Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من يقف وراء سلسلة الهجمات التي استهدفت مطار بغداد؟

"نظام منع الصواريخ للدفاع الجوي تم تفعيله واستطاع أن يوقف عدداً منها"

انتشار أمني في العاصمةالعراقية بعد استهداف مدرج مطار بغداد (أ ف ب)

على الرغم من تعرض مطار بغداد الدولي لسلسلة هجمات طوال عام 2021 باستثناء شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، واستمرارها مطلع العام الحالي بواسطة صواريخ "الكاتيوشا" والطائرات المسيرة، إلا أنها فشلت في الوصول إلى داخل المطار ومدارجه، وكانت تنتهي عند محيطه من دون حصول أضرار كبيرة أو التأثير على حركة الطيران.

لكن الهجوم الأخير كان الأول من نوعه الذي يستهدف المدرج الرئيس في مطار بغداد الدولي منذ عام 2004، عندما استهدفت طائرة لشركة طيران دولية مما تسبب بأضرار في الطائرة.

تضرر طائرة المالكي

ومن الطائرات التي تضررت هي طائرة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، التي كان يستخدمها خلال فترة ولايته من عام 2006 و2014، وهي هدية من الحكومة الإيرانية للمالكي، وتم إخراجها من الخدمة نهاية 2014 من قبل رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لعدم الحاجة لها.

ستة صواريخ

وأعلنت خلية الإعلام الأمني عن استهداف مطار بغداد الدولي فجر الجمعة بستة صواريخ من نوع "كاتيوشا"، سقطت على مكان انتظار طائرات الخطوط الجوية العراقية ما أدى إلى حدوث أضرار في طائرتين كانتا جاثمتين على المدرج.

واعتبر بيان للخلية أن الهدف من الهجوم تقويض الجهد الحكومي في استعادة الدور الإقليمي للعراق، وإعاقة نشاط وجهود الخطوط الجوية العراقية في أن يكون العراق الدولة البارزة في مجال النقل والملاحة الجوية ورفع تحديات عمله.

وأكدت الخلية في بيانها العثور على ثلاثة صواريخ داخل منصة للإطلاق في قضاء أبو غريب قرب أحد المنازل، متوعدة بملاحقة مسؤولي الهجمات.

وتصاعدت حدة الهجمات بصواريخ "الكاتيوشا" والطائرات المسيرة خلال الأشهر الماضية، لا سيما استهداف منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في نوفمبر (تشرين الثاني). والشهر الحالي شهد تصاعداً كبيراً في هذا الشأن، وبات عرض صور ومقاطع الفيديو لطائرات مسيرة محطمة مألوفاً. ففي 4 يناير (كانون الثاني) عرضت خلية الإعلام الأمني صوراً لطائرتين مسيَّرتين قيل في حينها، إنه تم إسقاطهما خارج محيط قاعدة عين الأسد من دون أضرار أو إصابات.

وفي 3 يناير استهدفت طائرتان مسيرتان محيط مطار بغداد، وتم إسقاطهما من دون وقوع أضرار بشرية أو مادية.

وقبل أيام تم استهداف منزل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في قضاء الكرمة التابع لمحافظة الأنبار بثلاثة صواريخ "كاتيوشا" بعد انطلاقها من جهة ذراع دجلة باتجاه مركز القضاء، ما أدى إلى إصابة اثنين بجروح. وسبقه استهداف مقرات "العزم" و"التقدم" بقنابل يدوية.

وعلى الرغم من إعلان السلطات العراقية تكراراً ومراراً العمل على ملاحقة المسؤولين عن هذه الهجمات خلال الفترة الماضية، إلا أنه لم يتم اعتقال ولو مسؤول واحد أو شخص قام بتنفيذ هذه العمليات.

تفعيل نظام منع الصواريخ

من جانبه، قال التحالف الدولي إن ما لا يقل عن 6 صواريخ سقطت في مطار بغداد المدني صباح الجمعة، متهماً من أسماهم "بالميليشيات الخارجة عن القانون" بتهديد وقصف مطار بغداد للمرة الثانية بالصواريخ، لافتاً إلى أن الصواريخ وقعت كلها في منطقة المدرج أو مناطق قريبة من الجانب المدني.

