Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محاصيل دلتا النيل تحت رحمة التغيرات المناخية في 2050

توقع تراجع إنتاج القمح 36 في المئة بحلول عام 2100 والقطن الناجي الوحيد

الخطر يهدد أبرز وأهم المحاصيل الزراعية المصرية (أ ف ب)

تعيش معظم دول العالم تحت رحمة التغيرات المناخية التي قد تعصف بالأخضر واليابس، مع توالي إنذارات تشير إلى غضب الطبيعة التي ألقت بظلالها المخيفة في السنوات الأخيرة، مع اندلاع الحرائق تارة وانفجار الفيضانات تارة أخرى، وبين ذاك وذلك فرض الجفاف كلمته في بقاع أخرى من المعمورة.

القاهرة تحت القصف

القاهرة ليست آمنة من غضب الطبيعة، إذ إن الخطر يهدد أبرز وأهم المحاصيل الزراعية المصرية، في الوقت الذي تمثل دلتا نهر النيل واحدة من أكثر المناطق المهددة بالعالم والأكثر حساسية للتغيرات المناخية، وفقاً لتقرير رسمي أصدرته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان (مستقبل المحاصيل الزراعية في ظل التغيرات المناخية التي تشهدها مصر والعالم).

الزراعة تسهم بـ12 في المئة من الناتج

وأكد التقرير أن قطاع الزراعة المصري يسهم بنحو 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، الذي يتخطى حدود ستة تريليونات جنيه (نحو 383 مليار دولار أميركي) باعتباره أحد أهم القطاعات الرئيسة في الاقتصاد، وأشار التقرير إلى أن أغلب النشاط الزراعي المحلي يتمحور في منطقة دلتا النيل، لافتاً إلى أن ذلك يعني تعرضه إلى أخطار ارتفاع مستوى سطح البحر ما يعصف بالإنتاجية الزراعية المحلية، (وتعد منطقة الدلتا شمال مصر من الأكبر الموجودة في العالم، بمساحة تصل إلى 240 كيلومتراً مربعاً، إذ تمتد من الجهة الشرقية من بورسعيد إلى أن تصل إلى الجهة الغربية حتى الإسكندرية).

وتوقع التقرير أن تتوغل المياه عالية الملوحة في مساحات شاسعة من الدلتا، ما سيزيد من احتمال عدم قدرة الأراضي الزراعية القائمة على الإنتاج الزراعي في السنوات المقبلة.

محصول القطن الناجي الوحيد

وقال التقرير الحكومي إن تأثيرات لا تنتهي مرتقبة، وسط درجات الحرارة المرتفعة حالياً ومستقبلاً في ظل تغير أنماط سقوط الأمطار، ما يبقي المحاصيل الزراعية الأساسية المصرية تحت رحمة تلك التغيرات المناخية، متوقعاً أن تتراجع إنتاجية معظم المحاصيل باستثناء محصول القطن الذي قد ترتفع إنتاجيته بنحو 30 في المئة بحلول عام 2100 تحت تأثير درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع، ما سيطيل المواسم المناسبة لزراعته.

تراجع إنتاجية القمح 15 في المئة عام 2050

 في المقابل، كشف التقرير عن أبرز المحاصيل الأساسية المهدَدة، متوقعاً انخفاض إنتاجية محصول القمح بنسبة لن تقل عن 15 في المئة بحلول عام 2050 مقارنةً بحجم الإنتاج الحالي، لافتاً إلى أن تلك النسبة قد تزيد إلى 36 في المئة بحلول عام 2100.

تقلص إنتاج الأرز 11 في المئة بعد 28 عاماً

وحول محصول الأرز، توقع التقرير تقلص نسبة الإنتاج بنحو 11 في المئة بعد مرور 28 عاماً، في الوقت الذي قد تتراجع فيه إنتاجية محصول الذرة بنسبة تتراوح بين 14 و20 في المئة بحلول عام 2050، ملمحاً إلى زيادة تلك النسبة إلى 20 في المئة بحلول عام 2100.

