Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منحوتة الجمل في السعودية ضمن أهم اكتشافات 2021

استخدم العلماء في تحديد عمر النقوش اللافتة عدداً من الأدوات والتقنيات مثل "التأريخ بالكربون المشع للمصنوعات اليدوية"

أظهرت نتائج الدراسة لموقع الجمل مروره بثلاث مراحل زمنية (المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي)

بتواتر تأكيدات علماء الآثار حول النقوش الحجرية التي علت قمم جبال الجوف في شمال السعودية لصور الإبل والحمير البرية اللافتة، يبدو أن ثمة أمراً مؤكداً، هو أنها باتت أقدم من "أهرامات الجيزة ومن أحجار ستونهنج الزرقاء". وثمة تأكيدات حديثة تشير إلى أنها "الأقدم في العالم"، وهي ضمن أهم 10 اكتشافات في العالم لعام 2021.

هذا ما ذكرته واحدة من أشهر المطبوعات الأثرية في العالم، وهي مجلة "أركيولوجي" الأميركية، التي كتبت أن "12 لوحة حجرية تصوّر الإبل والحمير البرية في شمال السعودية هي الأقدم في العالم".

ونشرت الدورية العلمية قائمة نهاية العام لأبرز المواقع المكتشفة خلال 2021، تضمنت آثاراً من المكسيك وكندا وفرنسا وأميركا وإيطاليا والتبت والمغرب، والسعودية.

وكان علماء الآثار يعتقدون سابقاً أن تلك النقوش التي رصدت شمال السعودية قد نُحتت قبل 5000 قبل الميلاد، لكنهم توصلوا بعد ذلك إلى أنها أقدم بكثير، إذ تعود إلى 8000 عام حين كانت المنطقة أكثر رطوبة وبرودة.

بشهادة الكربون المشعّ

واستخدم العلماء في تحديد عمر تلك النقوش اللافتة عدداً من الأدوات والتقنيات، مثل "التأريخ بالكربون المشع للمصنوعات اليدوية".

تقول ماريا غوجنين، عالمة الآثار في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري، التي قادت البحث الجديد، "عادت مجتمعات العصر الحجري الحديث مراراً وتكراراً إلى موقع الجمل، ما يعني أنه تم الحفاظ على رمزيته ووظيفته على مدى أجيال عدة".

 

ويشير باحثون إلى أن "المناظر الطبيعية في ذلك الوقت كانت عبارة عن أرض عشبية تتخللها بحيرات، إذ كانت الجمال والخيول تتجول في البرية. ويقوم البشر برعي قطعان من الماشية والأغنام والماعز، ويبدو أن هذه الأجواء قادت إلى ابتكار أعمال فنية رائعة كهذه".

في غضون ذلك، بدا لافتاً في الأعوام الماضية أن الدولة الغنية بالنفط والآثار بدأت تتحسس آثارها القديمة، إذ أنشئت هيئة تُعنى بالآثار أطلق عليها اسم "هيئة التراث". كان ذلك في فبراير (شباط) 2020.

ليس ذكر موقع الجمل واكتشافه بالأمر الحديث، إذ إن الهيئة السعودية (هيئة التراث) نشرت قبل أشهر، أن "فريقاً سعودياً شارك مع علماء آخرين من دول غربية توصلوا إلى أن موقع الجمل يضم 21 نحتاً مجسماً، قد يكون من أقدم المواقع في العالم لنحت الحيوانات المجسمة بالحجم الطبيعي".

فن صخري

وأشارت النتائج العلمية التي توصّل إليها الباحثون إلى أن الموقع يتميز بمجموعة من مجسمات الجِمال وحيوانات من فصيلة الخيليات بالحجم الطبيعي، وتختلف في طريقة تنفيذها عن الفن الصخري الشائع في أنحاء السعودية، فهي بارزة بشكل كبير عن الصخرة التي نُحتت منها ولها شكل مجسم، وأظهرت المجسمات الأثرية التي تم حفرها في الموقع وجود صناعة حجرية مميزة وكذلك بقايا عظام حيوانية.

واستخدم الفريق العلمي المكون من باحثين من هيئة التراث وجامعة الملك سعود والمركز الفرنسي للأبحاث وجامعة برلين الحرة وجامعة أكسفورد وغيرها، عدداً من الطرق العلمية بهدف معرفة تاريخ الموقع بدقّة عالية، وذلك عبر تحليل الأدوات المستخدمة في النحت ودراسة آثار عوامل التعرية والتحلل الطبيعيين، إضافةً إلى جهاز التحليل المشع متعدد الأطياف وطريقة الوهج الحراري، إذ تُعدّ معرفة تاريخ الموقع من أكبر التحديات التي واجهها الفريق العلمي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت نتائج الدراسة للموقع مروره بثلاث مراحل زمنية، تتمثل في مرحلة تنفيذ أعمال النحت على مدى فترة طويلة، تلتها مرحلة تدل على غياب النشاط البشري وهجر الموقع، ثم مرحلة ثالثة وأخيرة بدأت تتضرر فيها المجسمات المنحوتة وتساقط بعض أجزائها بفعل العوامل الطبيعية. وتنتمي الصناعة الحجرية في الموقع إلى فترة نهاية العصر الحجري الحديث، التي لا يمكن الجزم بأنها معاصرة لفترة نحت المجسمات الحيوانية في الموقع.

موقع الجمل

وتم اكتشاف الأثر الذي سمّته هيئة التراث السعودية "موقع الجمل" في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقالت الدراسة التي نشرت حينها في مجلة علوم الآثار، إن الموقع يضم 21 نحتاً مجسماً، منها 17 نحتاً لجِمال واثنان من فصيلة الخيليات، ونحت آخر لم تتضح هويته.

 

وقام بدراسة الموقع فريق علمي مكون من باحثين من هيئة التراث وجامعة الملك سعود بالرياض، والمركز الفرنسي للأبحاث، وجامعة برلين الحرة، وجامعة أكسفورد وغيرها.

كما أظهرت نتائج الدراسة مرور الموقع بثلاث مراحل زمنية، بين تنفيذ أعمال النحت، وغياب البشر وهجر الموقع، ثم مرحلة بدء تضرر المجسمات المنحوتة وتساقط بعض أجزائها بفعل العوامل الطبيعية.

اكتشافات أخرى

يضاف هذا الاكتشاف إلى اكتشافات مثيرة استطاعت هيئة التراث إلى اكتشافها منها، الهياكل الحجرية المذهلة والتي تعد من أقدم الآثار في العالم، في مايو (أيار) الماضي. إضافة إلى التوصل إلى أن "تيماء السعودية" شمال البلاد كانت قبلة لقوافل فراعنة مصر ما قبل 3 آلاف سنة بعد اكتشاف سعودي آخر في يونيو (حزيران) من العام الجاري يقول إن "رمسيس الثالث كانت له آثار في المكان الذي ضمّ نقوشاً فرعونية على أراضي السعودية". 

 

ليس هذا وحسب، فقد توصلت البلاد أواخر العام الماضي لاكتشاف آثار أقدام بشر وفيلة وحيوانات مفترسة حول بحيرة قديمة جافة على أطراف تبوك (شمال البلاد) يعود تاريخها لأكثر من 120 ألف عام. وهذا، كما يقول، رئيس هيئة التراث في البلاد، "يمثل الدليل العلمي الأول على أقدم وجود للإنسان على أرض الجزيرة العربية، كما أنه يقدم لمحة نادرة عن بيئة الأحياء أثناء انتقال الإنسان بهذه البقعة من العالم".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات