Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نهمل التأثير المتنامي لكورونا الطويل الأمد وندفع الثمن

الأعباء التي تفرضها متحورة "أوميكرون" تستنزف قدرات "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا، ولكن عبئاً إضافياً بدأ يرتسم

عبء "كوفيد طويل الأمد" سيتفاقم في المستقبل مع تفشي إصابات متحورة "أوميكرون" (أ ب)

يُعتقد أن زهاء 1.3 مليون شخص من سكان المملكة المتحدة يكابدون حاضراً "كوفيد طويل الأمد" [لونغ كوفيد]، في أعلى رقم تشهده البلاد منذ بدء تسجيل التقديرات.

المدة الزمنية التي يكابد أثناءها الناس "كوفيد طويل الأمد"، والعلاج الذي يتطلبه، يختلفان باختلاف المرضى. ولكن في المجمل، لا ريب في أن العبء الذي تفرضه هذه الحالة الصحية يشكل الأزمة الصحية المرتقبة التي تقف عند أبوابها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس"NHS ) في بريطانيا، فيما تشق طريقها عبر الموجة الحالية من متحورة فيروس كورونا "أوميكرون" التي تجتاح البلاد.

والأكثر مدعاة للقلق، أن عبء "كوفيد طويل الأمد" سيتفاقم في المستقبل. التقديرات بشأن أعداد المصابين بهذه الحالة في المملكة المتحدة، الصادرة عن "مكتب الإحصاءات الوطنية"، لا تتخطى تاريخ 6 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أي قبل الارتفاع الأخير والمفاجئ في إصابات كورونا الذي تتسبب به "أوميكرون".

ونظراً إلى أن عدوى المتحورة الجديدة من كورونا أصابت كثيرين خلال احتفالات عيد الميلاد الماضي، ستسجل الأشهر المقبلة في الواقع معدلات أعلى من حالات "كوفيد الطويل الأمد".

في الحقيقة، نظرة فاحصة إلى البيانات الحالية الخاصة بـ"كوفيد طول الأمد" ترسم صورة تبعث على قلق بالغ: يكابد نحو 892 ألف شخص في بريطانيا هذه الحالة منذ 12 أسبوعاً على أقل تقدير، في حين يتأثر بها سلباً 506 آلاف شخص منذ أكثر من سنة.

بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص، غير "كوفيد طويل الأمد" وجه حياتهم تماماً، جاعلاً من أبسط الأعمال مهاماً شبه مستحيلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مثلاً، يقول بعض مرضى "كوفيد طويل الأمد" إنهم شعروا بإرهاق بعد غسل الأطباق، أو صعود السلالم، أو الوقوف لإشعال الضوء. كذلك يعاني البعض الآخر أرقاً شديداً، إذ يقض التململ والقلق والاكتئاب مضجعهم ليلة تلو أخرى نتيجة العجز عن النوم.

إضافة إلى ذلك، كشفت تحاليل طبية خللاً في وظائف الكبد والكليتين لدى بعض المصابين، واضطرابات في الجهاز الهضمي، وضيقاً في الصدر، واضطرابات ناجمة عن الإصابة بالتهابات، وحتى تجلطات (تخثرات) في الدم... والقائمة تطول.

تستلزم هذه المشكلات الصحية اهتماماً ورعاية مدروسين من جانب "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" البريطانية، ولكن ذلك، بطبيعة الحال، مفقود في خضم التركيز على مواجهة الأعباء الحادة التي فرضها "كوفيد- 19".

في الواقع، وصلتني رسالة عبر البريد الإلكتروني من قارئ بينت فحوص الكشف إصابته بـ"كوفيد- 19" (نتيجة موجبة) للمرة الأولى في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، و"قد لازمه الإرهاق منذ ذلك الحين". تحدث عن قلقه بشأن حالته إلى طبيب صحة عامة، "لم يملك جواباً آنذاك وقال إنه سيتحرى عن المسألة". ولكنه لم يتلق أبداً أي رد.

في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، يواجه مرضى "كوفيد طويل الأمد" صعوبات كثيرة قبل أن يتلقوا أي علاج لعدد لا يحصى من المشكلات الصحية التي يكابدونها. أنشأت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" عيادات مخصصة، ولكن لا تتوافر لديها القدرة أو الوسائل اللازمة لمساعدة هؤلاء.

يقول مرضى حاولوا زيارة العيادات لمعاينة حالتهم إنهم انتظروا فترات طويلة تصل حتى ستة أشهر كي يحصلوا على استشارة طبية أولية فقط لدى أحد الخبراء الطبيين. في بعض الحالات، أحيل المرضى إلى عيادات أخرى، مثلاً إلى خبراء في التغذية وأطباء نفسيين أو إلى أطباء صحة عامة مجدداً، الذين سعوا جاهدين جميعاً من أجل تزويدهم بالعلاج المناسب الذي يحتاجون إليه.

يبقى أنه وفق النهج المتبع حالياً، لا يسعنا أن نتوقع إحراز أي تقدم كبير في التصدي الفاعل لـ"كوفيد طويل الأمد". لذا، ما إن تتجاوز "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" أصعب مراحل "أوميكرون ""، على المسؤولين تخصيص الوقت والموارد اللازمين لمعالجة مشكلة "كوفيد طويل الأمد"، ذلك أن بقاءها في طي الإهمال، يعني انفلاتها من كل عقال قريباً.

© The Independent

المزيد من صحة