Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"التريند" يقود المشاهير إلى حياتهم الخاصة على حساب الفن

هجر النجوم الحديث عن نتاجهم الغنائي والتمثيلي واتجهوا إلى سرد تفاصيل شخصية لجذب الجمهور

قالت الفنانة أصالة نصري إنها قصّت شعرها بناءً على رأي زوجها (أ ف ب)

من الحجاب إلى الزواج والطلاق وعقوق الأبناء، وحتى التذمر من مصروف الطفولة، تنوعت أحاديث نجوم الفن خلال الفترة القليلة الماضية، إذ كانت المعركة حامية بين تريند رأي رانيا يوسف في الرجال، وشروط سمية الخشاب للزواج مجدداً، وأزمة الفنان رشوان توفيق مع أبنائه، وطفولة ياسمين صبري التي قضتها وهي تحلم بأن تمتلك حقائب فارهة متجاهلة نشأتها المتواضعة، بحسب ما أكدت.

وكذلك أصالة وهي تحكي عن وسامة زوجها، الذي قصت شعرها بناءً على رأيه، لأن "طلباته أوامر"، مثلما قالت المطربة السورية. ونادين نسيب نجيم حينما كشفت عن تأثرها بعد تجربة طلاقها، ومعهن أنغام وهي تناكف ابنيها الشابين، فهل يتعمد النجوم تصدر التريند بحكاياتهم الشخصية، وهل أصبح الحديث عن الأعمال الفنية "موضة قديمة"؟

أين ذهب الطموح الفني؟

فكرة أن يكون التريند هو الهدف أفسدت كثيراً من قصص الفن، فبات النجوم في تدويناتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من النادر أن يتحدثوا عن أعمالهم حتى لو كانوا غزيري الإنتاج، فاللقطة تحكمها معايير أخرى، ربما لا تتوافر كثيراً في أغنية قوية أو مسلسل درامي ثقيل أو فيلم استغرق تحضيره عامين.

شروط خطف مستخدم السوشيال ميديا أبسط من ذلك بكثير، يكفي فقط تناول بعض الأمور العائلية، والأخذ والرد في الأزمات الشخصية، مثل إحساس شيرين عبد الوهاب بعدما قصت شعرها، والراحة التي تشعر بها أثناء "غسله" تحت صنبور المياه، وبكاء غادة عبد الرازق حينما تذكرت عدم اهتمامها كما ينبغي بابنتها الوحيدة في طفولتها.

مثل تلك الحواديت كان يعتبرها بعض المشاهير حتى وقت قريب أموراً "خاصة" لا ينبغي التدخل بها، وكانوا يعيبون على من يثيرونها. الآن، هم من يسعون إلى الكشف عنها، والإعلاء من شأنها على حساب أخرى، كان يحسبها المتابع أهم وأوقع، وهي تجاربهم الفنية وطموحهم فيما يسعون لتقديمه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مَن يحرك التريند؟

هل المشاهير هم المذنبون وهم من يجرون الجمهور إلى الحديث عن قصص بعيدة عن أعمالهم الفنية، ويركزون عليها؟ أم المشاهد هو الذي يركز على تلك القضايا ويحاول البحث عن كل تفاصيلها، بالتالي يعيد ميزان محركات البحث وفقاً لتفضيلاته، أم هي بالأساس خطة دعاية وبروباغندا؟

اللافت، أن الأمر ليس عارضاً بالمرة، بل باتت أغلب تصريحات مشاهير الفن، لا سيما في العالم العربي، تصب في الاتجاه نفسه، حتى من نجوم لديهم قائمة طويلة من الأعمال الفنية الجديدة من أغنيات وأفلام ومسلسلات ومسرحيات، وهي أعمال كفيلة بأن تجعلهم يتحدثون عنها، وعن أجوائها والاستقبال الجماهيري والنقدي لها لساعات طويلة.

كما أن الأمر لم يعد يفرق بين نجم شهير لديه موهبة قوية، وآخر لا يزال في بداية الطريق، بل إن الفنانين المخضرمين الذين لديهم تاريخ طويل أصبحوا يقلدون زملاءهم الذين بدأت نجوميتهم من خلال "إنستغرام" و"تيك توك"، في إثارة فرقعات سريعة بعيدة كل البعد عن أعمالهم في الأستوديوهات وأمام الكاميرات، وإذا حدث وقرروا تناول جديدهم أو حتى قديمهم يكون الأمر في أوقات كثيرة عابراً، ومن باب التسلية بكواليس خفيفة مرحة تثير الجدل والفضول، ولا تركز على تفاصيل العمل الفنية.

المتاجرة بالحياة الشخصية

يرى الناقد الفني طارق الشناوي، أن هذه هي النوعية من المواد التي لها "ثمن"، موضحاً: "الفنان خلال ساعة أو ساعتين يصور حلقة ضمن برنامج يتقاضى عليها أجراً كبيراً، فالزمن هنا وجيز، لكن الفائدة ضخمة، وبناء على الأجر تتحدد الموضوعات التي ينبغي إثارتها كي تكون مشوقة وتحقق مشاهدات، ومن ثم الربح، بعكس الحديث عن الأعمال الفنية فهو بلا ثمن".

ويضيف الشناوي، "أصبح من العادي أن نجد فنانات مثلاً يتحدثن عن ضرب أزواجهن لهن، وأسرهن التي كانت تسيء معاملتهن، وقصص الحب والخيانة، فكلما كانت الحكايات الشخصية ساخنة وغير مطروقة من قبل يرتفع السعر".

ويتابع، "هناك نوعية من البرامج باتت تقوم على الجوانب الشخصية للمشاهير، وإذا حدث وقام أحدهم بالتركيز على مشواره الفني وأعماله رافضاً التطرق إلى أمور (فضائحية)، فعلى الأرجح لن تتم الاستعانة بهذا الضيف مجدداً".

ويصف الشناوي ما يحدث بأنه "لعبة للمتاجرة بالحياة الشخصية، والنجوم يدخلون فيها بكامل رضاهم، الأمور عرض وطلب". وبحسب ما يؤكد فالقصة "متفق عليها بين كل الأطراف، والأجر يرتفع كلما زادت حدة الاتهامات".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة