Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العالم في 2022... هل يكون عام جائحة آخر؟

يبدو مكاناً لا يمكن التنبؤ به ومقلقاً بشكل خاص وسط عدد من القضايا الدولية والإقليمية والبيئية

يبدو العالم على مشارف عام 2022 مكاناً لا يمكن التنبؤ به ومقلقاً بشكل خاص. للمرة الأولى يتساءل اثنان من توقعات "فاينانشال تايمز" هذا العام عما إذا كانت روسيا والصين ستغزوان جيرانهما، وتجيب "لا"، لكن هذا قد يكون تفكيراً بالتمني. وبشكل أقل تفاؤلاً، يحذر متنبئو الصحيفة من متحورّة فيروس كورونا أكثر عدوى من "أوميكرون" مع إمكانية ظهور مزيد من المتحوّرات أكثر فتكاً.

وكما لن يصل التضخم إلى الأهداف الأميركية، وستضرب السياسة النقدية الأكثر صرامة الأسهم، وسيظل مؤتمر المناخ العالمي المقبل غير كافٍ للحد من الاحترار، وعلى نحو هزلي، ربما ستخالف أسهم شركة "تيسلا" الاتجاه وترتفع. بالنسبة إلى عام 2021، ثبتت صحة 17 من التوقعات العشرين الصادرة عن "فاينانشال تايمز". 

تقول الصحيفة، "لقد كنّا مخطئين بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني، وتشاءمنا للغاية بشأن لقاحات كوفيد (تلقّى حوالى نصف إجمالي سكان العالم جرعتين، مما يشير إلى أن أكثر من نصف البالغين حصلوا عليها)، كما تجاوز التقدم في التنوع في مجالس الإدارة الأميركية معاييرنا". ومع ولادة عام جديد، وضعت الصحيفة تنبؤاتها لعام 2022، وجاء أبرزها على النحو التالي.

هل ستهيمن متحوّرة أكثر عدوى من "دلتا" و"أوميكرون" على حالات الإصابة بكورونا؟  

نعم. توقع معظم علماء الفيروسات أن تخلّف متحوّرة "دلتا" شيئاً أكثر عدوى، لكن عدداً قليلاً منهم رجّح قفزة مفاجئة إلى الأعلى في قابلية الانتقال والهروب المناعي مثل "أوميكرون". ربما يصيب الفيروس مليارات الأشخاص عام 2022، لذلك سيكون من المدهش ألّا ينتج من التطور أمر ينتشر بشكل أسرع. وعما إذا كانت المتحورة السائدة التالية تسبب أمراضاً وحالات وفاة أكثر خطورة، سيعتمد هذا على مدى التطعيم والتباعد الاجتماعي المتبع في جميع أنحاء العالم.   

هل سيعود التضخم إلى المستوى المستهدف للفيدرالي الأميركي عند 2 في المئة بنهاية العام؟  

لا، إن الفكرة القائلة إن "المفاجأة" التضخمية لعام 2021 ستكون مؤقتة كانت خاطئة. قد يكون النقص الذي شوهد في 2021 مؤقتاً بالفعل. لكن من المرجح أن يرتفع مكون المأوى في مؤشر أسعار المستهلك بشكل حاد. وتسير سوق العمل في حالة سخونة، مع انخفاض معدلات البطالة وارتفاع معدلات الوظائف الشاغرة. وأدت الزيادة  الكبيرة في التضخم إلى جعل أسعار الفائدة الحقيقية القصيرة الأجل أكثر سلبية. إن تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي المعتدل المتوقع عام 2022 والفترات الطويلة بين التشديد وتأثيراته تجعل من المرجح أن التضخم الأساس، خصوصاً تضخم الأجور سيرتفع ولن ينخفض عام 2022.   

هل ستكون خطط المناخ الوطنية كافية للحد من الاحترار إلى هدف 1.5 درجة مئوية بحلول مؤتمر "كوب27" بمصر؟  

لا. حتى مع كل الالتزامات الجديدة التي تم التعهد بها في قمة غلاسكو، يقول المحللون إن العالم سيظل دافئاً بما لا يقل عن 1.8 درجة مئوية، وعلى الأرجح سيصل إلى 2.4 درجة مئوية.  

ويتطلب الحفاظ على 1.5 درجة مئوية الأكثر أماناً التي تدّعي الدول أنها تريدها تخفيضات أكثر جرأة في غازات الاحتباس الحراري التي تسبب أكبر انبعاثات، بخاصة الصين، التي تمثل 27 في المئة من الانبعاثات العالمية، أكثر من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعَين. لكن لا هي ولا الاقتصادات الكبيرة الأخرى تظهر أي علامة على تحسين أهدافها بشكل جذري عام 2022، ولا السياسات اللازمة لتحقيقها.  

هل سيواجه بوريس جونسون تصويتاً بحجب الثقة من نوابه؟  

نعم، على الأرجح. تم شطب بوريس جونسون مرات عدة من قبل وبدا أنه لا يمكن المساس به. لكن سلسلة من الأخطاء قوّضت سلطة رئيس الوزراء البريطاني، وكذلك الزيادات الضريبية وقيود "كوفيد" التي يعارضها كثير من المحافظين. في حين تجعل استطلاعات الرأي السيئة والهزائم المروعة في الانتخابات الفرعية النواب يخشون أنه فقد لمسة الفوز.  

ويُعتبر الأداء الضعيف لحزب المحافظين بالانتخابات المحلية في مايو (أيار) هو اللحظة الأكثر احتمالية لإضراب المعارضين، وهناك حاجة 54 نائباً فقط لفرض التصويت. قد يفوز جونسون في ذلك التصويت، بخاصة إذا كان النواب غير متأكدين من سيخلفه. ولكن مع اقتراب العواصف الاقتصادية وعدم وجود ما يشير إلى أنه غيّر أسلوبه، ربما يكون هناك عدد كافٍ من المحافظين المستعدين لتجربة حظهم.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هل ستنتخب فرنسا رئيساً يمينياً متطرفاً؟  

كلا، لقد رحب اليمين المتطرف في فرنسا بإضافة جديدة قبل الانتخابات الرئاسية في أبريل (نيسان) عبر المرشح اليميني المتطرف إيريك زمور. لكن باستثناء التقلبات غير المتوقعة (يمكن أن يحدث الكثير في أربعة أشهر).

هل تغزو روسيا أوكرانيا؟  

لا، إن غزواً واسع النطاق من شأنه أن يخاطر بسقوط ضحايا روسيين فادحين، وسيتعارض مع تفضيل فلاديمير بوتين للخداع والإنكار المعقول. يمكن لبوتين أن يحقق عدداً من أهدافه من دونها: زعزعة استقرار أوكرانيا، وردع حلفاء كييف عن تقديم المساعدة العسكرية، وترهيب "ناتو" وفرض مزيد من التنازلات في المحادثات لإنهاء القتال في دونباس (شرق أوكرانيا).

هل سيفقد الديمقراطيون السيطرة على الكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني)؟  

نعم. سيخسر الديمقراطيون كلاً من مجلس النواب ومجلس الشيوخ في اكتساح جمهوري نظيف. عادة ما تكون الانتخابات النصفية انتكاسة للحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض، لكن 2022 سيبدو أشبه بـ"القصف" الذي تلقّاه ديمقراطيو باراك أوباما عام 2010.

هل الصين تغزو تايوان؟  

لا، ليس هذا العام على الأقل. السؤال عادل بالنظر إلى التصعيد في التدريبات العسكرية التي تقوم بها الصين بالقرب من تايوان، التي تبعد حوالى 161 كيلومتراً عن ساحل البر الرئيس. يقول لويد أوستن، وزير الدفاع الأميركي، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن "الأمر بدا يشبه إلى حد كبير التدريبات". لكن شن هجوم على تايوان قد يؤدي إلى انتحار اقتصادي للصين.

