللين شملهم استطلاع أجرته "رويترز" التي أشارت إلى زيادة قدرها 1.5 مليون برميل.
وجاء تراجع مخزونات النفط في الولايات المتحدة مع ارتفاع قوي لواردات الخام وهبوط الصادرات، إذ صعدت واردات النفط الأميركية بمقدار 849 ألف برميل يومياً، لتصل إلى مستوى 7.085 مليون برميل يومياً، بينما تراجعت الصادرات بنحو 420 ألف برميل يومياً الأسبوع الماضي إلى 2.376 مليون برميل يومياً.
وارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 2.1 مليون برميل على مدار الأسبوع الماضي إلى 250 مليون برميل، بينما كان من المتوقع أن تزيد 1.6 مليون برميل. ووصلت مخزونات البنزين إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2021.