Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إقالة مديرة ديوان الرئاسة التونسية... تصدع أم بداية سياسات جديدة؟

نادية عكاشة "الصندوق الأسود" وأكثر المقربين إلى قيس سعيد

رئيس الجمهورية قيس سعيد مع نادية عكاشة (الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية)

أعلنت الجريدة الرسمية التونسية "الرائد الرسمي" الصادرة، الثلاثاء 25 يناير (كانون الثاني)، أن رئيس الجمهورية قيس سعيد أنهى مهام مديرة ديوانه الرئاسي نادية عكاشة، وصدر في "الرائد الرسمي" أنه "بمقتضى أمر رئاسي، فقد أنهي تكليف نادية عكاشة بمهام مديرة الديوان الرئاسي". يذكر أن عكاشة سبق أن قدمت استقالتها قبل يوم من نشر الإقامة، حسب ما صدر عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" كاتبة، "قررت تقديم استقالتي للسيد رئيس الجمهورية من منصب مديرة الديوان الرئاسي بعد سنتين من العمل". مضيفة، "لقد كان لي شرف العمل من أجل المصلحة العليا للوطن من موقعي بما توفر لديَّ من جهد إلى جانب السيد رئيس الجمهورية"، لكنني اليوم وأمام وجود اختلافات جوهرية في وجهات النظر المتعلقة بهذه المصلحة الفضلى، أرى من واجبي الانسحاب من منصبي كمديرة للديوان الرئاسي، متمنية التوفيق للجميع، وداعية الله أن يحمي هذا الوطن من كل سوء".

الخطأ وارد

وعلق الصحافي طارق عمارة حول الاستقالة أو الإقالة قائلاً، "الواضح أن خروج نادية عكاشة، الصندوق الأسود، للرئيس وأكثر المقربين إليه طيلة عامين، يظهر بوضوح التصدع الذي أصاب فريق الرئيس ويخرج الخلافات بين شقوق قرطاج إلى العلن"، والأهم، حسب عمارة، أن "خروج عكاشة يرسل إشارات أوضح كيف سيكون الحكم في فترة مقبلة حرجة جداً من تاريخ البلاد".

من جانب آخر مقرب من رئيس الجمهورية، قال أحمد شفتر، عضو الحملة التفسيرية بخصوص عكاشة، "لا أعرف الشخص وليست ضمن المشروع، ولم ينتخبها أحد، وليس لها أن تعطي دروساً في الوطنية، هي مجرد موظفة انتهت مهامها". مضيفاً، "في غياب المعايير الموضوعية لاختيار أحرار الدولة، فإن إمكانية الخطأ تبقى واردة جداً"، موضحاً أيضاً، "نادية عكاشة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، القصة أعمق بكثير على الرغم من أن الوضع استثنائي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على صعيد آخر مغاير تماماً، علق الصحافي هاشمي نويرة بقوله، "وأخيراً، تحققت رغبة النهضة واستقالت نادية عكاشة، ذات يوم من أيام شهر الصيام قبل الماضي، قال لي شيخ النهضة، الرئيس قيس سعيد ممتاز، ولكن المشكلة في سيدة القصر عكاشة"، مضيفاً، "فهمت أن المرأة مُستهدفة، فحاولت درء الخطر عنها لعلمي ويقيني أنها النقطة المضيئة الوحيدة في محيط الرئيس، وقلت لرئيس حركة النهضة راشد لغنوشي: لا هذه غير مؤثرة، ولكنه عاد وأكد أنها خطيرة"، ولفت نويرة إلى أنهم "نجحوا اليوم في دفعها إلى الاستقالة من منصب مديرة ديوان الرئيس بعد أن فشلوا مراراً في حملها على الخروج بشتى المناورات، بل وصل بعض هذه المناورات أن عُرض عليها منصب رئيسة حكومة، المهم تخرج من القصر ومن محيط الرئيس الضيق".

عرَّت ظهر الرئيس

وكغيره من التونسيين، لا يعلم نويرة أسباب الاستقالة أو الإقالة، لكن استقالتها اليوم حسب تقديره، "عرَّت ظهر الرئيس وحرمته من أهم واقٍ له من صدمات أعدائه".

واتصلت "اندبندنت عربية" بمسؤول الاتصال والإعلام بحركة "النهضة" عبد الرحمان التاغوتي لمعرفة قراءتهم حول هذه الإقالة، بخاصة أن الجميع يعلم مدى الخلاف بينهم وبين مديرة ديوان الرئيس السابقة، فرد أنهم يرفضون تقديم موقف حول هذا الموضوع بالذات إيماناً منهم بتنقية الأجواء ولإمكانية إيجاد طريق لقاء بينهم وبين رئيس الجمهورية، موضحاً أنه ربما يتعرضون إلى الموضوع خلال اجتماع المكتب التنفيذي اليوم الأربعاء، وإصدار بيان.

الآراء متباينة

ابتعاد نادية عكاشة التي يقال إنها تملك أهم منصب بعد رئيس الجمهورية، ولها صولات وجولات في سياسات الدولة قبل وبعد 25 يوليو (تموز) قيل الكثير حوله، لكن الثابت، وحسب روايات عديدة، أن الخلافات بينها وبين الرئيس ومحيطه سبب رئيس في استحالة تواصل العمل بين سعيد وعكاشة.

المزيد من العالم العربي