تراجع إنتاج الفول الصويا 28 في المئة في 2050

التقرير أشار أيضاً إلى إمكانية تراجع إنتاجية محصول الفول الصويا بنسبة 28 في المئة بحلول عام 2050، ملمحاً إلى تأثر الحاصلات الزراعية نتيجة تغير مسببات الأمراض النباتية لتغير أنماط هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، والبطاطس أحد أهم المحاصيل الزراعية عند الشعب المصري لم تنجُ من تهديدات التغيرات المناخية، إذ توقع التقرير انخفاض إنتاجية البطاطس بنحو 2.3 في المئة بحلول عام 2050.

شرم الشيخ تستضيف 2022

القاهرة تستضيف في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27" لعام 2022 بمدينة شرم الشيخ على ساحل البحر الأحمر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جانبه، قال المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، إن مجتمع الأعمال تقع عليه مسؤولية كبيرة في ما يتعلق بمكافحة التغير المناخي، خلال السنوات العشر المقبلة. وأضاف كيري في كلمة متلفزة خلال منتدى عقدته غرفة التجارة الأميركية بالقاهرة، أن الدول لديها القدرة على التحول للطاقة الجديدة والمتجددة، بدلاً من الفحم وغيره من مصادر الطاقة الملوثة للبيئة للحفاظ على كوكب الأرض من انبعاثات الكربون أو انبعاثات "الميثان" المسؤولة عن عشرة في المئة من التلوث، لافتاً إلى أن الفحم السبب الرئيس في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، باعتباره مصدر الطاقة الأكثر تلويثاً للبيئة.

من جانبه، قال رئيس مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة المصرية، محمد فهيم، إن خطر التغيرات المناخية لا يمثل تهديداً للقاهرة وحسب، مشيراً إلى أن العالم بأسره تحت رحمة تلك التغيرات العنيفة.

القاهرة تحركت بعد هلاك محصول المانجو

وأضاف أن الحكومة المصرية لم تتحرك لمواجهة التهديدات المناخية إلا في السنوات الأخيرة، مع تكرر حدوث السيول وتأثر محاصيل على رأسها المانجو، وهلاك معظم المحصول في الموسم الماضي، لافتاً إلى أن التغيرات المناخية قد تقلل من إنتاجية المحاصيل الزراعية.

مصر أكبر مستورد للقمح في العالم

وأكد أن مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، إذ يصل حجم الاستهلاك المحلي نحو 16 مليون طن من الأقماح، وتستورد القاهرة ما يقارب 12 مليون طن سنوياً، لافتاً إلى أن الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج التي تصل إلى نحو أربعة ملايين طن يتم تدبيرها من الزراعة المحلية.

هل تغرق الدلتا المصرية؟

من جانبه، قال نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة - جامعة القاهرة، إن ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب سطح البحر تمثل تحدياً كبيراً أمام عدد كبير من دول العالم، مؤكداً أن الأمر يزداد خطورة في المناطق الساحلية من الدلتا التي تتميز بمناسيب منخفضة وهو ما قد يعرضها إلى الغرق بمياه البحر. وتابع أن دلتا نهر النيل تمثل واحدة من أكثر المناطق المهددة في العالم والأكثر حساسية للتغيرات المناخية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على المناطق الساحلية من آثار التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية والمتمثلة في ارتفاع منسوب سطح البحر بشتى الطرق، لسلامة المواطنين وحماية الاستثمارات القائمة بالمناطق الصناعية والزراعية والسياحية الموجودة على سواحل مصر الشمالية، خصوصاً بمنطقة الدلتا.

في عام 2019 رصد تقرير الهيئة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية (IPCC) ارتفاع مستوى سطح البحر بعد عام 2100 إذا استمر ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1.5 إلى درجتين مئويتين في القرن الـ21، مشيراً إلى أن استمرار حالة عدم استقرار صحائف الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية أو الضياع النهائي لصحائف الجليد في "غرينلاند"، سيرفع مستوى سطح البحر أمتاراً على مدى مئات الآلاف من السنين، وعدم الاستقرار هذا يمكن أن يبدأ في ظل زيادة الاحترار العالمي بمقدار 1.5 إلى درجتين مئويتين.

اقرأ المزيد