Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك+" يقر استمرار زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا في مارس

أسعار الخام توسع مكاسبها بعد قرار التحالف... و"برنت" فوق 90 دولاراً

 تحالف "أوبك+" يتفق على زيادة إنتاج 400 ألف برميل الشهر المقبل (رويترز)

 

بعد اجتماع قصير وكما كان متوقعاً، اتفق تحالف "أوبك+" على استمرار سياسة الإنتاج من دون تغيير، بزيادة 400 ألف برميل يومياً في شهر مارس (آذار) المقبل.  جاء قرار تثبيت الإنتاج اليوم الأربعاء في أعقاب الاجتماع الوزاري الـ25 للتحالف، الذي يضم الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، والدول العشر المتحالفة معها، والذي عقد افتراضياً عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".  ويأتي التزام "أوبك+" بسياسة الإنتاج الحالية، في الوقت الذي من المتوقع فيه ارتفاع الطلب إلى مستويات ذروة جديدة هذا العام، تزامناً مع ضغوط مستهلكين كبار لتسريع الزيادة مع استمرار فشل العديد من أعضاء التحالف في تسليم زيادات الإمدادات الشهرية المقررة، ما أدى إلى تداول أسعار النفط الخام بالقرب من أعلى مستوياتها في سبع سنوات. 

الاجتماع المقبل 

ومن المقرر عقد الاجتماع الجديد رقم 26 لوزراء التحالف الذي تقوده السعودية وروسيا وينتج أكثر من 40 في المئة من المعروض العالمي، في الثاني من مارس المقبل، لمناقشة السياسة الإنتاجية في أبريل (نيسان) 2022. وكرر التحالف في اجتماعه الوزاري تأكيد الأهمية الحاسمة للامتثال الكامل بحصص الإنتاج وآلية التعويض، والاستفادة من تمديد فترة التعويض للدول ذات الأداء الضعيف حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل. وسبق الاجتماع، انعقاد لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف "أوبك+"، التي أوصت بزيادة الإنتاج للمستوى الذي جرى إقراره.  لكن بنك الاستثمار العالمي "غولدمان ساكس" قال إن هناك فرصة لأن يؤدي صعود سوق النفط إلى نحو 90 دولاراً للبرميل إلى زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع من المتوقع.

حصص مارس

بموجب حصص الإنتاج المقررة، سيزيد إجمالي إنتاج النفط في السعودية بمقدار 104 آلاف برميل للشهر المقبل، ليصل إلى 10.331 مليون برميل يومياً، كما سيرتفع إنتاج الجزائر بنحو عشرة آلاف برميل إلى 992 ألف برميل في اليوم خلال مارس.  وسيصل إنتاج العراق 4.370 مليون برميل يومياً، بزيادة 45 ألف برميل على الشهر الحالي، كما سيرتفع إنتاج الإمارات بمقدار 30 ألف برميل، إلى 2.976 مليون برميل يومياً.

انتعاش الطلب

وبعد خفض قياسي في إنتاجه في 2020، يخفف "أوبك+"، من قيوده تدريجياً مع انتعاش الطلب من أسوأ تأثير لجائحة "كورونا" لكن لم يلتزم كل المنتجين بأهداف زيادة الإنتاج، بخاصة نيجيريا وأنغولا في غرب أفريقيا. وحتى مع تحقيق منتجين آخرين أهداف الإنتاج، التي ترتفع في الآونة الأخيرة بمعدل 400 ألف برميل يومياً شهرياً في أرجاء التحالف، يقول محللون إن فائض الطاقة الإنتاجية يتضاءل. وأظهرت وثائق "أوبك" أن اتفاق التحالف، سمح بزيادة الأعضاء للإنتاج بواقع 400 ألف برميل يومياً في يناير (كانون الثاني)، منها نحو 254 ألفاً من الأعضاء العشرة في "أوبك" الذين يشاركون في الاتفاق.ووجد مسح "رويترز"، أنه مع انخفاض الإنتاج عن الزيادة المخطط لها، زاد التزام "أوبك" بالتخفيضات التي تعهدت بها إلى 132 في المئة في يناير، ارتفاعاً من 127 في المئة في الشهر السابق. جاءت أكبر زيادة في يناير من السعودية، أكبر منتج في منظمة "أوبك"، التي عززت الإنتاج إلى حد بعيد مثلما وعدت بما يتماشى مع الاتفاق.وأتت ثاني أكبر زيادة من نيجيريا التي عززت شحنات خام "فوركادوس" بعد رفع حالة القوة القاهرة. ووجد المسح أن الإنتاج لا يزال آخذاً في التراجع على المدى الطويل، وأن التزام نيجيريا عند مستوى 253 في المئة من بين الأكبر في "أوبك".  فيما ستقوم الإمارات والكويت بضخ حصص أكبر من الخام في حين عززت فنزويلا، المستثناة من الاتفاق، من إنتاجها مع سعيها لوضع نهاية لتراجع الإنتاج المستمر منذ سنوات. 

