Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انطلاق محاكمة شابة ألمانية انضمت إلى "داعش" في سوريا

تهمة التحريض على جرائم ضد الإنسانية واستعباد امرأة أيزيدية

ستواجه ميسينغ خلال فترة المحاكمة التي تقام خلف أبواب مغلقة تهمتي الانتماء إلى منظمة إرهابية وانتهاك قانون الأسلحة (أ ف ب)

تمثُل شابة ألمانية سافرت إلى سوريا عندما كانت تبلغ 15 عاماً للانضمام إلى تنظيم "داعش" أمام القضاء، الثلاثاء 25 يناير (كانون الثاني)، بتهمة المساعدة والتحريض على جرائم ضد الإنسانية.

وتنطلق محاكمة ليونورا ميسينغ البالغة 21 عاماً اليوم في محكمة مدينة "هاله" شرق ألمانيا، بتهمة استعباد امرأة أيزيدية في سوريا عام 2015 جنباً إلى جنب مع زوجها الذي كان منتمياً إلى تنظيم "داعش".

أبواب مغلقة

وخلال فترة المحاكمة التي تقام خلف أبواب مغلقة ومن المقرر أن تستمر حتى منتصف مايو (أيار) على الأقل، ستواجه ميسينغ أيضاً تهمتي الانتماء إلى منظمة إرهابية وانتهاك قانون الأسلحة، ودفعت هذه القضية البارزة إلى تساؤلات في ألمانيا حول طريقة تحول فتاة مراهقة من بلدة صغيرة إلى التطرف والانضمام لتنظيم متشدد.

وهربت ميسينغ من منزلها إلى الجزء الذي يسيطر عليه تنظيم "داعش" في سوريا في مارس (آذار) 2015، وبعد وصولها إلى الرقة التي كانت آنذاك عاصمة التنظيم في سوريا بحكم الأمر الواقع، أصبحت الزوجة الثالثة لمواطن ألماني يتحدر من منطقتها.

واكتشف والد ميسينغ، وهو خباز من قرية برايتنباخ الألمانية، تحول ابنته إلى الإسلام المتطرف بعدما فتح جهاز الكمبيوتر الخاص بها وقرأ دفتر يومياتها بعد اختفائها، وبعد ستة أيام من اختفائها تلقى والدها رسالة تبلغه بأن ابنته "اختارت الله والإسلام" وأنها "وصلت إلى الخلافة".

قائدة فرقة موسيقية

وقال والدها مايك ميسينغ لمحطة "إم دي آر" الإقليمية عام 2019، "لقد كانت تلميذة مجتهدة". وأضاف، "اعتادت الذهاب إلى دار عجزة لتقرأ قصصاً للمسنين وشاركت في الكرنفال بصفتها قائدة فرقة موسيقية، وكانت تلك المرة الأخيرة التي رآها كثير من الأشخاص الذين نعرفهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت ميسينغ تعيش حياة مزدوجة وكانت تزور، على ما يبدو من دون علم والديها، مسجداً في مدينة فرانكفورت (غرب) كان يخضع لمراقبة الاستخبارات الألمانية المحلية، وهي من بين أكثر من 1150 إسلامياً غادروا ألمانيا منذ العام 2011 إلى سوريا والعراق، وفق الحكومة الألمانية.

وأثارت قضيتها اهتماماً خاصاً بسبب صغر سنها، ولأن والدها وافق على التعاون لمدة أربع سنوات مع فريق من المراسلين من محطة "إم دي آر" العامة.

آلاف الرسائل

وكجزء من التقرير الذي أنجز، نشر مايك ميسينغ آلاف الرسائل التي تبادلها مع ابنته بشكل متواصل، مقدماً لمحة نادرة عن الحياة اليومية في ظل تنظيم "داعش"، لكن أيضاً محاولاتها الهرب في نهاية المطاف.

ويقول المدعون العامون إن ميسينغ كانت جزءاً من عملية اتجار بالبشر بعدما "اشترى" زوجها امرأة أيزيدية تبلغ 33 عاماً ثم "باعها"، وانتهى الأمر بميسينغ التي أنجبت طفلتين محتجزة في معسكر يسيطر عليه الأكراد شمال سوريا.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020 أعيدت إلى وطنها في واحدة من أربع عمليات لإعادة 54 شخصاً معظمهم أطفال إلى ألمانيا، وعلى الرغم من توقيفها عند وصولها إلى مطار فرانكفورت، أطلق سراح ميسينغ لاحقاً، وأمرت ألمانيا مراراً عبر محاكمها بإعادة زوجات الإرهابيين وأطفالهن إلى وطنهن.

صدمة نفسية

وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، طالبت محكمة في برلين بإعادة امرأة ألمانية وأطفالها الثلاثة، قائلة إن الأطفال أصيبوا بصدمة نفسية ويجب عدم فصلهم عن والدتهم.

وهناك ما يقدر بنحو 61 ألمانياً داخل معسكرات في شمال سوريا، إضافة إلى 30 شخصاً على صلة بألمانيا، وفقاً لتقديرات رسمية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أصدرت محكمة ألمانية أول حكم في العالم يعترف بالجرائم ضد الأيزيديين وبأنها إبادة جماعية، في قرار أشاد به الناشطون ووصفوه بأنه انتصار تاريخي لهذه الأقلية.

والأيزيديون مجموعة ناطقة باللغة الكردية تتحدر من شمال العراق، تعرضت إلى الاضطهاد لسنوات من مسلحي "داعش" الذين قتلوا مئات الرجال واغتصبوا نساء وجندوا أطفالاً قسراً كمقاتلين.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات