Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تكنولوجيا التصوير المسحي للقلب قد تتيح إنقاذ مرضى كثيرين

تمهد الطريق أمام رصد مبكر للندوب التي تحدثها النوبات

إذا نجحت هذه التقنية في التصوير الطبي، فسيتمكن الأطباء من معرفة كيف تحدث النوبات ندوباً في عضلة القلب مع الأمل في اكتشاف علاجات أكثر فاعلية لها (غيتي)

يعكف عدد من العلماء على اختبار تكنولوجيا في التصوير المسحي للقلب، من شأنها أن تمهد الطريق أمام إيجاد علاجات تنقذ من مشكلات قلبية مميتة، بحسب خبراء في هذا المجال.

وسيستخدم الباحثون تقنيات رائدة في التصوير الطبي بغرض اكتشاف الأنسجة التي تتكون منها الندوب في عضلة القلب [تحدث عادة بأثر الذبحات القلبية] في مرحلة مبكرة من تكونها. وتعتبر تلك الندوب مسؤولة عن معظم أشكال القصور في عمل القلب [يعني القصور حدوث خلل في قدرة عضلة القلب على تدوير الدم في الجسم].

في حين أن أنسجة الندوب تظهر طبيعياً عقب الإصابة بحالات مرضية عدة، من بينها النوبات القلبية وأمراض صمام القلب، إلا أن تراكم كمية كبيرة منها ربما تحول دون نبض القلب بكفاءة.

حتى الآن، لم يتمكن التصوير بالماسحات الضوئية من التعرف إلى أنسجة الندوب إلا بعد تشكلها، وفي أماكن معينة فحسب.

تتولى التجربة الجديدة "جامعة إدنبرة"University of Edinburgh  الاسكتلندية، بتمويل من مؤسسة القلب البريطانية (اختصاراً "بي أتش أف" BHF) الخيرية.

إذا نجحت التجربة، سيتمكن الباحثون من رؤية الندوب في مرحلة مبكرة وفهم كيفية تكونها، ومن المأمول أن يفضي ذلك تالياً إلى توفير علاجات أفضل [للقصور في عمل القلب الناجم عن تراكم الندوب فيه].

وفق الخبراء، فإن القدرة على اكتشاف الندوب أثناء تطورها في عضلة القلب ستكون بمثابة "تقدم علمي كبير"، وفق توصيفهم، ومن شأنها أن تغير طريقة تشخيص إصابات المرضى وسبل علاجهم.

واستطراداً، أشار رئيس قسم أمراض القلب الإكلينيكية في "جامعة إدنبرة"، البروفيسور مارك دويك، "إننا لسنا على درجة جيداً من فهم طريقة تطور الندوب في عضلة القلب".

وأضاف، "لسنا على معرفة تامة بالعمليات التي تؤدي إلى إطلاق عملية تشكّل الندوب، ولا تلك التي توقفها، ولا حتى العمليات التي تحملها على الاستمرار حينما لا نريد ذلك، فينتج عنها قصور في القلب".

وبحسب دويك، "هنا، في هذه الحالات، تتجلى روعة هذه التقنية من التصوير، إذ إننا قادرون على دراسة [الندوب] لدى مرضانا خلال فترة معاناتهم من مرض في القلب" [بمعنى قبل أن يتطور المرض إلى مرحلة إحداث قصور في عمل عضلة القلب].

في رأي البروفيسور دويك، تعتبر الندوب في عضلة القلب هدفاً مهماً لأنها مسؤولة عن مختلف أشكال القصور في عمل القلب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفق توضيح من البروفيسور دويك، "إذا أصبت بنوبة قلبية، تكون الندوب في المراحل الأولى عبارة عن تطور جيد لأنها تتيح للقلب أن يتعافي من إصابته، ويوقف التمزق، وينقذ المريض من الموت. أما إذا زادت الندوب على حدها اللازم، فستؤدي إلى قصور في القلب".

وكذلك يعتقد البروفيسور دويك "أننا سنتعلم كثيراً حقاً [عبر الاستخدام الجديد لتقنيات التصوير المسحي للقلب]، وسيسرع ذلك في تطوير علاجات جديدة للفشل القلبي، وغيره من أمراض عضلة القلب".

في سياق متصل، تبرز حالة غوردون شارب من إدنبرة (72 عاماً)، الذي هو أحد المرضى المشاركين في التجربة.

وقد أصيب شارب بنوبة قلبية في منزله السنة الماضية، نُقل إثرها إلى "المستشفى الملكي في إدنبرة" حيث وجد الأطباء أنه مصاب بانسداد في أحد شرايين القلب.

وقد "انتهز" شارب "الفرصة"، بحسب وصفه، كي يشارك في هذه التجربة.

وفي هذا الصدد، أفاد شارب "أعتقد جازماً أن هذا النوع من البحث ضروري جداً كي نتعلم تطوير علاجات ومقاربات علاجية، وكذلك التعرف إلى أفضل وقت لاستخدامها. وربما يُحدِث تأثيراً كبيراً في تحسين نوعية الحياة ومداها بالنسبة إلى الأشخاص الذين يواجهون نوبات قلبية في المستقبل".

وأضاف شارب، "لا شك لدي في أن هذا النوع من البحوث الممول من "مؤسسة القلب البريطانية" سيكون فاتحة دراسات أخرى، ويثبت أنه مثمر جداً في إنقاذ حيوات المرضى وتغييرها إلى الأفضل".

يندرج مشروع البروفيسور دويك ضمن أكثر من مئة مشروع تتولى "مؤسسة القلب البريطانية" تمويلها في عشر جامعات اسكتلندية.

ووفق جيمس جوبلينغ، رئيس "مؤسسة القلب البريطانية" في اسكتلندا، فنحن في الواقع "إزاء مثال يوضح كيف أن البحوث المتطورة تغير فهمنا لأمراض القلب، من بينها أمراض القلب التاجية [التي تتأتى من تضيق الشرايين التي تغذي عضلة القلب نفسها، وصولاً إلى انسداد تلك الشرايين]، التي تعتبر السبب الرئيس في معظم النوبات القلبية، وتعتبر أحد أكبر أسباب الوفاة في اسكتلندا".

المزيد من صحة