المعروض في السوق

وأبقى تقرير بشأن المعروض أعده للاجتماع خبراء "أوبك+" توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2022 من دون تغيير عند 4.2 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أن الطلب سيصل لمستويات ما قبل الجائحة في النصف الثاني من العام.  وكان الطلب على النفط أعلى بقليل من 100 مليون برميل في اليوم في عام 2019، لكنه تضرر بشدة بسبب الجائحة في عام 2020 عندما أجرى التحالف خفضاً قياسياً في إنتاجها بلغ عشرة ملايين برميل يومياً أو عشرة في المئة من المعروض العالمي.  وتبلغ التخفيضات المتبقية 2.6 مليون برميل يومياً ويأمل "أوبك+" بإنهائها قبل نهاية العام. 

ارتفاع الأسعار

ووسعت أسعار النفط من مكاسبها لأكثر من واحد في المئة خلال تعاملات اليوم، ليتجاوز خام "برنت" مستوى 90 دولاراً للبرميل، بعد قرار "أوبك+" بتثبيت سياسة الإنتاج الحالية.  وبحلول الساعة 13:25 مساءً بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" -تسليم أبريل (نيسان) 2022- بنحو 1.3 في المئة إلى 90.29 دولار للبرميل. 

كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" -تسليم مارس- بنسبة 1.3 في المئة إلى 89.61 دولار للبرميل. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار مع ترقب تقرير مخزونات النفط الأميركية الذي يصدر عن إدارة معلومات الطاقة في وقت لاحق من اليوم. فيما تشير التوقعات إلى زيادة مخزونات النفط بنحو 1.1 مليون برميل. \ ومن جانب آخر، كشفت بيانات معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء عن انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة 1.6 مليون برميل نفط خلال الأسبوع المنتهي في الثامن والعشرين من يناير الماضي.  وأوضح المعهد الأميركي في تقريره الأسبوعي أن مخزونات البنزين زادت 5.8 مليون برميل نفط خلال الأسبوع الماضي، بينما تراجع مخزون المقطرات 2.5 مليون برميل نفط. 

ضغوط المستهلكين

وواجه تحالف "أوبك+" دعوات من الولايات المتحدة والهند وغيرهما لضخ المزيد من النفط مع تعافي الاقتصادات العالمية من تبعات الجائحة.  لكن التحالف اتفق على الالتزام بالمعدل المستهدف عبر ضخ زيادات شهرية تبلغ 400 ألف برميل يومياً، وألقى باللوم في ارتفاع الأسعار على فشل الدول المستهلكة في تأمين استثمارات كافية في الوقود الأحفوري مع تحولها إلى طاقة أقل تلويثاً للبيئة. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في "أوبك+" أن الأسعار زادت بفعل التوتر بين روسيا والولايات المتحدة. وتتهم واشنطن موسكو بالتخطيط لغزو أوكرانيا، وهو ما تنفيه روسيا.  وحسب الوكالة فإن زيادة إنتاج النفط أمر له تعقيداته في ظل مواجهة العديد من أعضاء "أوبك" مصاعب في الوفاء حتى بمعدلات الإنتاج المستهدفة شهرياً وعدم وجود طاقة فائضة لزيادة الإنتاج. 

التوترات السياسية 

وأدت قلة الإمدادات العالمية والتوترات السياسية في شرق أوروبا والشرق الأوسط إلى ارتفاع أسعار النفط بنحو 15 في المئة منذ بداية العام. ويوم الجمعة، سجل الخامان القياسيان أعلى مستوياتهما منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014، حيث لامس خام "برنت" 91.70 دولار والخام الأميركي 88.84 دولار. وعززت التوترات بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا وأيضاً في الشرق الأوسط أسعار النفط بقوة الفترة الأخيرة، وسط مخاوف تعطل إمدادات الطاقة من روسيا إلى أوروبا، وروسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز