قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أكثر من سبع سنوات، متجاوزةً مستوى 91 دولاراً للبرميل، وهو الأعلى في سبع سنوات، مع استمرار التوترات الجيوسياسية في إثارة القلق بشأن الإمدادات.
وبحلول الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي - تسليم مارس (آذار) 2022 - بنحو 2 في المئة، تعادل 1.76 دولار، إلى 91.10 دولار للبرميل في أعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014، بعد تراجعها 0.7 في المئة في جلسة الخميس 27 يناير (كانون الثاني) الحالي.
وصعدت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" - تسليم مارس – فوق مستوى 88 دولاراً مرتفعة بنسبة 1.6 في المئة، تعادل 1.43 دولار، مسجلةً 88.4 دولار للبرميل، بعد أن هبطت بنسبة 0.9 في المئة في الجلسة السابقة. وكان الخام الأميركي قد بلغ أيضاً أعلى مستوياته في 7 سنوات عند 88.54 دولار في وقت سابق من الجلسة.
أطول سلسلة مكاسب أسبوعية
ويتجه الخامان القياسيان إلى تسجيل سادس صعود أسبوعي على التوالي، مسجلين أعلى مستوى لهما منذ أكتوبر 2014، وهي أطول سلسلة مكاسب أسبوعية سعرية للنفط منذ أكتوبر الماضي، عندما ارتفعت أسعار برنت لمدة 7 أسابيع، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط على مدى 9 أسابيع.
وكانت أسعار النفط الخام قد ارتفعت الأربعاء الماضي، مع صعود مزيج خام برنت إلى 90 دولاراً للبرميل، للمرة الأولى منذ سبع سنوات، وسط التوترات بين أوكرانيا وروسيا.
وارتفعت أسعار الخام هذا العام، بأكثر من 15 في المئة وسط مخاوف جيوسياسية على خلفية تصاعد التوترات على حدود أوكرانيا، فضلاً عن التهديدات التي تتعرض لها الإمارات من ميليشيات الحوثي، ما أثار مخاوف بشأن إمدادات الطاقة.
توترات أوكرانيا
وتواصل أسعار النفط تلقي الدعم جرّاء المخاوف من أن تسبب الأزمة الأوكرانية اضطراباً في أسواق الطاقة، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال، الجمعة، إن موسكو لا تريد الحرب مع أوكرانيا.
ويثير الخلاف بين روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، والغرب بشأن أوكرانيا مخاوف من تعطل إمدادات الطاقة إلى أوروبا، وذلك على الرغم من أن المخاوف تتركز على إمدادات الغاز، وليس الخام.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الثلاثاء الماضي، إنه سيدرس فرض عقوبات شخصية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وكثف القادة الغربيون الاستعدادات العسكرية، ووضعوا خططاً لحماية أوروبا من صدمة محتملة في إمدادات الطاقة من روسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت روسيا، الثلاثاء 25 يناير، إنها تراقب بقلق بالغ قرار الولايات المتحدة وضع 8500 جندي أميركي في حالة تأهب للانتشار في أوروبا في حال حدوث تصعيد روسي.
السوق متقلبة
وقال فيل فلين، كبير المحللين في "برايس فيوتشرز غروب"، إن "السوق متقلبة للغاية بفعل الأنباء عن تطور الوضع بين روسيا وأوكرانيا. هناك حالة من الضبابية بشأن ما سيحدث"، لكن الأسعار تأثرت سلباً أيضاً بسبب إشارات إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (المصرف المركزي الأميركي) سيشدد السياسة النقدية في أكبر مستخدم للنفط في العالم.
وقال مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الأربعاء، إنه من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة في مارس المقبل، وإنه يعتزم إنهاء مشتريات السندات في الشهر ذاته لكبح التضخم.
وصعد الدولار بعد الإعلان، مما جعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الحائزين لعملات أخرى. وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل العملات الرئيسة، الخميس (27 يناير) إلى أعلى مستوياته منذ يوليو (تموز) 2021.
اجتماع "أوبك+"
وينصبّ اهتمام السوق على اجتماع يوم الثاني من فبراير (شباط) لتحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى جانب منتجين آخرين، منهم روسيا.
ويرجح أن تلتزم المجموعة بخططها لزيادة المستوى المستهدف لإنتاج النفط في مارس، وفق ما ذكرته مصادر عدة من "أوبك+" لوكالة "رويترز".
ويزيد تحالف "أوبك+" المستوى المستهدف للإنتاج كل شهر منذ أغسطس (آب) الماضي، بمقدار 400 ألف برميل يومياً، متخليةً تدريجياً عن خفض قياسي للإنتاج في عام 2020.
وأدت الزيادة في إنتاج النفط من قبل الدول المنتجة إلى استنفاد احتياطي الطاقة الفائضة التي تحمي السوق من الصدمات المفاجئة، وزادت من مخاطر ارتفاع الأسعار أو حتى نقص الوقود، لكن التحالف النفطي واجه تحديات تتمثل في الطاقة الإنتاجية المتاحة، والتي منعت بعض الأعضاء من زيادة الإنتاج وفقاً لحصصهم.