وذكر بيان التحالف أن نظام منع الصواريخ للدفاع الجوي العراقي تم تفعيله في المطار واستطاع أن يوقف عدداً من الصواريخ.

وبعد ساعات من الحادث، أعلنت سلطة الطيران المدني استمرار حركة المسافرين بصورة طبيعية في مطار بغداد، على الرغم من إعلان شركة كويتية عن تعليق رحلاتها مؤقتاً إلى المطار.

الكاظمي يتوعد بالحسم

بدوره، اعتبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن استهداف مطار بغداد الدولي يمثل محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق، وتقويض جهود الخطوط الجوية العراقية في تطوير عملها.

وأضاف بيان صادر من مكتبه الإعلامي أن "القوى الأمنية العراقية سيكون لها رد حاسم على هذا النوع من العمليات الخطيرة، التي تقف خلفها أجندات لا تريد للعراق خيراً"، داعياً كل القوى، والأحزاب، والتيارات السياسية، والفعاليات المختلفة إلى التعبير عن رفضها وإدانتها الصريحة والواضحة لهذا الهجوم الخطير.

ودعا الكاظمي الدول الصديقة للعراق إقليمياً ودولياً، إلى عدم وضع قيود للسفر أو النقل الجوي من وإلى العراق، بما يشكل إسهاماً في ردع الإرهاب عن تحقيق غاياته.

"يونامي" قلقة

 وأعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" عن بالغ قلقها إزاء موجة الهجمات الحالية، التي تستهدف مكاتب الأحزاب السياسية ومقار الإقامة، إضافة إلى المؤسسات التجارية في العراق، وآخرها الهجوم الصاروخي على مطار بغداد الدولي.

خط أحمر

من جانبه، حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بيان له من استهداف مصالح الشعب، واعتبره خطاً أحمر قائلاً، إن "استهداف مصالح الشعب والوطن خط أحمر"، مؤكداً في الوقت نفسه استمراره بتشكيل "حكومة أغلبية وطنية مع شركائنا في الوطن".

تحالف الخاسرين يندد

من جهته، ندد الإطار التنسيقي الذي يضم القوى الشيعية الموالية لإيران باستهداف مطار بغداد الدولي والمؤسسات الأخرى، واعتبره عملاً إرهابياً إجرامياً يُراد منه إثارة الفتنة وخلق الذرائع لتدخلات مدسوسة، تريد الايقاع بين أبناء الوطن الواحد".

ودعا الإطار التنسيقي في بيانه "جميع القوى الوطنية للتلاحم ورص الصفوف والابتعاد عن منهج الإقصاء والاستقواء بالخارج، وذلك لتفويت الفرصة على أعداء الوطن للعبث بأمنه وسيادته".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

نتائج وخيمة

فيما قال رئيس أحد مراكز الدراسات الاستراتيجية معتز عبد الحميد، إن هذا الحادث ستكون له أبعاد سياسية وخيمة على العراق، ويعكس عدم قدرته على تأمين المطار.

وأضاف "هناك خروقات أمنية حدثت في السابق في محيط مطار بغداد أثرت على عدم قدوم الطائرات إلى العراق، كما حدث عند إطلاق نار وإصابة إحدى نوافذ طائرة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية، ما أدى إلى امتناع عدد كبير من الخطوط الجوية العالمية عن الهبوط في مطار بغداد، مرجحاً أن تكون للحادث أبعاد سياسية في ظل عدم قدرة العراق على تأمين الملاحة الجوية".

وأصيبت إحدى الطائرات الإماراتية التابعة لشركة "فلاي دبي" في يناير عام 2015 بالرصاص أثناء هبوطها على مدرج المطار، ما دفع عدداً من الشركات العربية والعالمية إلى تعليق رحلاتها إلى مطار بغداد.

تأمين محيط المطار

وشدد عبد الحميد على ضرورة تأمين محيط المطار من مسافة كيلومترات عدة لرصد السيارات التي تحمل هذه القذائف، مشيراً إلى أن كل مطارات العالم بعيدة عن المدن نسبياً، لتكون هناك قوة رصد عالية لأي خروقات أمنية.