هل سيعزز جيش ميانمار قبضته؟  

لا، بعدما يقرب من عام من الانقلاب الذي أطاح أونغ سان سو تشي، يواجه نظام مين أونغ هلينغ معارضة جماهيرية من السكان الغاضبين. لم يعترف أي شركاء أجانب، بما في ذلك روسيا والصين، رسمياً بحكومة ميانمار.

هل يمكن منع إيران من تطوير سلاح نووي؟  

نعم. تكافح المحادثات لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقّعته إيران مع القوى العالمية لكن دونالد ترمب تخلّى عنه. تقوم طهران بتخصيب اليورانيوم بالقرب من مستويات الأسلحة. وتأمل إدارة بايدن في إنقاذ الصفقة، لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق يقنع إيران بالعودة إلى الامتثال تبدو ضئيلة.

هل ستنجح البلدان الأفريقية في تطعيم 70 في المئة من سكانها؟  

لا. بالرغم من أن بعض البلدان، مثل المغرب وجنوب أفريقيا، سيصل بالتأكيد إلى المستوى الذي يُعتبر ضرورياً من قبل المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن البعض الآخر لن يفعل ذلك. في عام 2021، فشلت الجهود المبذولة لتأمين ما يكفي من اللقاحات من خلال عمليات الشراء والتبرعات ومبادرة "كوفاكس" العالمية بحيث استخدمت الدول الغربية نفوذها الشرائي للقفز إلى مقدمة قائمة الانتظار. سيتحسن الوضع عام 2022. لكن المتحوّرات الجديدة والصخب من البلدان الأكثر ثراء للحصول على تطعيمات معززة والمشكلات اللوجستية تعني أن عدداً من البلدان الأفريقية سيستمر في التخلف عن الركب.   

هل سينخفض ​​مؤشر "إس أند بي 500" بأكثر من 10 في المئة؟  

نعم. من الصعب تصديق أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي يحدد الأسعار في الأساس لأسواق الأسهم العالمية يمكنه أن يرسم طريقه للخروج من فترة التحفيز النقدي الفائق من دون إزعاج الأسهم، لا سيما بالنظر إلى أن التضخم أثبت أنه وحش أصعب بكثير من ترويضه.  

هل ستنهي أسهم" تيسلا" العام بارتفاعات أعلى مما هي عليه اليوم؟  

نعم. بأي مقياس مالي تقليدي، تظل أسهم "تيسلا" مُبالغاً فيها بجنون، على الرغم من الانخفاضات الشديدة في نهاية العام. تفترض نسبة السعر/الأرباح التي تجاوزت 300 عام 2021 أن كل شيء يمكن أن يسير في الاتجاه الصحيح. "تيسلا" ستستمر في التقدم غير المحدد.

هل سيتبع عدد من الدول الأخرى حملة الصين المشفرة؟  

لا. بعد ثلاثة أشهر من إعلان الصين أن جميع أنشطة التشفير "غير قانونية"، لا يزال يُنظر إليها على أنها استثناء. جزء منه لوجستي. يقول معظم المنظمين إن حظراً واسعاً للعملات المشفرة سيكون من المستحيل تنفيذه في الأسواق التي تتمتع بوصول مجاني وسهل إلى الإنترنت. المنظمون، بخاصة في الغرب، يقاومون بشكل طبيعي حظر نشاط السوق من دون سبب وجيه، مثل وجود دليل على حدوث ضرر فعلي. في معظم الولايات القضائية، يتمثل النهج في إقامة حواجز حماية. بدأت الولايات المتحدة بتطوير تشريعات تتضمن حظر إصدار بعض أنواع العملات المشفرة غير المصرفية، وقد وضع الاتحاد الأوروبي مسودة قواعد لتنظيم أولئك الذين يخدمون الأصول المشفرة ويصدرونها. استثناء واحد من هذا الاتجاه هو الهند، التي قالت حكومتها في نوفمبر (تشرين الثاني) إنها تدرس حظر العملات المشفرة الخاصة.   

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير