قالت الإمارات إنها اعترضت ودمرت ثلاث طائرات مسيرة اخترقت مجالها الجوي فجر يوم الأربعاء، بعيداً من المناطق المأهولة بالسكان، في رابع هجوم من نوعه خلال الأسابيع القليلة الماضية على المركز التجاري والسياحي.
والهجمات الثلاث السابقة التي تعرضت لها الدولة الخليجية، ومنها هجوم صاروخي يوم الاثنين، شنتها ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران، إلا أنها لم تتبنَّ العملية هذه المرة، بل جماعة أخرى مغمورة سمت نفسها "ألوية الوعد الحق".
ولا يعرف لهذه الميليشيا أي دور عسكري بارز في المنطقة، إلا أن مراقبين ينسبونها إلى حزب الله العراقي التابع لفيلق القدس الإيراني.
ولم يتبنى الفيلق أو حزب الله العراق العملية، ولم يصدر منها أي موقف حياله.
اتصال بين أبوظبي وطهران
وفي الساعات التي تلت الهجوم الباكر، أجرى وزيرا الخارجية الإماراتي والإيراني اتصالاً هاتفياً هو الأول من نوعه منذ بداية التصعيد بين الحوثي المدعوم من إيران والإمارات.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، إن حسين أمير عبد اللهيان بحث مع الشيخ عبد الله بن زايد الأزمة اليمنية هاتفياً أمس الأربعاء.
وأضافت الوكالة أن الوزيرين ناقشا القضايا الثنائية والإقليمية، وأكدا مجدداً "أهمية تحسين العلاقات بين البلدين، وإيجاد حل للأزمة اليمنية".
فيما أبدى الوزير الإيراني تحفظ طهران على علاقات أبو ظبي الدبلوماسية مع إسرائيل، معتبراً العلاقة "تهديداً أمنياً" لبلاده.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تنشر وكالة الأنباء الإماراتية أي تفاصيل عن المكالمة.
وكانت الإمارات قد سحبت مشاركتها المباشرة في الحرب اليمنية منذ 2019، إلا أنها احتفظت بدور فاعل عن طريق بعض القوات المناهضة للميليشيات أسهمت في الأسابيع الماضية في تحرير شبوة وأجزاء من مأرب من قبضة الحوثي.
التصعيد ضد الإمارات
وفيما أفادت مجموعة "سايت" للاستخبارات، ومقرها الولايات المتحدة، التي تتابع المواقع الإلكترونية للمتشددين، أن العملية قد تم تبنيها من قبل "ألوية الوعد الحق" عبر منصاتها، قال مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تغريدة على "تويتر" "إذا كانت ألوية الوعد الحق قد نفذت بالفعل هجمات بطائرات مسيرة على الإمارات، فإن هذه العملية إما أن تكون بتوجيه من إيران أو في الأقل سمحت بها".
ولم تعلق إيران بشكل مباشر على الهجمات التي تعرضت لها الإمارات، لكنها دعت إلى حل سياسي لأزمة اليمن.
وقالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، إنها سترسل طائرات مقاتلة لمساعدة الإمارات في أعقاب الهجمات الصاروخية التي استهدفت مواقع فيها، منها منشآت نفطية ومطار مدني، في أعقاب هجوم يوم 17 يناير (كانون الثاني) أودى بحياة ثلاثة أشخاص في أبو ظبي.
جرى هذا في اتصال هاتفي جمع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اتفقا خلاله على تعميق التعاون في مواجهة التهديدات المشتركة.
ويشمل التعاون "إرسال المدمرة حاملة الصواريخ الموجهة للبحرية الأميركية (يو أس أس كول) للتعاون مع البحرية الإماراتية، قبل التوقف في ميناء بأبو ظبي"، من دون أن يوضح البيان تاريخ تحرك المدمرة.
كما أبلغ الوزير الشيخ محمد بن زايد "بقراره نشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس لمساعدة الإمارات في مواجهة التهديد الحالي".
ويشمل التعاون كذلك "الاستمرار في تقديم معلومات استخباراتية للإنذار المبكر، والتعاون في مجال الدفاع الجوي".
في حين أكدت وزارة الدفاع الإماراتية أنها "على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من أي اعتداء".