وتساءل عن أسباب عدم تمكن منظومات الدفاع الجوي الموجودة في محيط المطار من إسقاط القذائف التي طالت المدرج، مشدداً على ضرورة تحديث تلك المنظومات باستمرار.

وبين أن سقوط هذه القذائف جاء بعد إخفاقات أمنية كثيرة لكون "داعش" لا يزال نشطاً، واشتبك قبل أيام مع القوات العراقية في منطقة الطارمية شمال بغداد، واصفاً ما حصل في المطار بـ “الخطير".

وتصاعدت حدة هجمات "داعش" على عدد من المدن العراقية، ما أدى إلى قتل العشرات بين قوات جيش ومدنين، لا سيما في المناطق الفاصلة بين حدود محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك.

جهات معروفة

ورجح عبد الحميد أن تكون الجهات التي عمدت لاستهداف مقر رئيس مجلس النواب ومقرات الأحزاب هي نفسها التي استهدفت مطار بغداد لإرباك الوضع في البلاد.

خلط الأوراق

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في إحدى الجامعات عصام الفيلي، إن الهجوم لم يتم تبنيه من أي جهة، ما أدى إلى إعادة خلط الأوراق، فيما أشار إلى أن الجهات الدولية تقف مع العراق ولن تضعه في دائرة المخاطر الأمنية والاقتصادية.

وتابع "بعض القوى السياسية ترى في الاستهداف وسيلة ضغط للحيلولة دون استمرار التحالف الثلاثي العابر للانتماءات".

وأشار إلى أن إعلام "داعش" لم يعلن مسؤوليته عن العملية لحد هذه اللحظة، فيما أن رئيس الوزراء وخلية الإعلام الأمني أكدت ووصفت العملية بأنها شكل من أشكال الفوضى التي تستخدمها قوى اللادولة، والتي تريد إثبات وجودها من دون تسمية جهة معينة.

المجتمع الدولي داعم للدولة

وتابع الفيلي، "المجتمع الدولي يدرك تماماً أن هناك جهات تحاول أن تضعف مفهوم الدولة وهيبتها، ولن يعطي المجتمع الدولي فرصة لتحقيق تلك الأهداف من خلال وضع العراق في إطار مخاطر الطيران"، لافتاً إلى أن هذا الأمر بدا واضحاً بعد إعلان مطار بغداد الدولي استمرار رحلاته عقب ساعات من الهجوم.

واستبعد أن "يؤثر هذا الحادث على تشكيل الحكومة، فالتصريحات التي تؤكد على حكومة الأغلبية واضحة، لذلك الأطراف المتفاوضة كلها ستسرع في تشكيل الحكومة من أجل عدم حصول مزيد من الأزمات".

أضرار محتملة

من جانبه، قال المتخصص في الشأن الاقتصادي والأكاديمي محمود المشهداني، إن هذا الاستهداف سيدفع نحو زيادة مبالغ التأمين على الطائرات، ما سيرفع من أسعار التذاكر. وقد تتخذ بعض الشركات قرار تعليق الرحلات إلى العراق.

وأضاف المشهداني "أن المطار هو واجهة العراق السياسية والاقتصادية والحضارية، واستهدافه من أهم المؤشرات على عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي"، موكداً أن استهداف مدرج المطار للمرة الأولى منذ سنوات طويلة مؤشر خطير وله نتائج وخيمة.

واعتبر أن إحدى الخطوات التي نجح فيها رئيس الوزراء قبل أسبوعين هي عدم إدراج العراق على لائحة الدول الأكثر خطورة في غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، مبيناً أن هذا الهجوم سيعيد هذه الخطوة إلى نقطة الصفر في مسألة مرور الطائرات العراقية في الأجواء الأوروبية، وهبوط طائرات تلك الدول في المطارات العراقية.

ورأى المشهداني أن هذا الاستهداف يمثل ضرباً لمصالح العراق الاقتصادية واستقبال الدبلوماسيين، مرجحاً أن يؤدي الهجوم إلى رفع التأمين على الطائرات العراقية والأجنبية التي تهبط في مطار بغداد وزيادة أسعار التذاكر. وتوقع أن تلجأ بعض الدول لتعليق رحلاتها إلى مطار بغداد.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات