قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس 23 ديسمبر (كانون الأول)، إن المفاوضين الأوروبيين لم يقدموا "مبادرات عملية جديدة" ولم تكن مشاركتهم بناءة في الجولة الأخيرة من محادثات إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية والتي توقفت في 17 ديسمبر.
وبعد يوم من تحذير مستشار الأمن القومي الأميركي من أن المحادثات المضطربة مع إيران قد تُستنفد في غضون أسابيع، قالت روسيا ووكالة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الخميس، إن المفاوضات ستُستأنف في 27 ديسمبر.
المطالبة برفع العقوبات
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن وزير الخارجية قوله، "لا نرى موقف بعض الدول الأوروبية بنّاءً، وخصوصاً موقف فرنسا".
وأضاف أمير عبد اللهيان، "عندما يقولون إنهم يشعرون بالقلق بسبب تقدم البرنامج النووي الإيراني، نقول بوضوح إذا كنتم تريدون تهدئة مخاوفكم يتعين رفع جميع العقوبات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده من الاتفاق في عام 2018 معيداً فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، التي ردت باستئناف أعمال تخصيب اليورانيوم وبتسريعها، وهو طريق محتمل لحيازة أسلحة نووية.
وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية، وتقول إنها ترغب فحسب في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية.
ولم تحرز المحادثات التي تجري بطريقة غير مباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا، سوى تقدم ضئيل منذ استئنافها في وقت سابق هذا الشهر، بعد أن توقفت لخمسة أشهر إثر انتخاب الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي.
تشاؤم أوروبي
وأعلن ميخائيل أوليانوف، كبير مفاوضي الوفد الروسي في المحادثات، عن خطط استئنافها كاتباً على "تويتر"، "في هذه الحالة على وجه التحديد، هذا مؤشر إلى أن كل المشاركين في المفاوضات لا يريدون إضاعة الوقت ويسعون إلى عودة سريعة لخطة العمل الشاملة المشتركة"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت وكالة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان، إن "المشاركين سيواصلون المناقشات حول هدف عودة الولايات المتحدة (للاتفاق) والسبل الكفيلة بضمان تطبيقه بشكل كامل وعلى نحو فعال من جانب جميع الأطراف".
وتسعى إيران إلى إدخال تعديلات على الخطوط العريضة لاتفاق تبلورت ملامحه في ست جولات سابقة من المحادثات، ما يعرّض المفاوضات للدخول في طريق مسدود في وقت تحذر القوى الغربية بوضوح من أن الوقت ينفد أمام جهود كبح أنشطة إيران النووية التي تتقدم بخطى سريعة.
وأبدى دبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون وألمان تقييماً متشائماً لمستقبل الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق، الذي فرضت بموجبه قيود على برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وقال أمير عبد اللهيان إن بلاده "تمكنت من الحصول على موافقات شفهية على (وجهات نظرنا) من جميع الأطراف في المسودة التي ستتم مناقشتها الأسبوع المقبل". ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل.