Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجوع وغياب الأمن ينتشران في أفريقيا الوسطى

برنامج الأغذية العالمي: 61 في المئة من السكان يعيشون حالة الطوارئ الغذائية

أطفال جمهورية أفريقيا الوسطى يدخلون حالة الطوارئ الغذائية  (أ ف ب)

يتسبب غياب الأمن في باوا التي تبعد 500 كيلومتر عن عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، بأزمة غذائية كبرى في هذا البلد الذي يُعدّ من أفقر دول العالم ويشهد حرباً أهلية وإن كان المتمردون قد طُردوا من معاقلهم بعد عام على شنّهم هجوماً كبيراً.

سوء التغذية

سيفري الصغير، قُطر ذراعه سنتيمتر ونصف، وهو مستوى منخفض جداً بالنسبة إلى طفل يبلغ من العمر 12 شهراً. الرضيع الجائع لا يتوقف عن البكاء. حليب أمه التي تعاني أيضاً سوء التغذية، لم يعُد كافياً لإشباعه.

مباني المركز الصحي في المدينة التي يقطنها حوالى 47 ألف نسمة مكتظة. طفل يبلغ من العمر سنتين يصرخ عندما تضعه والدته بلطف في حوض معلق من ميزان.

تبكي الشابة البالغة من العمر 22 سنة، قائلة "لا يوجد طعام في بيتنا"، تضيف "أرى أنه ليس على ما يرام لأنه يبكي طوال الوقت ولم يعُد يلعب".

جاءت الأم الشابة للحصول على أكياس معكرونة مغذية يقدمها برنامج الأغذية العالمي، وهي تعاني الجوع مثل كثرٍ من سكان المدينة.

انعدام الأمن

يقول رئيس المركز الصحي موديست لويو موتايو لوكالة الصحافة الفرنسية، "هذا هو المرض الأكثر شيوعاً هنا. إنه مرتبط بالفقر وانعدام الأمن، والنزاع يمنع الناس من الزراعة ومن الصعب أن تحصل على نشاط مدرّ للدخل".

لكن حجم أزمة الغذاء التي تضرب هذه المنطقة الواقعة شمال غربي البلاد غير مسبوق. يقدّر برنامج الأغذية العالمي أن 42 في المئة من سكان أفريقيا الوسطى يعانون الجوع، لكن في محافظة أوهام بندي وعاصمتها باوا "الوضع أكثر خطورة، إذ يعيش 61 في المئة من السكان أزمة من المستوى الثالث والرابع من حالة الطوارئ الغذائية"، وفق المدير المحلي للوكالة التابعة للأمم المتحدة ماهوا كوليبالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في السوق الواقعة وسط باوا، صارت الأكشاك قليلة، الفواكه والخضروات غير متوافرة. يؤدي انعدام الأمن إلى صعوبات في الإمداد، بالتالي "ترتفع تكلفة كل شيء"، وفق ما يشرح عضو نقابة باوا للنقل عباس محمد الذي يتساءل "كيف سيتصرف السكان؟".

اشتباكات مستمرة ونزوح

ولا تزال المنطقة مسرحاً لاشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية والمتمردين الذين أعادوا تجميع صفوفهم على الحدود التشادية القريبة. في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، قُتل 30 مدنياً وعسكريان في هجوم نسبته السلطات إلى حركة "العودة والتعويض وردّ الاعتبار"، وهي من أقوى الجماعات المسلحة التي كانت حتى عام مضى تحتل ثلثي جمهورية أفريقيا الوسطى.

وتشهد أفريقيا الوسطى، ثاني أقل البلدان نمواً في العالم وفق الأمم المتحدة، حرباً أهلية منذ عام 2013 وإن تراجعت حدتها بشكل كبير منذ أربعة أعوام.

وشنت جماعات متمردة نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2020 هجوماً مسلحاً جديداً على نظام الرئيس فوستين أرشانج تواديرا عشية الانتخابات الرئاسية، لكن الهجوم لم يحل دون إعادة انتخاب تواديرا الذي استعاد جيشه قسماً واسعاً من البلاد، ويعود ذلك إلى دعم مئات من القوات شبه العسكرية الروسية والمرتزقة من شركة "فاغنر" الأمنية الروسية الخاصة، الذين تقول الأمم المتحدة وفرنسا إنهم "يمارسون نفوذاً قوياً في البلاد".

دفعت مضايقات المتمردين المنتشرين حالياً في الأدغال عدداً من سكان الريف إلى اللجوء لـباوا، كما هي الحال بمدن أخرى في البلاد. في منطقة بيمبي على بعد دقائق قليلة من وسط المدينة، يتشارك حوالى عشرين نازحاً وجبة متواضعة من جذور الكسافا.

يرينا سلمبليس ماسيمبا الغرفة الضيقة التي ينام فيها مع سبعة أشخاص آخرين. في يونيو (حزيران)، هاجمت حركة "العودة والتعويض وردّ الاعتبار" قريته، ويقول "قتلوا السكان واستولوا على منازلنا هربنا من دون أخذ أي شيء معنا".

مثل أكثر من 100 نازح آخرين من المنطقة، وجدوا الملاذ لدى عائلة مضيفة، لكن المكان ضيّق، ويوضح ماسيمبا "ينام كثيرون على حصائر بالخارج".

إلى جانبه، يواجه ميشال غوتو البالغ من العمر 77 سنة صعوبة في الوقوف. يقول عمدة قرية دولا الواقعة على بعد 50 كيلومتراً من باوا، "كنت في الشارع مع أطفالي عندما وصل متمردو حركة العودة والتعويض وردّ الاعتبار وعذبونا". لا يزال المتمردون يحتلون منطقته، ويضيف "أريد فقط العودة إلى المنزل".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات